المعلوم أن الإرهاب تحول من مجردة فكرة إلى واقع.. والمعلوم
أن ظاهرة الإرهاب انتشرت في العالم حتى أصبح الجميع في غير مأمن منها... ومن أسباب بروز الظاهرة كما هو معهود عند الجميع
التهميش والفقر وغياب التنمية مع بروز الفكر التطرفي الذي يشحن العقول الجوفاء التي امتلأت حياتها بوقت الفراغ
نظرا للبطالة وقلة ذات اليد ...
يجد الإرهاب إذا
بيئة خصبة في المجتمعات المتخلفة تنمويا و ثقافيا وفكريا وهذا التخلف هو في
الحقيقة ناجم عن غياب مؤسسات الدولة الاجتماعية والثقافية والترفيهية والشبابية
الملقاة على عاتقها تحصين الشباب من التطرف والانزلاق إلى مستنقعات خطيرة ..وهو
فعلا ما
تعرفه منطقة براكة الساحل من ولاية نابل
التي بلغ فيها التهميش
حدّا لا يطاق حيث تعيش
مناطق مثل البسباسية وبئر البويتة
وجبنون وسيدي حماد والمنشار وسيدي الجديد وحمام بنت الجديدي والدويخلة و هنشير
الخروب وغيرها تهميشا تنمويا رغم
قربها من
الشريط الساحلي حيث تتالى نداءات
الاستغاثة من متساكني
الجهة معبرين عن
الظلم والحيف الذين يشعرون به
جراء ارتفاع منسوب البطالة عند
الشباب وافتقار المنطقة الى سوق أسبوعية أو
حتى سوق بلدي والمرافق الثقافية فلا دار ثقافة و لا ملعب
لممارسة الرياضة والترفيه ولا
منتزهات فضلا عن
غياب البلدية حيث
ظلوا تابعين لبلدية الحمامات
التي يعيث فيها
الفساد بكل أشكاله فضلا
عن غياب ربط المنطقة بشكبة التطهير والمستوصف مشيد منذ 25 سنة لم تلامسه يد التهيئة والتجديد والتوسعة فحتى الشاطئ حرموا منه على اعتبار انه مخصص
لأحد النزل ... وأما الطامة الكبرى فتتمثل في دار الشباب
التي من المفروض أن تكون متنفسا
للشباب وفضاء للترويح عن النفس وللقاء وتبادل الأفكار وممارسة الألعاب الفكرية التي تذهب الذائقة الدماغية ولكن
تجري الرياح بما لا
يشتهي شباب براكة الساحل حيث ما
رفع عن دار الشباب ابن أخ
رؤوف الكاتب الذي استغلها بمباركة من رئيس
البلدية السابق الحبيب بوقرين
مطعما وبيتزريا وتحوّلت بقدر قادر إلى دار للشباب إلى مطعم
الزيتونة حتى ليجثم عليها نوع آخر من
الأجناس وحوّلوها إلى محلات لبيع الخردة ...
كان في الحسبان أن تحرر دار الشباب ويعود لها بريقها و تساهم في موقعها في الحد من الظواهر الخطيرة التي
تعرفها مجتمعاتنا إلا أن مجموعة من
السلفيين بسطت عليها أيديها و حوّلتها
إلى فضاء مغانم لتجارة الخردة ...
فبراكة
الساحل عرفت بعض
الاحداث الدينية المتطرفة وقد
تكون منبع للانحراف و للتطرف إذا لم يقع
التدخل السريع ويتم تمكينها من ابسط مقومات العيش
خاصة وأن اهاليها على قاب قوسين أو ادنى من الانفجار ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire