رغم ما عرفه المجتمع التونسي من تحرر وما بلغه
من تطور ما يزال يلامس نفسيا وأخلاقيا سلوكيات مهترئة تعود إلى العهود
الغابرة كتلك المتعلقة بالزواج العرفي
والذي تم إنهاء العمل به قانونا بمجرد صدور مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956 ، ولئن لم تبح
بعد الإحصائيات والأرقام الرسمية
بأسرارها حول هذه
الظاهرة التي عرفت انتشارا
في الآونة الأخيرة وتحديدا مع صعود الإسلام السياسي إلى سدة الحكم فان
بعض الأرقام القديمة و التي تعود إلى
سنة 2007 ذكرت إحصائية رسمية أن 80% من الشباب و68 من الفتيات يمارسون العلاقات
الخاصة دون عقود زواج من أي نوع.
اغلب
القصص التي برزت
في شكل عينات عن
هذا النوع في
الزواج كانت إما في رحاب
الجامعات بين طالب
وطالبة عرفا بانتمائهما للتيارات الإسلامية
الرجعية أو كان ردة فعل على
موقف عائلة رفضت زواج ابنها أو
ابنتها من الطرف
الثاني فكان تمرد الزوجين ولكن الحكاية التي سنسردها ليست من
الصنف الأول ولا من الصنف الثاني ...
في الظاهر
زواج مدني ... وفي
الباطن زواج عرفي
بحسب
ما استقته الثورة نيوز من معلومات فإن الفتاة الضحية المسماة سامية أصيلة
منطقة بن ربيع من معتمدية مساكن قد تعرّفت على المسمى حافظ بن محمد بن عبد
الرحمان القاطن بشارع
عدد 30 بحي النور مساكن و مقاول أشغال
عامة والقاطن بفرنسا
.. ذات ربيع في السوق البلدي بمساكن حيث أصرّ على التواصل مع الفتاة وطلب
منها رقم هاتفها الجوّال قبل أن يخاطبها عديد المرات وأن يحلّ ركبه في بيت والدها
للتعرّف على عائلتها. ثم أعاد الكرّة مرة ثانية في زيارة رسمية صحبة عائلته لإتمام مراسم
الخطبة و طلب يد الفتاة من
أبيها و بعد فترة لم تتجاوز 6 أشهر كان
الزواج ...حيث كان يوم 18 نوفمبر2014 يوما مشهودا حيث تزينت سامية ورقصت أمها فرحا و سرورا
بزواج ابنتها التي
ترنحت مرة بتخليلتها
التقليدية الحمراء ومرة بفستانها الأبيض
المزركش ... يومها أقدم فارسها
المغوار وحلّ ركبه مصحوبا بعدل إشهاد
وشاهدين اثنين من خلانه وأترابه
وتلا العدل محضر القران وأمضى الطرفان وزغردت النسوة فرحا و اهتزت أركان
البيت بأنغام المزود ....
يوم 19 نوفمبر2014 قدم العريس على سيارته
الفخمة بعد أن تجمّل ببدلته
الأنيقة السوداء وحلق ذقنه تاركا
ما يسمى بالبربيش وكأنه أراد ان
يظهر فحولته وطار بزوجته وصار
في صمت دون مزامير ودون منبهات السيارات وكأننا
في مأتم لا في يوم فرح ...
انكشاف الأمر و اللعبة الرخيصة
حتى نكون أمناء
في نقل الصور وتفاصيلها لابد من الإشارة أن العريس نكح زوجته من حيث
أمره الله وأعلن أمام
الملأ أن المرأة عذراء بالتدليل على ذلك من
خلال عادة إشعال الشمعة
وإخراجها للجماهير المنتظرة أمام شقة النوم ( عادة يأتيها الساحل عند ليلة الزفاف للتبجح بعذرية الفتاة) وقضى معها أياما خوالي قبل أن يجمع
أدباشه ويشد الرحال إلى فرنسا
بداعي ضرورة مهنية ...
ظلت العروس لوحدها
في بيتها إلى حدود بداية شهر جانفي 2015 قبل أن يخاطبها من فرنسا طالبا
منها العودة إلى بيت أبيها في بن
ربيع لتغيير الجوّ وطلب منها
حال وصول بيتها الأول
تمرير الهاتف لأبيها لإعلامه بشيء مهم .. وكان الأمر كذلك .. حيث هاتف العريس صهره
زاعما أنه لم يعد
يرغب في الزيجة
وأن ابنته فاقدة للعذرية وانه لم يتزوج
بها البتة وفق القانون والعرف
ولم يكن هناك عقد قران
ولا صداق ولا مهر بل أعلمه كذلك أنه
متزوج في فرنسا من تونسية قريبة له
وله منها أربعة أبناء ...صدمة قوية زعزعت منزل عائلة العروس
و فاجعة تلقتها هذه الأخيرة لم تكن تخطر
لها على بال .كيف لا وهي لا تزال لم تفرح
بزواجها بعد وما تزال أثار الحنة والحرقوس على يدها...
مظهر التحيّل
فعل
العريس ما فعل ثم أدبر
يسعى واصطحب معه احد الأشخاص للعب دور
عدول إشهاد وشاهدين من
الشبان أحدها أكد انه كان ضحية ولا يعلم بالمقلب الرخيص حيث زعم أمام
الملأ أن عملية الزواج
كانت بصفة مدنية وفق ما يقتضيه
العرف الجاري به
العمل ووفق ما يقتضيه المشرّع
غير أن العملية ليس سوى
مسرحية لا لون ولا طعم لها
سوى التحيّل على الناس
وتثبيت مبادئ الزواج العرفي ...
شهادة المتضررة
للوقوف على نفس المسافة من الجميع
و لإدراك محتوى القصة والتعرّف على فصولها كان اللقاء مع الزوجة المتضررة سامية
التي أكدت ما كنّا أشرنا إليه سابقا مضيفة أن التلاعب لم يكن يقتصر على الزواج على
خلاف الصيغ القانونية فحسب بل أن
زوجها المزعوم تحيل عليها
ولهفها مهرها ومبلغا
قيمته ألفي دينار كان منحه
لها قبيل
الزواج فضلا عن
لهفه لصيغتها من الذهب حيث
أكدت أنها رجعت الى بيت والدها بيد
فارغة و أخرى لا شيء فيها ... وروت سامية قصتها بدمعة حارقة و أياد ترتجف تارة و طورا تستمد من ضلوعها قوّة
لترفع يده الأخرى لتكفكف دمعتها
... مشيرة أن صورتها تشوهت وسمعتها اهتزت وعائلتها تخلت عنها ويئست من الحياة وماتزال مصدومة من
هول الفاجعة و قسوة الزمن وكيد الرجال ... وأكدت سامية انها فتاة شريفة
لم ينكحها أحد غيره وأن
لها ما يثبت انها فقدت عذريتها
ليلة زفافها منه ...والأخطر من هذا
أن الزوج المزعوم كان يصرّ يوميا بنفسه على أن تتناول زوجته حبوب
منع الحمل حيث لا يهدأ له بال الا عندما
يراها بأم عينه تبتلع حبتها كل
مساء رغم رغبتها الملحة في
الإنجاب منه ...
شهادة الزوج
وحتى تكتمل
فصول الحكاية سارعت الثورة نيوز إلى الاتصال بالزوج
بفرنسا على رقمه 00330675244993+ وبادرناه
بالسؤال عن هويته مستفهمين هل أنه هو محمد بن حافظ بن محمد بن عبد الرحمان
من مواليد 1968 بمساكن و مقاول أشغال عامة
وصاحب مشروع تربية الدجاج في
طريق الوردانين وانه المتزوج
من السيدة سامية ردّ على التفاصيل بهدوء بنعم الا أنه نفى قصة زواجه
من سامية نفاها وتوقف عندها مؤكدّا انه لم يتزوج
بها ولم يقع
البناء بل هي
مجرد خطبة قطعها بعد
بضع اشهر وأعلمنا انه
كان في خلاف مع
زوجته في فرنسا وكان قاب قوسين أو أدنى من الطلاق فنصحته أمه
بالزواج من المعينة المنزلية ويعني بها
سامية حيث أكد أنها كانت تسكن
بيتهم وتشتغل مساعدة لامه على اعتبار
أن هذه الأخيرة لا تستطيع القيام
بشؤون المنزل بسبب عملية جراحية... ونفى إطلاقا حكايتها مؤكدا أنه يعيش
الآن صحبة أبنائه وزوجته الأولى في فرنسا وأن علاقته بالمرأة المتضررة انقطعت ..
كل المؤشرات تؤكد أنه
زواج
الفرق بين الخطبة و الزواج كالفرق بين السنة والفرض فالمعلوم أن الخطبة تكون في نطاق
محدود في الزمان و المكان و في عدد الحضور وأما
الزواج فهو عبارة عن إشهار زواج
تكون" الزازا" عنوانه
الرئيسي و ما يصحبه من تفاصيل أخرى ... فالصور والفيديوهات التي
تحصلت عليهم الثورة نيوز تؤكد أننا إزاء
عرس بأتم ما يحمله
من معنى وان الزوج دخل بزوجته
ووقع البناء حتى الشاهد الذي حضر ليلة عقد
القران المزعوم قال انه زواج
وليس بخطبة و مستعد للاعتراف بذلك أمام أي
جهة تطلبه للشهادة ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire