vendredi 24 octobre 2014

الانتخابات التشريعية التونسية 2014 : إمّا نداء وإمّا فناء




ساعات قليلة ويولّي آلاف التونسيين وجوهم شطر صناديق الاقتراع لاختيار من سيمثلهم في مجلس النواب ، وكنا نودّ لو كانت سبل الاختيار متعددة حتى يختلف الناخبون بعيدا عن ثنائية الابيض والأسود وجدلية اليمين الإسلامي  واليسار الليبيرالي   وهالة النهضة والنداء ، وكنا نود ّ لو كانت القائمات المستقلة مستقلة فعلا وليست دائرة في فلك النهضة حتى يتخلص الناخبون من ربقة الحزبية في مفهومها الضيق ويوسعون ما تحاول الاحزاب تضييقه ..


غير أن ما كل ما يتمناه التونسي يدركه فقد تجري الانتخابات بما يريد لها صناع القرار في الداخل والخارج ليجد الناخب أمره أمام خيارين لا ثالث لهما وأمام منزلتين لا منزلة بينهما.فإما تكرار تجربة 23 أكتوبر2011 ، وما أمرّها من تجربة ، وانتخاب  النهضة ومشتقاتها من الأحزاب والقائمات المستقلة كالمؤتمر من أجل الجمهورية وحركة وفاء والإصلاح والتنمية وقائمة " الشعب يريد "  ومن الأحزاب والقائمات  التجمعية التي تحالفت معها  كحزب المبادرة  والحركة الدستورية ، ويكون الفناء . وإمّا تغليب صوت العقل والحكمة وبالتالي التصويت  في ضوء تقييم موضوعي لحكم الترويكا فيكون نداء الوطن هو الغالب وينتصر التونسيون  لحزب نداء تونس ولكل الاحزاب التقدمية كآفاق تونس والاتحاد من أجل تونس والتحالف الديمقراطي  والجبهة الشعبية ...


ساعات قليلة ويجد الناخب التونسي نفسه  في خلوة فيها ليقرر مصيره بل ليقرر  مصير أمة  وينقذ ما يمكن إنقاذه من مصير ثورة  أؤتمنت عليها الترويكا فخانتها  ، ولاشك أنه سيتوقف للحظات يعيد فيها  شريطا دراميا لحصاد الهشيم الذي خلقته  الحكومات المتعاقبة بأمر من المرشدين داخل حدود الوطن وخارجه ،  ولا شك في أن الاسئلة الممضة  العاتية  ستنثال عليه انثيالا  وستلاحقه ملاحقة لتقول في توجع وتفجع :  هل نسيت رصاصات الغدر الآثمة التي اغتالت  الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي  ورحلت بهما بعيدا ؟ ، هل امحت من ذاكرتك غزوة الرش في سليانة التي تركت أهل هذه المدينة عميا لا يبصرون ؟  هل تناسيت  ذبح جنودنا البواسل من الوريد إلى الوريد  والتنكيل بأمنيينا حماة الوطن أبشع تنكيل ؟ ألم يعد صوت البواكي الذين غرر بفلذات أكبادهم فهلكوا في سوريا والعراق وليبيا يقض مضجعك ؟ ألم ينبشوا قبورنا ؟  ألم يدمروا مدننا ولا سيما السياحية منها ؟ ألم يهددوننا بالسحل والشنق ؟ ألم يتوعد كبيرهم  بتركيع الجيش والأمن ؟


ساعات قليلة وسنجد أنفسنا في يوم مشهود، يوم نأمل أن تخف فيه موازين الأحزاب التي تتربص بتونس شرا وتخادع التونسيين بالدين والدين منها براء وبالديمقراطية في الوقت  الذي تكرس فيه أبشع  صور الاستبداد ، يوم نأمل أن تثقل فيه موازين الأحزاب التي تحركت بما استطاعت من قوة ورباطة جاش لتقف بالمرصاد لمن خان البلاد والعباد ,....فهل سيأتي الفرج بعد الشدة ؟  أو ليس الصبح بقريب ؟



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire