lundi 2 mars 2015

أقفاص... ذبح ... حرق ... سبايا...نكاح: الداعش... يوم يعدم الإنسان و يتساوى مع مرتبة الحيوان


" ولقد  خلقنا  الإنسان  في  أحسن  تقويم "


 المعطى الأول  الذي  لا بد  من الإقرار   به هو أن المد الداعشي ، وما يغلب عليه من إفراط وغلو وتشبث بظاهر النص والوقوف عند القشور وإسقاط لأحكام ومفاهيم أبعد ما تكون عن فقه الواقع دون نظر  في مقاصد الشريعة وتعميم لفتاوى مجتثة من سياقها التاريخي وإطارها المكاني ...
 والمعطى  الثاني أن  التحاق  نزر من شبابنا  بهذا  التيار الهدام   هو نتيجة لتركة أكثر من خمسة عقود من التصحر الديني في تونس وسياسة تجفيف منابع الزيتونة وطمس الهوية العربية الإسلامية واجتثاث تونس من محيطها العربي الإسلامي، و تمييع الدين وإفراغه من قدسيته، و المس من الثوابت و التشكيك فيها والتعدي على المقدسات، كل ذلك في إطار ممنهج من خلال كل أجهزة الدولة ذات العلاقة بموضوع الدين، سواء كانت مؤسسات التربية و التعليم المكرسة لمناهج مفرغة من الدين، أو في مؤسسات وزارة الثقافة عبر السينما والمسرح ودور الثقافة عبر برامج مائعة و ماجنة ترصد لها ملايين الدنانير على حساب أموال المجموعة الوطنية، أو في مؤسسات الإعلام المرئي والسمعي ولمكتوب من خلال صحافة مأجورة تتعامل مع الشأن الديني بسياسة المكيالين ، فتنفخ في صورة الرويبضة جاعلة منهم فقهاء دين.



زمع كل ذلك لا  يختلف اليوم  اثنان في كون  ما   فعله تنظيم داعش الإرهابي هو عمل إجرامي ومنسلخ من الإنسانية إلى مراتب دون الحيوانية، وإقدامهم على استخدام الإحراق بالنار يكشف عن مدى الدناءة والخسة والوضاعة والانحطاط الذي يتمتع به هؤلاء الأوغاد السفلة والمرتزقة ممن هم كلاب النار يمشون على الأرض.
  فالمعلوم  أن التحريق بالنار حرمه الله على البشر، واختص به لنفسه ولم يسمح لأحد من الخلق ولو كان نبيًا مرسلًا أو ملكًا مقربًا باستخدام النار وإن تبرير هؤلاء السفلة الفجرة لأفعالهم المنكرة المجرمة، والتى تأباها كل النفوس الأبية، والفطر السوية، فضلًا عن أنها  لا  يقبلها الإسلام العظيم الذي علم البشرية كلها الرحمة، والشفقة، والعطف، ورقة القلوب حتى بالحيوان الأعجم، والطير الأخرس ، فكيف بالبشر المكرم، والإنسان المفضل على جميع المخلوقات  ..وهذا الجرم، والذي تجرد مرتكبوه من كل المشاعر الإنسانية، وخلت قلوبهم من الرحمة، وعقولهم من الفكر والبصير دلالة على فعلهم المتوحش وسلوكياتهم الهمجية ,التي لا تمت بصلة للإنسانية أوّلاً ولكل الشرائع السّماوية ثانيًا , وَقدْ اشتركً في توجيه هذه الإدانة القاصي والدّاني  والبعيدُ والقريبُ و المسلمُ وغير المسلم .
 فيديوهات وصور قادمة و قاتمة لهذا التيار المنتسب إلى الإسلام والإسلام منه براءة ... صور و فيديوهات لا تحمل معنى سوى كون هذه " الملة " هي وحوش برية في جلباب الإنسانية .

أقفاص وأغلال
لم يكن  فيديو إعدام  الطيار الأردني معاذ الكساسبة  الدليل  الوحيد  على حيوانية  التنظيم  بل كانت العديد  من  الصور  و الفيديوهات الأخرى  المنضوية   في  نفس  الخانة دليلا على وحشية داعش حيث  يستقدم  هذه الشرذمة   المعدمين  في  أقفاص  مكبلين  الأرجل  .. صور تقشعر  لها الأبدان  ... بل تؤكد أنّ  هؤلاء من  أتباع  السادية تلك الفرقة التي تتلذذ  بعذاب الغير  بكل السبل  المتاحة  والتي  تجد في  عذاب  الآخر ومعاناته  قمة اللذة  والإمتاع ...

المتاجرة بالنساء في سوق  السبايا
 الجميع  يدرك  أن  الإسلام  أعزّ المرأة وجعل مكانتها  محفوظة  وأعلى   من شأنها  إلا أن  هؤلاء الدواعش  جردوا  الأنثى من  إنسانيتها  و حولوها  إلى بضاعة تباع  تشترى قيمتها  لا  تزيد  عن  قيمة الحيوان  حيث  تشير بعض  المعطيات  المتوفرة  أن المحاصرة   الأمنية المضروبة على تمويل  موارد داعش جعله يبحث عن موارد بديلة ومتيسرة، وكانت أقربها إليه هي "السبايا" اللواتي أنشأ لهن سوقاً خاصاً وأياماً معروفة، يتمّ الشراء والبيع والتبادل فيها أيضاً؛ و برز  ذلك  من خلال  فيديو مصوراً من قبل أحد عناصر التنظيم ينقل فيه كل هذا  وهو عبارة عن
وثيقة داعشية انتشرت على كل مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك)، باعتبارها فعلاً همجياً وجريمة كبرى بحقوق الإنسان؛ يحدّد فيها داعش "الأسعار الجديدة" للأسرى الموجودين لديها من بنات ونساء وأطفال والسعر حسب العمر؛ فوثيقة "بيع الغنائم" أو "أسعار بيع السبايا" من المسيحيات والإيزيديات تريد أن تضبط "السوق" بما يمليه ضميرها الداعشي وتعاليمها السوداء.


الوثيقة المختومة بشعار "داعش" كشفت عن انخفاض حاد بـ"أسعار الصرف"، وذلك لوضع الإرهابيين القلق واضطرارهم إلى التراجع بشكل يومي، بحيث تصبح السبية ثقلاً مضافاً عليهم؛ ولذلك تغيرت الأسعار فصار سعر المرأة الإيزيدية والمسيحية البالغة من العمر 30 إلى 40 سنة يصل إلى 75 ألف دينار(60 دولاراً أميركياً)، أما الأعمار من 20 إلى 30 فيبلغ 100 ألف دينار(85 دولاراً أميركياً)، ومن 10 أعوام إلى 20 تبلغ قيمتها 150 ألف دينار (125 دولاراً أميركياً)، أما الطفلة من عمر سنة 9 سنوات فكانت الأعلى ثمنا فهي بـ200 ألف دينار(170 دولاراً أميركياً).
ونوهت الوثيقة إلى أنه لا يجوز للشخص حيازة أكثر من ثلاث غنائم على أن يستثنى من ذلك الأجانب من الأتراك والخليجيين والسوريين....


الذبح ... والصورة المريرة
ما  يذبح  فعلا  هو الحيوان ...أما الإنسان فقد  حرم الله  قتله بل  حتى في  تطبيق  حكم  الإعدام  مثلا اتجه الإنسان إلى  ابتداع طرق لطيفة  للموت  على غرار  استخدام الحقن  مثلا  إكراما للذات الإنسانية ... أما  التنظيم  فان  قراءاته  ليس إلا قراءات  غرائزية بهيمية حوّلت  الإنسان  إلى  حيوان  ... و جعلته يذبح أخيه من الوريد إلى الوريد  ويقدم جثته  قربانا للبحار على غرار فيدو إعدام 21 مصريا في مشهد يوحي بعهر التنظيم الذي " ... فذبح الإنسان للإنسان تجدُه في النصوص القرآنية مذكورا في موضعين: موضعٌ إجراميٌ منفّر مكروهٌ مذمومٌ، ارتبط بفعل فرعون وجنوده. وموضعٌ اجتهاديٌ تعليمي  من إبراهيم –عليه السلام- اختار الله تعالي له بديلاً عنه "وفدَيناه بذِبحٍ عظيم".وهو ما يؤكد أنّ ذبح الإنسان  للإنسان إنما  اختيارٌ بشريٌّ خاضعٌ لسُلطان الوحش الكامن في كلّ إنسان.


 قراءة من زواية أخرى.. بداية النهاية 

 بعض القراءات الأخرى  تؤكد  أن الإرهاب متعدد الجنسيات نشأ تحت أعين وإبصار دول وانظمه مخابرات بعينها، مشيرًة إلى أن ثقافة الذبح لدي تنظيم "داعش" مرتبطة بخلل عقلي وهو ما يجذب إليها المهمشين في مجتمعاتهم.

ثم إن قول داعش عن الرسول "عليه الصلاة والسلام" بأنه بعث بالسيف رحمه للعالمين ليست كلمة عربية ولم يسبق لأي جماعة أن قالتها، مؤكدين  أن إراقة الدماء بهذه  الشاكلة  التي يقوم بها "داعش" يدل عبر التاريخ  عن قرب زوال ملك وهذه قاعدة كونيه  تؤكد بداية النهاية ...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire