في زمن غير بعيد ارتقت خدمات الفندقة والمطاعم في تونس إلى درجة الامتياز
والتميز إلى حد أن غالبية بلدان العالم الثالث (الإفريقية والعربية) اختارت
الاعتماد على اليد العاملة التونسية المختصة لتحسين خدماتها في القطاع السياحي
لجلب المزيد من السياح الأجانب ولكن تغيرت الأحوال بوصول الإخوان إلى الحكم إذ
تردت الأوضاع الأمنية إلى مستويات غير مسبوقة وانتشر الإرهاب ليعم كامل جهات
البلاد ولتنقلبالأوضاع والعلاقات من النقيض إلى
نقيضه فتراجع عدد السياح الوافدين على بلادنا إلى أكثر من النصف مما تسبب في إفلاس
عدد كبير من أصحاب المطاعم والنزل السياحية.
تناقص عدد الحرفاء والزبائن وتضاعف الأعباء والمصاريف تسبب بديهة في تردي
جودة الخدمات المقدمة ودفع بأصحاب المؤسسات السياحية من مطاعم ونزل إلى اعتماد
انتدابات عشوائية لعمالة غير مختصة من جهة ومن جهة أخرى إلى الترفيع في الأسعار
المعتمدة وليذهب بعضهم أشواطا في عالم التحيل على حرفائهم باستعمال المغالطات
والخزعبلات حيث تعوّد بعضهم على الاستغلال المقيت لثقة الحريف للهف أمواله بواسطة
طرق مستحدثة يصعب اكتشافها من ذلك على سبيل المثال لا الحصر أن يقع استخلاص نفس
الفاتورة مرتين من خلال تعمد سحب مبلغ الفاتورة من البطاقة البنكية Carte Bancaire CBبواسطة آلة السحب الاليكتروني الحيني مرتين
متتاليتين دون علم الزبون أو تعمد التنصيص في غفلة من الحريف على مبلغ يفوق الثمن
المفوتر،هذا إضافة إلى انه جرت العادة أن يعمد النادل إلى
استغلال ثقة الزبون لفوترة أكلات لم تقدم أو خدمات لم تسد. كذلك يعمد بعضهم إلى استبلاه مقيت لحريفهوذلك بتقديم فاتورة L'additionلا علاقة لها باستهلاكه الحقيقي بل تخص استهلاك زبون
آخر ومضمن بها مبلغ أرفع بكثير مما تم استهلاكه ومن آخر ابتكارات عالم التحيل في
المطاعم السياحية الراقية أن بعضهم يستغل جلوس مجموعة من الحرفاء في نفس الطاولة
ليمارس النصب والزور على طريقته من خلال استخلاص نفس الفاتورة مرتين أو ثلاثة .....ومن
النوادر أن احد المطاعم في قلب مدينة سوسة اعتاد فوترة مبالغ خيالية لأكلات جد
عادية دون ذكر التفصيل إذ بلغتنا عديد التشكيات من حرفاء مطعم "المرميطة"
Restaurant La Marmite لصاحبه جمال هويمل(أصيل مدينة مساكن) والذي اعتاد آخر السهرة
تقديم فواتير مفخخة لا تحمل تفاصيل مكتوبة بخط اليد مضمن بها مبالغ خيالية...كما
ان هناك من ينتدب حسناوات يؤثث بهن بعض
الطاولات لاصطياد حرفاء الغفلة ولدفعهم لخلاص فواتير استهلاك وهمية مقابل جلوس
فتيات الليل قربهم وما على الحريف المسكين إلا الرضوخ للأمر الواقع والقبول بما
فوتره جلاده .فعيب أن تتحول مطاعمنا ونزلنا السياحية إلى مصيدة لأموال المغفلين.
اكرام هاشم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire