أحدثت
في بلدي زمن دولة الفساد الأولى عديد المراكز الفنية التابعة لوزارة الصناعة في
ظاهرها لتحسين جودة المنتوجات التونسية وفي باطنها لعرقلة نشاط عديد المصانع
والشركات الوطنية في إطار مخطط شيطاني يعمل لفائدة لوبيات متنفذة أحسنت استغلال
المراكز المذكورة وحولتها لخدمة مصالحها الخاصة على حساب المصلحة العامة .ومن هذه المراكز نجد مثلا
المركز الفني للنسيج والمركز الفني للجلود والأحذية والمركز الفني للكيمياء
والمركز الفني للصناعات الميكانكية والالكترونية والمركز الفني لمواد البناء
والخزف والبلور والمركز الفني للتعبئة والتغليف والمركز الفني للصناعات الغذائية..
وجميعها تقريبا تعمل لفائدة عصابات الجريمة المنظمة التي عششت في مفاصل وزارة
الصناعة ولازالت إلى تاريخ الساعة.
وما يهمنا في المبحث
الاستقصائي لملف العدد ما يقع بصفة تكاد تكون دورية بالمركز الفني للنسيج cettex والذي انقلب دوره من
داعم وبان لاقتصاد البلاد إلى مدمر ومخرب للصناعة والتجارة فهذا المركز الفني
الهام الذي بعثته الدولة خلال سنة 1991 قصد الإحاطة بمؤسسات قطاع النسيج والملابس ومساعدتها على
تحسين قدرتها التنافسية لتمكينها من اكتساح الأسواق العالمية.لعب دورا سلبيا من جميع الجوانب وكان سببا رئيسيا في
إفلاس مئات مصانع النسيج وإحالة الآلاف من العمالة المختصة وتشريد مثلها من عائلات
الحواري الفقيرة ... فالمركز المذكور الذي تحول إلى سيف مسلط على غالبية
المتعاملين مع الإدارة التونسية ما زال يعاني منذ نشأته والى تاريخ الساعة من
الفوضى العارمة التي تسببت فيها الإدارات المتعاقبة والسياسة المقيتة المعتمدة من
قبل سلطة الإشراف.
فحينما تحتكر إحدى موظفات المركز
الفني للنسيج القرار وتنحرف بسلطتها 180 درجة وتنخرط صلب عصابة مافيا الصفقات
العمومية وحينما يتحول إمضاؤها بالموافقة من عدمه على مدى تطابق مواصفات بضاعة ما
مع المطلوب إلى صك غفران يسند على الهوى والهوية فهذا هو الخراب بعينه وبالتالي
تفقد المنافسة معناها الحقيقي ويفقد طلب العروض هدفه في الوصول إلى أحسن العروض من
ناحية الجودة واقلها من ناحية الثمن وكان أولى وأحرى بأصحاب القرار اعتماد طريقة المراكنةgré à gré وترك طلبات
العروض جانبا إذ لا فائدة ترجى في مصاريف الإعلان وتكوين اللجان وإعداد الملفات
ومتابعتها...
حيث تؤكد مصادرنا على أن المسماة منية قدور صاحبة الرقم الخلوي
20222981 المعروف لدى أصحاب الحظوة في صفقات التزود بالملابس الجاهزة والأغطية
وغيرها وهي وحيدة زمانها وخبيرة عصرها والمكلفة حصريا دون سواها (من جملة 100 خبير
وموظف وعامل بالمركز) بتقديم خدمات المشورة والمساعدة التقنية من بينها اقتناء
ملابس الشغل وبديهة أن تستغل الموظفة خطتها لفرض سياسة الأمر الواقع ولتوجيه
الصفقات العمومية نحو فئة معينة احتكرت كل الصفقات بطرق ملتوية وغير مشروعة ولكم
أن تتصوروا عدد ضحايا مدام منية المرأة الحديدية بالمركز والفاتقة الناطقة والتي
يعتمد رأيها ويعتد به لإسناد الصفقة مهما كان فارق العروض ولا نستغرب أن تشتهر
مدام منية باسم شهرة "المرأة الساطور" أو "المرأة المنشار"
لدى جل المزودين ومن النوادر أن مصالح البريد التونسي أسقطت مؤخرا من حساباتها
الاستئناس برأي مدام منية لاختيار مزودها بالملابس بعد أن تأكدت من فساد رأيها
وانحراف مشورتها ولكن في المقابل تمسكت مصالح الديوانة برأي مدام منية لاعتقادها
بأنه الطريق الأمثل لتكريس الفساد المالي والإداري في أبهى حلله.
وقد صلت بريد الثورة
نيوز عديد الشكايات والعرائض بخصوص هول الفساد الذي ما زال ينخر قطاع الصفقات
العمومية في فرع تزود مؤسساتنا العمومية بملابس الأسلاك النظامية (شرطة – حرس –ديوانة–
حماية مدنية – حرس سجون - ...) وكعينة نعرض شكاية رفعتها إحدى الشركات الخاصة
المختصة في صناعة الأقمصة الصوفية (شركة البركة لصاحبها رشيد المديمغ) بتاريخ
04/07/2014 إلى سلطة الإشراف جاء فيها إن الشركة شاركت في عديد طلبات العروض
الوطنية لتزويد مصالح الديوانة وتقدمت بعديد النماذج المطابقة للبطاقات الفنية Conforme à la fiche techniqueوللمواصفات المطلوبة المنصوص عليها بكراس
الشروط Conforme aux normesوأثناء فتح ظروف المناقصة Ouverture des plisيتبين أن السعر الذي قدمته
الشاكية في قضية الحال هو أدنى ثمن Moins-disant مقارنة ببقية العروض المشاركة ولكن
لأصحاب القرار داخل الديوانة رأي آخر من خلال الاستئناس برأي خبيرة مزعومة تعمل
بالمركز الفني للنسيج Cettex اعتادت رفض
كل العروض وحصر اختيارها في مزود متفق
عليه مسبقا ويكون عادة من أصحاب الأثمان المرتفعة وليتقرر منحه الصفقة باعتماد انه
الأحسن من جميع النواحي والوحيد المطابق للشروط والمواصفات المطلوبة معا Mieux-disant وقد اعتبر الشاكي أن هذا السلوك المشين
تسبب في إقصاء عديد المشاركين باعتماد الخزعبلات مما ترتب عنه تبديد المال العام
وإثقال كاهل الخزينة بمصاريف إضافية اعتاد اقتسامها الأطراف المشاركة في الجريمة
وهو يلفت نظر أهل القرار بخصوص هذه التجاوزات على أمل أن تتخذ الإجراءات الردعية
المناسبة والتدخل العاجل لإنصاف الأطراف المتضررة والمطالبة بالإذن بفتح بحث
لمراجعة الصفقات العمومية التي أنجزتها الديوانة بعد الثورة وبتاريخ 03/09/2014
ردت هيئة المتابعة والمراجعة في الصفقات العمومية ممثلة في رئيسها الحبيب الدريدي(مراسلة
عدد 2235/10) بأنها نظرت في العريضة ولاحظت أن الشكاية لم تبين طلب العروض موضوع
الطعن مطالبة من العارضة موافاة الهيئة بالمعطيات بأكثر دقة بما يمكنها من الحصول
على ملف طلب العروض لدى المشتري العمومي المعني ودراسة المطاعن المضمنة بالعريضة
وهنا تسجل الثورة نيوز استغرابها من عملية التعويم المقصودة خصوصا وان الشركة
العارضة بينت في شكايتها بأنها مختصة في صناعة المراول الصوفية Pulls en laineوأنها تعرضت للإقصاء زورا وبهتانا
خلال جميع مشاركاتها وما كان على الهيئة الموقرة إلا مراسلة الديوانة ومطالبتها
بمدها بجميع ملفات طلبات العروض الخاصة بالبضاعة المذكورة Pulls en laineللسنوات الثلاث الأخيرة 2012
و2013 و2014 ولم ينته مسلسل المغالطة والمماطلة عند هذا الحد بل وصلت بريد شركة
"البركة" مراسلة تحمل عدد 213/2014 مؤرخة في 28/09/2014 صادرة عن مدير
الشؤون المالية بالديوانة العميد الطاهر اللافي جاء فيها طلب تحديد مراجع الصفقة
المطعون فيها بالتلاعب (عدد طلب العروض و السنة التي تم فيها انجاز الصفقة والمزود
الذي تم إسناده الصفقة ) ودعوة للحضور لدى الإدارة المعنية يوم 29/09/2014 لمناقشة
محتوى الشكاوى الواردة في الغرض ومرة أخرى تختار المصالح الإداريةالهروب إلى
الأمام La fuite
en avant للضحك على الذقون والحال أن
للديوانة عرضا سنويا وحيدا للتزود بالأقمصة الصوفية وكذلك مصالحها المختصة على علم
بكل تفاصيل عملية إسناد الصفقة بالتفصيل الممل وكالعادة حاول أهل القرار بالديوانة
الالتفاف على الشكاية وإغلاق ملفها نهائيا من خلال إقناع الشاكي بأنه وقع احترام
جميع الإجراءات وان بضاعته غير مطابقة للمواصفات حسب تقرير أهل الخبرة بالمركز
الفني للنسيج.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire