jeudi 19 février 2015

"صلّاح التلفاز" صاحب شهادة "عالمية" مضروبة و شهادة امتياز في النفاق: مخلوع جامع الزيتونة مورط في تجاوزات قانونية وأخلاقية غطتها أياد خفية




جامع الزيتونة أول جامعة إسلامية  وثاني الجوامع التي بنيت في إفريقيا بعد جامع عقبة ابن نافع  وتستقطب هذه المؤسسة اليوم قرابة ال12 ألف طالب كما يتسع مقرها الرئيسي الموجود بالمدينة العتيقة لأكثر من 8الاف مصل كما أن لديها 25 فرعا محليا في تونس وفرع آخر أسس حديثا بالعاصمة الليبية طرابلس . وقد كان الجامع المذكور من أهم الأقطاب العلمية الإسلامية في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وقد لعب دورا رياديا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية أشاعت منهجا علميا حديثا في تتبع المسائل بالنقد والتمحيص وللأسف الشديد فانه في العهد النوفمبري البائد فقددت هذه المؤسسة العظيمة دورها وقيمتها على غرار غالبية المؤسسات الأخرى التي لم يستثنيها التهميش واللامبالاة جراء الفساد الذي ضرب البر والبحر ...


العبيدي يسيطر على الزيتونة بأسلوب البلطجة

بعد سقوط ذلك النظام الفاسد ضعفت الدولة وأصبح جامع الزيتونة خارج سيطرتها فشكل ساحة للصراعات بين مختلف الجماعات المنتمية لتيارات ومذاهب دينية مختلفة وقد انتهت تلك الصراعات بتمكن إحدى تلك الجماعات بقيادة المدعو حسين العبيدي من السيطرة على الجامع وفق قانون الغاب بعد أن عمد إلى تغيير أقفال جامع الزيتونة ومنع الإمام الذي نصبته الحكومة من اعتلاء منبره خلال شهر جويلية من سنة 2012 حينما لم يتمكن أستاذ الفقه الإسلامي وعلومه في جامعة الزيتونة التابعة لوزارة التعليم العالي والذي عينته وزارة الشؤون الدينية إمام جمعة في جامع الزيتونة من إمامة المصلين بعد أن اعترضنه مجموعة من البلطجية قبل دخوله الجامع المذكور وطلبت منه الرحيل معتمدة مختلف أساليب التهديد والوعيد والعنف اللفظي فغادر، ومن وقتها والمدعو حسين العبيدي يصول ويجول في الجامع الأعظم يتحكم في كل كبيرة وصغيرة فيه متحديا الحكومات المتعاقبة بعد الثورة وآخرها حكومة مهدي جمعة بتعلة انه وحده المخول قانونا حسب وثيقة مزعومة بإصدار القرارات المتعلقة بالمؤسسة وتعيين من يراه صالحا بأن يؤم المصلين به ...


قرار بالعزل وعودة للبلطجة من جديد

بتاريخ 21 جانفي 2015 قررت الهيئة الوقتية لجامع الزيتونة خلال جلسة استثنائية عزل حسين العبيدي من منصبه غير الشرعي أصلا بعد أن تولى دون أي وجه قانوني مسؤولية إدارة جامع الزيتونة لمدة 3 سنوات وارتكابه خلالها عديد التجاوزات القانونية والأخلاقية كما قررت الهيئة تكليف الشيخين علي العويني وصالح الدافي لتسيير المؤسسة بصفة وقتية إلى حين انعقاد المؤتمر الخارق للعادة لانتخاب شيخ الجامع ونائبيه في أجل 15 يوما من تاريخ انعقاد الجلسة كما دعت نفس الهيئة إلى عدم التعامل مع حسين العبيدي إلى حين انعقاد الهيئة الجديدة التي انعقدت فعلا يوم الأحد 08 فيفري 2015 وتم خلالها انتخاب هيئة تسيير وقتية يترأسها الشيخ عمر اليحياوي رفقة نائبه الأول علي العويني ونائبه الثاني محمد الخريجي .
هذه القرارات لم يستسغها حسين العبيدي كالعادة ولم يرضخ لها فعاد إلى استعمال نفس أسلوب البلطجة بعد أن جمع أنصاره معلنا الاحتجاج عن عدم مشروعية طرده مرتكزا كما عودنا على الوثيقة المزعومة التي لا أساس لها من الصحة إلا أن هذه المرة تصدت له قوات الأمن ولم تتركه يفعل كما يشاء ونفذت القانون بكل صرامة ...


تجاوزات أخلاقية وقانونية بالجملة

قرار عزل حسين العبيدي لم يكن هكذا اعتباطيا أو لأسباب سياسية كما يدعي وإنما كان مؤسسا ومبنيا على القانون الذي يفرض تحييد المساجد التابعة برمتها إلى سلطة الدولة وجعلها منابر دينية فقط لا غير وليست منابر للترويج والاستقطاب الحزبي كما كان سائدا في عهد الترويكا خاصة وان الشيخ المنصب لنفسه بنفسه لم يسلم منه أحد فدخل في صراع مع الكثير من المشايخ الأجلاء وحال دون تدريسهم في الجامع كما كان قد ادخل البلبلة في صفوف المصلين في احتفال المولد النبوي الشريف ولولا احتواء بعض العقلاء للوضع لوصلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه ...
هذا ويذكر انه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية قد تهكم العبيدي من على منبر الجامع الأعظم على مرشح حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي قائلا عنه بالحرف الواحد :«هذا ماهو لابس كوش اساعة ما ينجمش ...هذا حقو يتحاكم خدم مع النظام قبل وتوا جايب العصا باش ايرجع الناس للحبس ...البلاد من جرتو شايحة حتى المطر ما فيهاش ...الله لا يرجعو ...الله لا يرجعو ...» ومن نفس المنبر كان قد قال على راشد الغنوشي "رضي الله عنه" ليعلو به إلى مرتبة الخلفاء والصحابة  وهو بذلك قد تعمد استعمال جامع الزيتونة لأغراض سياسية مقيتة كما انه وفي نفس السياق لا يمكن أن ننسى تهجم العبيدي وتحريضه على الفنانين التشكيليين الذين عرضوا أعمالهم بمعرض العبدلية متهما إياهم بالكفر والسخرية من المقدسات الإسلامية.
 وكان قد صرح فيما صرح من قبل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بشره في المنام بقرب نهاية الحصار على الزيتونة والغريب في الأمر انه مؤخرا وبعد عملية عزله وخلال احد البرامج التلفزية المعروفة على قناة الحوار التونسي  صرح العبيدي بان «الباجي قايد السبسي مناضل وقدم الكثير لتونس...» ليبلغ بذلك أعلى درجات النفاق وأعلى مراتب الاتجار بالدين  فالسبسي الذي وصفه بالكوش سرعان ما أصبح مناضلا بعد تقلده منصب رئيس الجمهورية ...

شكوك حول صحة شهائد العبيدي العلمية

حيث أكد علي العويني وهو أحد المشايخ المعروفين والنائب الأول لرئيس الهيئة الوقتية لتسيير جامع الزيتونة بان هناك شكوكا عديدة تحوم حول مدى صحة الشهائد العلمية لحسين العبيدي الذي يدعي بكونه تحصل على شهادة العالمية سنة 1964 فيما أن آخر شهادة من هذه الدرجة أسندت سنة 1961 مع العلم أن القانون يحتم أن يكون أمام جامع الزيتونة محرزا على شهادة العالمية بكسر اللام ...


24 قضية ضد العبيدي كلها معطلة ؟!


24 قضية رفعت ضد حسين العبيدي في جانب منها قضايا مدنية وفي جانب آخر جزائية كلها بقيت معطلة ولم تصدر أحكام فيها إلى الآن رغم خطورة مواضيعها ليحيلنا بذلك إلى التساؤل حول الأطراف التي سعت إلى تعطيل الإجراءات القانونية في حقه مع العلم وأن جل القضايا تتعلق بالاعتداءات اللفظية والمادية على أمنيين ومواطنين وأئمة إلى جانب اعتلائه منبر جامع الزيتونة بالقوة وتجدر الإشارة إلى أن أصابع الاتهام بهذا الشأن تتوجه إلى بعض القياديين بحركة النهضة وعلى رأسهم المدعو الصحبي عتيق الذي كان يشتغل "صانعا "عند العبيدي فيما مضى في محل لإصلاح الأجهزة الالكترونية ويبدو انه بذلك وفر الحماية ل"عرفه" نظرا للعلاقة الوطيدة التي تجمعه به مع العلم وأن بعض وسائل الإعلام التابعة لحركة النهضة وعلى رأسها موقع "الصدى نات" تنتقد بشراسة عملية عزل العبيدي وتدعي أن البعثيين باتوا يتحكمون في جامع الزيتونة ... 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire