vendredi 24 octobre 2014

النهضة بعيدة عن الدولة المدنية بآلاف السنوات الضوئية...




من الغباء الاعتقاد اليوم أن حركة النهضة تحولت بقدرة قادر إلى حزب مدني يفصل بين الدين والدولة كما أنه من الغباء أيضا الاعتقاد بان هذا الحزب قد تحول في رمشة عين إلى حزب وطني يدافع على الراية الوطنية وعن مقوماتها وعن حدودنا الوطنية وعلمنا التونسي ومن السذاجة ا التصديق بأن قيادي الحركة تحولوا بين عشية وضحاها من صقور متوحشة ومفترسة إلى حمامات بيضاء تبحث عن السلم وترمز للسلام ...حركة النهضة ومثلما عودتنا تروج عبر أساليب الكذب والنفاق السياسي لترسيخ تلك المزاعم والمغالطات التي تبينها على كونها حزبا سياسيا وطنيا وسطيا متمدنا وديمقراطيا يسعى إلى الحفاظ على الهوية التونسية بغية التأثير على الرأي العام وتضليله قصد كسب أكثر ما يمكن من الأصوات في الصراع الانتخابي خاصة وان أغلب الشعب التونسي له توجهات وسطية لا تقبل بأي حال من الأحوال فكرة التشدد الديني والتطرف مهما كان نوعه والتقسيمات المذهبية والطائفية لكن بالرغم من هذا السعي الدؤوبمن الحركة لن تفلح في تزييف إرادة التونسيين الذين يعرفون تاريخها الوصولي المبني على التطرف والتشدد الديني سواء في عهد ما قبل الثورة أو بعدها حينما استحوذت على الحكم بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 بعد أن تاجرت بالدين ولعبت بمشاعر الناخبين..


ويكفي أن نرجع إلى ما فعلته خلال هذه الفترة الأخيرة حتى نتأكد من كونها لا تزال تدور في فلك الفكر الوهابي المتطرف وأنها لا تزال على عهدها في الوقوف أمام مدنية الدولة بفتح الأبواب على مصراعيها أمامانتشار ذلك الفكر بما يعنيه من تشجيع على الإرهاب وضرب لمدنية الدولة وسعيا لتفكيكها ...


حاضنة للفكر الوهابي

مهما تقمصت حركة النهضة من أقنعة ومهما وضعت على وجهها مساحيق تجميلية فلا يمكن لها إخفاء وجهها القبيح وتغطية تاريخها الأسود ...هذا الوجه الذي لم ندرس عنه في كتب التاريخ فقط بل شاهدناه بأمأعيننا خلال فترة حكمها التي امتدت على ثلاث سنوات رأى فيها الشعب التونسي العجب العجاب من المآسي والويلات على جميع الأصعدة والمستويات حيث منذ الوهلة الأولى لصعودها للسلطة سعت إلىاحتضان الفكر الوهابي وبث خطابات الفتنة والتفرقة بين التونسيين وكادت تنجح في تفكيك أسس الدولة وتدميرهابعد أنأصبحت البلاد قبلة لكل من هب ودب من شيوخ الوهابية ومفتيي البترودولار الذين رُحب بهم أيما ترحاب وفتحت لهم كل المنابر الإعلامية والمساجد وغيرها ليبثوا سمومهم في المجتمع وخاصة في عقول الشباب الذين نجح هؤلاء في غسل أدمغتهم وجعلهم وقودا في صراعات سياسية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل وبالإضافةإلى استقدام شيوخ العمالة هناك عديد الأدلة الأخرى التي تؤكد أن حركة النهضة لا تختلف كثيرا عن الحركات والتيارات وحتى الجماعات الدينية المتطرفة المتشددة بل هي قريبة منها وحاضنة لنفس الفكر ونذكر فيما نذكر الفيديو الشهير الذي تبين من خلاله جلسة سرية لراشد الغنوشي مع بعض القيادات السلفية يطمئنهم خلالها ويشجعهم على نشر أفكارهم بكل الوسائل كما التقطت عديد الصور لأبي عياض قائد ما يسمى بأنصار الشريعة المحظور رفقة قيادات كبرى في حركة النهضة خلال الاجتماعات العامة والخاصة وحتى في مقرات النهضة والمقرات السيادية للدولة كقصر قرطاج والقصبة وغيرها بالإضافةإلى كل ذلك فان حكومتي النهضة بقيت صامتة ولم تتعامل كما يجب أمام التحريض والخطابات التكفيرية التي انتشرت في عهدها انتشار النار في الهشيم حتى أدتإلى بروز الإرهاب وتناميه وصولا إلى الاغتيالات السياسية وقتل الجنود والأمنيين ....ولا ننسى أن دعوات القتل والتصفية قد خرجت من المساجد في عهد النهضة سواء في حادثة اغتيال شكري بلعيد أو  اغتيال محمد البراهمي بتواطؤ من وزير الشؤون الدينية النهضوي نور الدين الخادمي الذي تجاهل الخطابات التكفيرية والتشجيع على القتل الذي كانوا يدعون إليه من منابر المساجد والذي ظهر في أكثر من مناسبة وهو يعانق أبا عياض وكأنه احد أشقائه ...


محضنة الإرهاب بامتياز  

عندما فازت حركة النهضة في انتخابات 23 اكتوبر 2011 ادعت أنها مع بناء دولة مدنية لكن بمجرد وصولها إلى السلطة عادت إلى أيديولوجيتها الاخوانية وسعت إلى السيطرة على مفاصل الدولة خاصة بعد أن اخترق جناحها العسكري وزارة الداخلية وبالخصوص جهاز الاستعلامات واستطاعت بذلك بناء أجهزةأمنية موازية تتلقى الأوامر مباشرة من المتشددين داخل الحركة والمتحالفين بدورهم مع الوهابيين التكفيريين وبفضل كل ذلك أخضعت جهاز المخابرات لخدمتها وللتغطية على الأطراف المتورطة في قضايا الإرهاب لا سيما في فترة رئاسة المدير العام الأسبقللأمن الوطني محرز الزواري المحسوب على حركة النهضة والذي تم في عهده تهريب زعيم أنصار الشريعة المصنف ضمن التنظيمات الإرهابية سيف الله بن حسين الملقب بابي عياض من جامع الفتح بعد الهجوم على السفارة الأمريكية خلال سنة 2012 كما تكرر نفس السيناريو مع مساعده المدعو كمال زروق حين فر من جامع بمنطقة الجبل الأحمر ليصل بذلك تحت الحماية إلى القيروان ومنها إلى ليبيا بتواطؤ مكشوف من الجهاز الأمني ولا ننسى أن النهضة خلال فترة حكمها عملت على انتداب عناصر سلفية داخل الأجهزةالأمنية وكانت هذه العناصر تعمل لخدمة أجنداتالإرهاب التي أدتإلى قتل وجرح أعداد كبيرة من جنودنا وأمنيينا في وضح النهار ...


لقد شكل اختراق المؤسسة الأمنية من قبل جهاز الأمن الموازي التابع لحركة النهضة غطاء حقيقيا للمجموعات الإرهابية التي وجدت كل الظروف ملائمة لتنفيذ عملياتها الإجرامية بعد أن تحولت وظيفة جهاز الاستعلامات إلى حجب المعلومات عن عددها وأماكن تواجدها وغير ذلك من المعلومات الهامة ومن خلال كل ذلك سعت النهضة إذنإلى القضاء على الدولة الوطنية واخونتها أوصوملتهاأوافغنتها وتحويلها إلى مجرد قبيلة يحكمها المرشد الأعلى راشد الخريجي وفي هذا السياق تجدر الإشارةإلى كون حركة النهضة لم تدعم الإرهاب بضرب وزارة الداخلية فقط واختراقها واستخدامها للتغطية على أبنائهاالإرهابيين فحسب بل سعت إلى تدعيمهم ماديا ومعنويا عبر الخطاباتوالإعلام والجمعيات الخيرية التي تكاثرت جدا بعد الثورة ولعبت دور القنوات اللوجستية بين حركة النهضة والإرهابيين خدمة للمصالح المتقاطعة فيما بينهم وقد ساهمت تلك الجمعيات النهضوية التي تنشط تحت غطاء الخير في تسفير الآلاف من الشبان والشابات التونسيين وإلقائهم في محارق الحروب الطائفية تحت غطاء الجهاد في سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها وقد كشفت إحدى الصحف العربية المعروفة بان حركة النهضة انشأت مراكز للتطوع غير معلن عنها رسميا في العديد من مكاتبها من اجل تجنيد التونسيين للقتال في سوريا وقد جرى ذلك بالتنسيق مع السفير القطري هذا بالإضافةإلى النشاط المحموم التي قامت ولا تزال تقوم به مئات الجمعيات التي كونها أعضاء من جماعة الإخوان السورية والتونسية والتي ظاهرها إغاثة ونصرة الشعب السوري وباطنها جمع التبرعات لفائدة العصابات المسلحة وتجنيد الشباب من أجل الالتحاق بالمحرقة السورية  مع العلم انه ليست المرة الأولى التي تنخرط فيها حركة النهضة في مثل هذه الأعمال القذرة إذ خلال ثمانينات القرن الماضي انخرطت في مشروع ما يسمى بعسكرة الشباب الإسلامي الذي أطلقه المنظر الاخواني عبد الله عزام في الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفياتي وذلك بغطاء من الملك الأردني ودعم أمريكي...



إذن إذاأردت أن تخسر المزيد من فلذات أكبادكأيها الشعب فما عليك إلاأن تعطي حركة النهضة فرصة أخرى لتحكم من جديد وإذاأردتأن يرمى أبناؤك وشبابك في محرقة الحروب الطائفية التي ليس له فيها ناقة ولا جمل فما عليك سوى أن تنتخب ذلك الحزب الذي لا يعترف بتونس كوطن بل كغنيمة وإذاأردتأن ينتشر الإرهاب في بلدك وينكس علمها فما عليك الا ان تقدمها لهؤلاء العملاء الانتهازيين من جديد على طبق من ذهب بإعطائهم صوتك خلال الانتخابات التشريعية القادمة  ...







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire