يشكل الثنائي
الامازيغي الصحبي عتيق ولطفي زيتون أقوى لوبي داخل حركة النهضة بحكم سيطرته شبه
المطلقة على القرار السياسي داخلها وربما هذا ما يفسر النقلة النوعية التي عرفتها
حياة الصحبي عتيق بعد سقوط دولة الفساد الأولى والانطلاقة كانت خلال شهر ماي 2011
بتكليفه من طرف قريبه لطفي زيتون مستشار الشيخ راشد الغنوشي بالإشراف على إدارة
شركة الفجر للطباعة والنشر Dar El Fajr d'Impression et de Diffusion وهو
ما مكنه من بسط نفوذه داخل مختلف أجهزة الحركة وفرض سياسة الأمر الواقع بعد أن
أصبح رقما صعبا يستحيل تجاوزه أو إغفاله .
عرف الصحبي عتيق خلال
دراسته الجامعية الفشل ولا شيء غير الفشل فبعد حصوله على شهادة الباكالويا تم
توجيهه أوائل ثمانينات القرن الماضي لمزاولة تعليمه العالي بالمدرسة العليا
للتعليم التقني ENSET
لكنه اطرد لرسوبه مرتين فدخل معترك الحياة مبكرا بعد أن انتدبه صديقه الكهربائي والإمام المزعوم ومدلس
الشهائد الجامعية حسين العبيدي (زميل الشيخ راشد الغنوشي في شمبري السجن في
ثمانينات القرن الماضي) وليتزوج في الأثناء من زينب بنت مبروك المرايحي (قريبة عون الأمن المثير
للكثير من الجدل كمال المرايحي المتشبه بشقيف) ولتنجب له 3 أبناء (رباب ومالك وكرامة)
وبعدها نجح في التسجيل في كلية الشريعة وأصول الدين لكنه لم يتمم دراسته بعد أن
القي عليه القبض وسجن خلال سنة 1991 من اجل الانتماء إلى جمعية محظورة والتخطيط
لقلب النظام وبعد 16 سنة سجنا من بينها 7 سنوات في السجن الانفرادي أطلق سراحه
خلال سنة 2007 (وهو ما يفسر سرعة تشنجه وعصبيته الملحوظة).
الصحبي عتيق كان قبل
الثورة يعيش حياة الفقر والحرمان والخصاصة وسط احد الأحياء الشعبية شمال العاصمة
(عدد 11
نهج 1517 – حي التضامن) وسبحان مبدل الأحوال ففي ظرف جد وجيز لا يتعدى الثلاث
سنوات انقلبت حياة الرجل رأسا على عقب من صاحب سيارة قديمة "خردة" إلى
صاحب 3 سيارات جديدة دفعة واحدة (سيارة رباعية الدفع لرب البيت وسيارة فخمة لزوجته
زينب وسيارة فارهة لابنه مالك) ولينتقل في نفس الوقت بالسكنى إلى جهة حدائق المنزه
2 (الياسمين) أين شيد قصرا فخما بكلفة خيالية في توقيت قياسي على مقسم عقاري
اقتناه من الوكالة العقارية للسكن AFH بطريقة غير شرعية
وبسعر تفاضلي اعتمادا على المحاباة والمحسوبية (عتيق حصل بنفس الطريقة على مقسم
ثان باسم زوجته زينب المرايحي بمقاسم الوكالة بالنسرين 3 بحدائق المنزه) والامر لم
يتوقف عند هذا الحد فقد استغل الصحبي عتيق موقعه داخل حركة النهضة وكرئيس لكتلتها
بالمجلس التأسيسي ليحصل على ترخيص مشبوه في فتح واستغلال محطة توزيع الوقود
"شال" كوكيل لشركة توزيع المحروقات Vivo Energy Tunisie (ex Shell) بجهة حدائق المنزه على يسار الطريق
X3
الرابطة بين مفترق Mercure Market (حدائق المنزه2) ومفترق
المركب الجامعي Campus Universitaire
حيث تشير مصادرنا إلى مخالفة المحطة المذكورة لكراس الشروط
المعتمدة ولمثال التهيئة العمرانية بالجهة ولمسافات التراجع عن الجيران وعن
المسافة الفاصلة بينها وبين اقرب محطة توزيع وقود ولكن تنفذ الرجل داخل ولاية
أريانة وسيطرته شبه المطلقة على مختلف مصالحها (يلقبونه للتندر بأمير ولاية أريانة)
سهل له الحصول على التراخيص المطلوبة في وقت جد قياسي.
كما لا يفوتنا بان
ننوه بالدرجات العلمية التي حصل عليها في غفلة من شرفاء البلد النائب لدورتين
بمجلس نواب الشعب الصحبي عتيق فالرجل جمع ثلاث نجاحات أكاديمية قياسية في ظرف 4
سنوات فقط (إجازة – ماجيستير – دكتوراه في الشريعة الإسلامية) كما انه حصل بطرق
ملتوية على خطة باحث أكاديمي بأحد مراكز البحث التابعة لوزارة التعليم العالمي زمن
الوزير السابق منصف بن سالم وما يعنيه ذلك الحصول على امتيازات مادية ومعنوية غير
مستحقة .
هذا غيض من فيض وقطرة من محيط فالرجل الذي سهر على كتابة الدستور للتأسيس لدولة
القانون والمؤسسات تحول فجأة إلى صعلوك طليق ينادي باستباحة الدماء في الشوارع والذي
تجرّأ خلال صائفة 2013 وهدد الشعب التونسي بصريح العبارة في اجتماع عام أمام أنصار حركته بشارع
الحبيب بورقيبة بالعاصمة خلال تظاهرة مساندة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي قائلا " من يفكر بالدوس على الشرعية في تونس ستدوسه
الجماهير" و" من يفكر في استباحة الشرعية ستستبيحه الجماهير" ...
كما لا ننسى صولات وجولات الرجل داخل اجتماعات مجلس شورى النهضة ودعواته الصريحة
بضرورة دعم النعرات الجهوية والخلفيات التفريقية حيث برز بالخصوص كرهه الشديد
ومقته الكبير لأبناء جهة الساحل وربما ساعده انحرافه السياسي وانغلاق فكره على التميز
والفوز خلال صائفة 2014 بجائزة "المسلم الديموقراطي" المسلمة من المركز
المشبوه لرجل إخوان أمريكا رضوان المصمودي (مركز دراسة الإسلام والديمقراطية).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire