كنا منذ الأيام الأولى للثورة التونسية نتابع عن كثب بعض المقالات
الإخبارية التي أشارت إلى تردي وضع منظمة عريقة تعتني بالطفولة ترديا نكاد لا نجد
له مثيلا في بقية المنظمات ونعني بذلك بـعـض الأعضاء، مـن أصـحـاب الـقـرارللمنظمة
الـوطـنـيّـة للـطـفـولـة التونسية، المصائف والجولات ... وكنا ندرك جيدا بما توفر
لدينا من وثائق وصور أنّ الردود التي يهمس بها من حين لآخر (الشاذلي الصرارفي
الـرّئـيـس السابق للمنظمة، والـرّئـيـس الـحــالـي لـمـجـلـسـهـا الـوطـنـي) أو التيجاني بن ضو(رئيس المنظمة الحالي،
والـرّئـيـس الـمـسـاعـد السـابـق)، اللــذان تـبـادلا الـحـقـائـب مـن بـاب
الـصّـدفـة، مـثـل هــاتـه الـرّدود التي تنفي تورط بعض أعضاء هذه المنظمة في
شبهات فساد مـن الـوزن الـثّـقـيـل، إنما هو من قبيل المضـحكات المبكيات ..
وما أردنا في الحقيقة أن نكشف ما
لدينا من حقائق خلال الفترة التي حكمت فيها الترويكا أو حكومة الــتـكنوقراط لأننا
كنا على وعي بأنها لن تحرك ساكنا، حـيـث أنّ آخر اهتماماتها، العناية بالطفولة، بل
إن مظاهر عديدة أكدت بـالـكــاشـف أنها سـاهـمـت فـي تدمير الطفولة بـعـدم تـطـهـيـر
مـثـل هـذا الـقـطـاع الـحـســاس، الـذي يـعـتبـر الـعـمـود الـفـقـري لـتطـوّر
كـلّ الـمـجـتـمـعـات ... ( رياض أطفال مشبوهة، وأخـرى التـي لا تـتـطـابـق مع أي مـواصـفـات دولـيـة كـانـت أو وطـنـيّـة، وهـي
تـشـبـه ـكـلّ شـيء سـوى ـمـؤسّـسـة تـعـنـى بـشـؤون الـطـفـل لا سـيـمـا مـن حـيث
عـدم احترام قـواعـد الـنـظـافـة وغـيـرهـا مـن الـمـواصـفـات ... فـأيـن اختبأتهـيــاكـل
الـمـراقـبـة ... أيـن هـي مـؤسّـسـاتـنـا الـحـكـومـيـة،
...
ولئن كنا في العدد الماضي قد أشرنا بصفة إجمالية إلى الخطوط العريضة التي
سنفصل القول فيها حول هذه المنظمة وقارنا بصفة مختزلة بين عهدين، عهد خدمت فيه
المنظمة الطفولة وكانت منارة للتونسيين
وعهد غدت فيه " دار بلاش أمالي " بعد أن نخرها الفساد من كل جانب فإننا
في هذا العدد سنبدأ بكشف حقائق لم نتـداولـهـا نحن بل قالها أبناء المنظمة عن
أنفسهم " وأهل الدار أدرى بالذي فيها "
تحصلت الثورة نيوز على وثيقة تلخص
اجتماع المكتب الوطني للمنظمة الـوطـنـيّـة للـطـفـولـة التونسية الـمصائف
والجولات " يعود تاريخها إلى يوم الأحد 30 سبتمبر 2012 وفي نص محضر الجلسة اعترافات
خطيرة نعتقد أنها إذا وصلت إلى ايدي القضاء سيكون لها صدى خطير وسيفتح على ضوئها
بحث جدي يكشف عن بعض الأسباب التي دمرت هذه المنظمة المهتمة بالطفولة .
الوضع مزر بل كارثي مأسوي
كنا قد أشرنا في مقدمة المقال السابق إلى وضعية المنظمة وشبهناها " بمستودع
ميكانيك " هجره أصحابه وظل نسيا منسيا ، وربما بدا للبعض أن ذلك من مبالغات
الصحفي وتضخيمه للصغائر لذلك أردنا في بداية هذا المقال أن نقدم صورة للمنظمة
وفروعها على ألسنة رئيسها وأعضاده. ففي فاتحة محضر الجلسة ما نصه " بدأ الأخ
رئيس المنظمة بمسائل شتى وأعطى بيانات عن وضع المنظمة المادي وهو وضع مزر في
الجملة ويتطلب إصلاحا سريعا لذلك يحسن دعوة محاسب خارجي للمعاينة وأشار إلى عدم وضـوح
الرؤية فيما يتعلق بمركز علي الجليلي " الحافلات والملعب والمخازن وهناك عملة
لا عمل لهم وهم يطالبون بمرتباتهم وبعضهم زائد على النصاب مثل بعض الكتاب وسائقي
السيارات والحافلات " ويبدو أن هذا الوضع المزري الذي أشار إليه رئيس المنظمة
في إجمال فصله عضو المكتب الـتـنـفـيـذي، صبري الطرابلسي الذي أحيلت إليه الكلمة
مباشرة بعد كلمة رئيس المنظمة ولخص قوله في مجموعة من النقاط أهمها، وضعية مأسوية
في مركزالزهراء من حيث التجهيزات والإقامة والمرافق – الإصلاح العاجل لوسائل الإنارة
والماء – " ولعل أخطر ما في مداخلته هو الدعوة إلى طرد العملة الزائدين على
النصاب ، والغريب أن حافظ السليماني قد سانده
في ضرورة الحزم مع الإداريين فقال "
أصبحنا مهزلة أمام الناس لأنه يعوزنا الوضوح وأخذ القرارات في شأن الإداريين
"
وشهد شاهد من أهلها : وضعية المنظمة كارثية.. والمالية غير واضحة
وفي سياق تعداد السلبيات وما أكثرها قال كمال الحجام " وضعية المنظمة
كارثية ولا وجود لمنهجية واضحة تسهل علينا حل المشاكل " ودعا إلى ضرورة
" توضيح صورة المنظمة حـيـث أن هناك
غيوما تحوم حول بعض المسائل كالحافلات والكراءات والعقود حتى نعرف الوضع الحالي
بدقة ونعرف كيف نسير"
وغير بعيد عن حديث الشبهات اشارت
إيـنـاس الفخفاخ الـكـاتـبـة الـعـامّـة للـمـنـظـمـة ( تجمعية إعـادة تـعـيـيـنـهـا، إثـر استقالةالأسـتـاذ
الـجـامـعـي، الـدّكـتورالـمـخـتـار الـعـبيـدي، الـذي كـشـف تـفـشـي مـخـتـلـف مـظـاهـرالفـسـاد
...)، إلى ضرورة " النظر في مسألة المالية بجدية وعدم وضع الأموال بين أيدي
حسن السبعي وعبد المجيد القصيبي"
وذهب خير الدين طعم الله إلىأكثر من ذلك فتحدث عن خروقات قانونية في
مداخلته التي جاء فيها ما نصه " : اتفقنا على القيام بالإحالة ويؤلمني أن لا
توجد وثائق تتعلق بشراء حافلة من غير وثيقة بينة واعترف عبد الحميد السلطاني بذنب المجموعة التي تعمل معه "
ومن اعترف بذنبه لا ذنـب عليه " فقال " نحن مسؤولون عما وصلت إليه المنظمة من تردّ
للأوضاع لكثرة السلبيات التي لم نعالجها في وقتها . المالية غير واضـحة في نظري
وإذا بقيت الأمور على هذا النحو فإني سأعلق عضويتي أو استقيل...وفعلا قد استقال
الرجل خوفا من غد قد يجد نفسه رهين السجن. وحول المالية
ايضا قال العضو المستقيل " – كل شيء غـيـر واضح في شــأن الكراءات والعقود
ولا مجيب، أين هو دفتر الجلسات ؟- أطلب من السيدة الفخفاخ أن تقدم لنا المحاضر
التي تحتفظ بها ويجب دعوة مراقب من الخارج لتشخيص الوضع، لا أعرف شيئا عن المالية
إلى الآن ورغم ذلك فتحنا حسابا جديدا بالبنك واتصلت بمتسوغ المستودع الذي أعطانا 5
آلاف ديـنـار"
هذه أقوالهم شاهدة على ما يحصل صـلـب المنظمة اعترفوا وبسببها استقالوا فهل
من رد على هذه الوثيقة بالتأييد أو
بالتكذيب أو بالتعديل ؟ ... نحن في الانتظار قبل أن نؤثث الحلقة الثالثة الأسبوع
المقبل بحول الله ... ولا يسعنا في نهاية هذا المقال سوى أن نحمد الله لأن الأيادي الخبيثة لم تفعل فعلها في هذه
الوثيقة ولم تحرقها كما حرقت أرشيف
المنظمة خلال الايام التي تم فيها حرق صور زين العابدين بن علي واللافتات التي
تمجد التجمع ...ويبدو أن من حرق الأرشيف ومنع ذات يوم فريق الرقابة التابع
للتفقدية العامة لوزارة الشباب والرياضة من تفقد مركز الإقامة والتربصات بالزهراء
ليس سوى سمير الصرارفي المسؤول عن الإقامة وشقيق الشاذلي الصرارفي وللحديث بقية ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire