تقول الأسطورة إن حكيما يدعى "سيسا "،
قدّم في بلاد الفرس إلى الملك رقعة الشطرنج ، وشاء الملك مكافأة الحكيم ، فطلب
الحكيم حبة أرزّ في التربيعة الأولى ، وحبتين في التربيعة الثانية ، وأربع حبات في التربيعة
الثالثة ، وهلمّ جرّا ، بمضاعفة الكمية في كل تربيعة أو خانة تالية . وتطلّب أكثر
من نصف مليون حبة في التربيعة العشرين ، وأكثر من نصف مليار حبة أرزّ في التربيعة
الواحدة والثلاثين ، حتى إن احتياطي أرزّ الملك نفد قبل أن يستوفي تعهّده بإملاء
الخانات التي عددها 64 خانة فقط !!!
ما أشبه الواقع بالأسطورة،بل ما أغرب التاريخ
في وقائعه وأحداثه وفي عجائبه وغرائبه .. فحتى الأسماء تقاربت ( سيسا – سبسي ) وحتى الافعال تشابهت ( ملء التربعات . ملء
المناصب الوزارية والحكومية) ويبدو أن كبير حركة النهضة وزعيمها الروحي راشد الغنوشي قد قرأ هذه الاسطورة أكثر من مرة وأعجب بشخصية سيسا أيما إعجاب ويبدو أنه حفظ عن
ظهر قلب قوله تعالى" مَّثَلُ
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ
يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " ويبدو كذلك أنه تمثل كثيرا بالمثل التونسي الذي
يقول " القمح يدور ويدور ويرجع للرحى ".....
فمن أرز الأسطورة إلى قمح القرآن الكريم إلى
المثل الشعبي وقد حور " الصيد يدور يدور ويرجع للنهضة " يؤكد زعيم حركة النهضة لمريديه في الداخل والخارج
أنه لاعب ماهر وأن قوله بأن النهضة قد خرجت من الحكومة ولم تخرج من الحكم
لم يكن مجرد كلام لتطييب الخواطر وإنما كان وعده مسؤولا فالرجل يعي ما يقول وهو
قادر على المحاورة والمناورة مع كبار
اللاعبين في المشهد السياسي التونسي بل هو ثاني اثنين في قصر قرطاج لصناعة القرار
وما أخبثها من صناعة ...
فالولادة المشوهة لحكومة الحبيب الصيد فضحت
لعبة الشيخين التي بدأت ذات صيف في مدينة الأنوار باريس برعاية رئيس حزب الاتحاد
الوطني الحر ولم تنته بعد بل يبدو أنها لن تنتهي قريبا ، لعبة فضحتها التسميات
الغريبة والمريبة التي أكدت في غير شك أن ساكن قرطاج وساكن مونبليزيروحاشيتيهما عن
حق البلاد ساهون بلعبة الشطرنج منشغلون ..لا يهمهم أمر البلاد ولا العباد بل كل
شغلهم من " سيوزرون " ومن سيغضبون ومن سيرضون ..وكل الدلائل تشير إلى أن
الباجي قائد السبسي قد أرضى طموح الإخوان وأسبل عن جرائم بعض قيادات الاتحاد
الوطني الحرالأجفان تناسى بقية الأحزاب وقال مخاطبا الغنوشي " هذه حكومتكم
ردت إليكم وليس بالإمكان أحسن مما كان ..." ولما كان لكل بداية نهاية ، ولما
كانت لعبة الشطرنج تنتهي بفوز من يقول " كش مات " فيبدو جليا أن كفة
سيسا النهضة ستغلب كفة سبسي النداء ..أما الخاسر الوحيد فالشعب التونسي الذي بنار
الإخوان قد اكتوى وبجورهم قد ارتوى وظن أن الخلاص سيكون على يد زعيم حركة نداء
تونس وحزبه ..ولكن تجري إرادة الشيخين بما
لا تشتهي صناديق الاقتراع...وكانت النتيجة أحزابمقهورة. وثورة مغدورة ..فكل ثورة
ونحن طيبون ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire