مرّت قرابة مائة يوم على تنصيب نوابنا الميامين في مجلس
نواب الشعب ومع ذلك وإلى حدّ الآن لم نر بارقة أمل تؤكد أنه بالإمكان أحسن مما كان
، فبعد زواج المتعة بين حركة النهضة والنداء خاب أمل التونسيين وانقطع رجاؤهم ،
فأصحاب الكراسي الكثيرة جالسون على الأرائك الوفيرة يقتسمون كعكعة الغنيمة في الصباح على طريقة
" كل قدير وقدرو" وينقلبون كل ليلة إلى أحزابهم فاكهين بما فازوا من رئاسيات في المجلس
وفي اللجان، وكل حزب بما لديه فرحون .
وفي هذا المشهد
البائس اليائس يتم التعامل مع المعارضة
الحقيقة بطريقة فيها من الوضاعة والخسة والمهانة ما فيها، فبمنطق المؤامرات وفي خبايا
الدسائس والتحالفات أقصيتزوجة الشهيد محمد البراهمي السيدة مبروكة ، وبالمنطق نفسه يتم إقصاء الجبهة
الشعبية التي كانت وقودا للثورة ، فهل لنا بعد ذلك ألا نقول إن صناع القرار
السياسي في بلدنا قد تنكروا لرموز النضال وأيقونات الشهادةوتنكروا للثورة وصناعها ، ولا غرابة في ذلك فقد علمنا التاريخ أن
الثورات تأكل أبناءها .
مائة يوم مرت وكل
شيء ظل يراوح مكانه وكأن لا شيء يستدعي العجلة والتسريع ، فلا الجماعة قد نظرت في
قانون الميزانية التكميلي ولا هم انشغلوا بقانون الإرهاب رغم ما يحدق بالبلاد من
مخاطر ولا هم أثاروا قانون المحكمة الدستورية ولا هم اهتموا بالمجلس الأعلى للقضاء
ولا ولا... فلم هذا التراخي وعلام هذا التأجيل؟ ومن يقف وراء التعطيل ؟ ..لا تحتاج
الإجابة عن هذه التساؤلات في نظرنا إلى
تأويلات عديدة .."فنداء النهضة " يريد التموقع برعاية عرابي التقارب
المحاميين محمد لزهر العكرمي ونورالدين البحيري أي بعبارة أخرى هم بالمناصب منشغلون عن حقوق شعبهم ساهون..
مائة يوم مرت كان
الخاسر الوحيد فيها هم أبناء الشعب الذين ظلوا ينتظرون لأربع سنوات رحى السياسة
ولكنهم في كل مرة لا يظفرون إلا بما يظفر به الكرام على مأدبة اللئام. فقد ذهب في
ظن هذا الشعب أنه بعد سقوط دولة الفساد الأولى ورحيل سدنتها سيأكل المن والسلوى
ولكنه أدرك اليوم وبعد هذه السنوات العجاف بما لا يدع مجالا للشك بعد أن اكتوى
بنار الأسعار وبنيران الإرهاب وبتراجع الاستثمار وبتدني قيمة الدينار أن رحى
السياسة لم تكن تطحن قمحا بل كانت تهرس ملحا ..؟؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire