vendredi 27 mars 2015

عودة إلى مافيا تهريب المرجان الطبيعي المنهوب من الجزائر : ميناء حلق الوادي...حقائق منسية في عملية إحباط تهريب 500 كلغ من المرجان




تناولت جريدة الثورة نيوز في أعداد سابقة عديد المباحث الاستقصائية حول أسرار وخفايا مافيا تهريب المرجان الأحمر الطبيعي المنهوب من الشعاب المرجانية بالسواحل الجزائرية ومسالك وطرق التهريب المعتمدة والتي نجحت سنويا في تهريب كميات مهولة فاقت 180 طنا بمعدل 3.5 طن أسبوعيا مرت جميعها عبر 7 منافذ حدودية بحرية وجوية (موانئ حلق الوادي ورادس وبنزرت وسوسة ومطارات تونس قرطاج والنفيضة والمنستير) ومن غرائب الصدف أن مافيا تهريب المرجان Camorra de contrebande corail والتي يطلق عليها تسمية  Torre del Greco نسبة إلى مدينة صناعة المرجان الشهيرة بجنوب ايطاليا... حققت نجاحات قياسية منذ أن اختارت تونس قاعدة خلفية ومعقلا رئيسيا لممارسة نشاطها الممنوع والمشبوه حيث لم تتجاوز نسبة المحجوز 1% من الكمية الجملية المهربة وهو ما يعني أن نسبة المخاطرة برأس المال جد مشجعة.



حيث اعتادت مختلف وسائل الإعلام تلقف الأخبار المغلوطة والمسمومة ونشرها على حالتها دون تثبت أو تدقيق فالمهم  نشر أكثر ما يمكن من الأخبار على مواقعها أو على صفحاتها أو على أمواجها وقد ساعد هذا التمشي في نشر أخبار زائفة لا علاقة لها بالواقع أو بالواقعة من ذلك مثلا انه تم مؤخرا الإعلان بأن مصالح الديوانة بميناء حلق الوادي الشمالي  نجحت يوم الأحد 22 مارس 2015 في إحباط عملية "تصدير دون إعلام"  تهريب كمية من المرجان الطبيعي تقدر بحوالي 500 كلغ بقيمةتناهز 3 مليون دينار كانت محملة على متن  شاحنة ذات ترقيم منجمي تونسي معدة لتزويد البواخر بالمؤونة وأنه تم تحرير محضر ضد ذي الشبهة وإحالته على مصالح إدارةالأبحاث الديوانية لمزيد البحث والتحري...والحال أن الخبر الصحيح أن أحد أعوان شرطة الحدود اشتبه في وضعية شاحنة تابعة لشركة مختصة في تزويد البواخر  Ravitaillement des naviresيديرها المهرب المعروف توفيق بن يحيىكانت تشق طريقها داخل ميناء حلق الوادي بكل حرية...




 فاعترض طريقها وأمرها بالوقوف للتثبت لا غير لكن سائق الشاحنة الخفيفة رفض الامتثال لإشارة عون الأمن وكاد يدهسه بعد أن رفع في سرعة سير الشاحنة المشبوهة المتجهة نحو باخرة المسافرين الراسية بالميناء وتلاحقت الأحداث بعد أن عمت الميناء فوضى عارمة نتيجة الملاحقة على طريقة الأفلام الهوليودية وليتم الكشف من طرف أعوان شرطة الحدود على كمية مهولة من المرجان الطبيعي مقدرة ب500 كلغ معبأة بإحكام داخل طرود كرطونية كانت مخبأة داخل الشاحنة الخفيفة التابعة لشركة خاصة تعمل في قطاع تزويد البواخر وقد اعتادت مافيا تهريب المرجان التي يديرها المافيوزي صلاح الدين الطرهوني (أصيل جرجيس وقاطن ببنزرت) رئيس نقابة الغواصين المزعومة Syndicat des Plongeurs Professionnelsوالمعروف بصداقته الحميمة مع المدير العام الحالي للديوانة كمال بن ناصر الذي كان وراء تعيينه في الخطة خلال شهر جوان 2014 بعد أن اقترحه على شريكه في تهريب المرجان لطفي جمعة شقيق المهدي جمعة رئيس حكومة "مافيا المال"....



تعيين جنرال جيش الطيران كمال بن ناصر المصاب بالجنون (حسب ملفه بالمركز الطبي الجوي العسكري Cemeda بقاعدة العوينة)بعد سقوط طائرته العسكرية على مشارف مدينة صفاقس في طلعة جوية غير مرخص فيها ... جاء داخل قاعة شاي الفوانيس Salon de Thé Fawanis بشارع علي النوري سيدي سالم ببنزرت والمملوكة لمحمد الصادق جمعة شقيق لطفي ومهدي ... حيث اتفق الجماعة على تعيين كمال بن ناصر في الخطة مكان عبد الرحمان الخشتالي الذي ضيّق الخناق على مافيا التهريب وتحوّل إلى شخص مزعج أكثر من اللزوم ومن تاريخه نجح بارونات التهريب في ممارسة نشاطهم الممنوع تحت حماية جنرال جيش الطيران.



المثير للغرابة في نص الإعلان عن الخبر أنه تمت نسبة النجاح في إحباط عملية التهريب إلى المصالح القمرقية والحال أن من كشف العملية هو عون أمن تابع لمحافظة شرطة الحدود بميناء حلق الوادي عرض حياته للخطر واستمات في ملاحقة الشاحنة لكن وبحكم أن القانون يلزم أعوان الأمن والحرس على كامل تراب الجمهورية بضرورة تسليم المحجوز إلى مصالح الديوانة لإتمام الإجراءات والأبحاث فقد تعهد بملف قضية الحال أعوان الديوانة بميناء حلق الوادي ولينسبوا نجاح غيرهم لأنفسهم وليتم التعتيم على الخبر الصحيح على غير العادة خصوصا وأنه وفي عملية مشابهة جدت يوم الأحد 22 فيفري 2015  تبنت وزارة الداخلية نجاح أحد أعوانها (كريم العمدوني شهر العصفور) بعد أن تم الإعلان من طرف ناطقها الرسمي محمد علي العرويأنه وعلى اثر الاشتباه في إحدى المجرورات المتواجدة بميناء حلق الواديوبعد تفتيشها من قبل وحدات شرطة الحدود تبين احتواؤها على كميات كبيرة من مادة المرجانكانت مهربة في اتجاه احد البلدان الأوروبية (حوالي 200 كلغ). 



المهم ما يعتبر نجاحات في إحباط عمليات تهريب في قاموس ديوانة كمال بن ناصر نعتبره إخفاقات من جميع النواحي خصوصا وأن الكميات المحجوزة من المرجان والتي تم الإعلان عنها لا تمثل إلا نسبة ضعيفة مما تم تهريبه فعليا كما أن عمليات الكشف يقف وراءها شرفاء من أعوان شرطة الحدود أو ديوانة اختاروا الانتقام من رؤسائهم على طريقتهم من ذلك مثلا أن  رئيس محافظة ميناء حلق الوادي مكرم بلقايد(أصيل مدينة البقالطة أحد أبرز معاقل مافيات التهريب) مورّط مباشرة في جل عمليات التهريب التي وقعت بموانئ رادس وحلق الوادي بحكم انتمائه لذات العصابة إضافة إلى أن زوجته المصون تعمل منذ أكثر من 12 سنة في شركة مختصة في خدمات النقل البحري برادس.




مسلسل تهريب المرجان المنهوب من الجزائر سيتواصل بنفس الوتيرة والحجم والنسق ما دامت سلطة الإشراف متواطئة مع بارونات التهريب ومتمسكة بمسؤولين فاسدين ضالعين في الرشوة "للعنكوش"  مثل مكرم بلقايد ومعز المصمودي ومنصف صميدة ومحمد علي العرقوبي وعبد الرزاق اللطيف ومختار بوعجيلة وشمس الدين النعيجة و.....





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire