لا أخلاق في السياسة، فالوعد كاذب والقول سراب. ذلك ما يمكن أن نصف به زواج
المتعة بين حركة النهضة ونداء تونس في النسخة الثانية من تشكيلة رئيس الحكومة
المكلف الحبيب الصيد..فكم هي الأيام التي مرت
هباء منثورا في المناوشات الخبيثة والمشاورات الغريبة المريبة حتى يتم تأمين
مراسم الزواج على النحو الذي أرادت حركة الإخوان وحركة نداء تونس ..وكم هي المشاهد
الهزلية التي نسجها الحليفان حتى يقتنع الرأي العام بأن حكومة الصيد دون الإخوانلن
تكون في أمان وأن نسيجها سيكون أوهى من بيت العنكبوت ...كم الذاكرة قصيرة بل قل كم ذاكرة السياسي خؤون فحركة نداء تونس
كانت في نشأتها ونمائها وتطورها ردا على تيار الإخوان الذي جرف البلاد إلى
الهاوية ...وكم ردد زعماؤها وخاصة رئيسها
الباجي قائد السبسي بأن لا تحالف مع النهضة بل قد أوجز علاقته بالحركة نظرة وموقف حزبه في قوله " من لم يصوت
للنداء فقد صوت للنهضة " وكان ذلك الطعم الذي به أغرى الحزب المجتمع التونسي
وأغواهم ففاز بالانتخابات التشريعية والرئاسية وأوكلت إليه مهمة تشكيل الحكومة
لتصحيح مسار ....
ونحن إن ننسى فلن ننسى أنه ما أن أعلن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد عن
تشكيلة الحكومة في نسختها الأولى أو بالأحرى عندما زف إلينا خبر " الحمل الكاذب " هتف إلينا هاتف بعد
خمس دقائق ليقول في نبرة وثوقية إن هذه الحكومة لن تعيش طويلا وهي ليست سوى بالونة
اختبار بها سيصبح الحرام حلالا والممنوع مباحا وما لا يجوز جائز ...وجاءت حكومة الصيد
في نسختها الثانية لتؤكد فصلا جديدا من فصول التلاعب بإرادة الناخبين ، فالنهضة قد عادت إلى الحكم من نافذة
النداء بعد أن خرجت من باب الاغتيالات .. ولعل أغرب ما في تصريحات قيادتها هو
الزعم بأنها لم تعط سوى الفتات والحال أنها1 في نظرنا
الفائز الوحيد في هذه الحكومة ومن جديد تنتصر مقولة زعيمهم راشد الغنوشي الذي قال
" لقد خرجنا من السلطة ولم نخرج من الحكم "
غير أنه من الإجحاف أن نردمآلات تشكيل الحكومة إلى حركة
نداء تونس وحدها ، فهي قد خضعت إلى إكراهات عديدة ووجدت نفسها بين أمرين لا حظ
فيهما لمختار إما إبعاد حركة النهضة او الدعوة لانتخابات جديدة نتيجة الأدوار
المشبوهة التي قامت بها حركة آفاق حيث
أكلت من مائدة السبسي وصلت خلف الغنوشي وصعدت من طلباتها حتى تكون رقما صعبا في
حكومة الصيد فما أن تشكلت حكومة الصيد في
نسختها الأولى لم تنزل نار إبراهيم على النداء بردا وسلاما بل كانت لهيبا مستعرا
.دفع حركة نداء تونس دفعا إلى التشارك مع حركة النهضة .. هكذا تدبر الآمور في بلدي
..يذهب حكم يأتي حكم والطغيان هو الطغيان يذهب حكم إسلامي يأتي حكم " علماني
إسلامي " والضحية هو الشعب المهان .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire