توقيت ظهور محمد
الغرياني الأمين العام السابق للتجمع المنحل على قناة حنبعل النهضوية أسبوعا
بالضبط قبل التصويت على نواب الشعب في الانتخابات التشريعية 2014 لم يكن بريئا بل
جاء في إطار حملة إعلامية ممنهجة للنيل من
سمعة حزب ناشئ لا يتجاوز عمره 3 سنوات نجح في اكتساح الساحة السياسية التونسية
والإطاحة "بالأحزاب الشيوخ " في سابقة تاريخية بعد أن توحد الشرفاء
والأخيار والأحرار والوطنيون يمينا ويسارا ووسطا في صف واحد من اجل إنقاذ البلاد
من براثن جماعة الإخوان أو الخونة .محمد الغرياني
المحسوب على عصابة الطرابلسية والمعروف بتطور علاقاته مع صخر الماطري صهر المخلوع
منذ التقاه خلال سنة 2005 في لندن حينما كان الأول يعمل سفيرا لتونس بها مكلفا
بتعقب قيادات النهضة و كان الثاني يتابع دراسته الجامعية الخاصة وبعدها تدخل الصهر
لدفع نديمه نحو القمة فتقرر تعيينه في الأول مستشارا سياسيا للرئيس المخلوع ومنها
ارتقى خلال سنة 2008 وبالتحديد شهرا بعد انعقاد مؤتمر التحدي إلى خطة أمين عام
للتجمع المنحل ...وبعد اندلاع ثورة 17 ديسمبر 2010 اثر حرق طارق البوعزيزي لنفسه
أمام مقر الولاية (تم الترويج زورا من طرف قناة الجزيرة أن اسم المنتحر محمد
البوعزيزي لمغالطة الشعب في إطار مؤامرة معروفة الفصول لا فائدة في التطرق إليها )
كلف الرئيس بن علي أمينه العام الغرياني بالتوجه على عين المكان لوأد الثورة خصوصا
وان للرجل علاقات متجذرة بالجهة بحكم عمله السابق كوال بسيدي بوزيد ولكن المهمة
فشلت نظرا لتوسع رقعة الاحتجاجات لتشمل الولاية المجاورة ونعي بها القصرين ... فشل
الغرياني في لملمة الانتفاضة وإخماد الثورة نصرة لولي نعمته وهو الذي يدعي بان عدد
التجمعيين فاق المليوني مشترك ولكنه فشل في كل المحطات فحتى مساء الخطاب
الأخير"فهمتكم" لم يجمع الغرياني إلا بضع عشرات جابوا شارع الحبيب
بورقيبة منادين بحياة المخلوع كما فشل صبيحة 14 جانفي 2011 في تجميع أنصاره الذين
لم يفق عددهم في أقصى الحالات 500 نفر تجمعوا داخل دار التجمع مسلحين بالهراوات
استعدادا لقمع ثورة الشعب المقهور...
عندها فهم المخلوع أن التجمع كان حزبا من ورق
وجسد ميت بلا روح وما عليه إلا البحث عن حل خارج أطره.... ولكن اختلاط الانقلاب
بالمؤامرة دفع المخلوع إلى التخلي عن حكمه
ومغادرة البلاد لا يلوي على شيء .
الفاشل محمد الغرياني
وفي أول تصريح له بعد سقوط النظام البائد لجريدة الشرق الأوسطأكد على أنالمنتمين لـ«التجمع» كانوا بدورهم يتذمرون في صمت من
الأساليب الخاطئة في إدارة البلاد ومن الخطأ التعميم والقول إن كل المنتمين لحزب
التجمع لهم علاقة بملفات الفساد المالي والإداري مضيفا في ذات السياق انه لا خوف
من رجوع «التجمع» إلى الحكم بعد التأكيد على فصل الدولة عن الحزب ولكن من حق
«التجمع» أن يكون حزبا مثل كل الأحزاب...وبعدها صدر قرار أولفي 06/02/2011 عن
وزير الداخلية الراجحي يقضي بتجميد نشاط حزب التجمع الدستوري الديمقراطي
وكل اجتماع أو تجمع لأعضائه وغلق جميع المحلات التي يملكها أو التي يتصرف فيها بأي
وجه من الوجوه, وذلك بصفة وقتية...وبتاريخ 09/03/2011 قضت إحدى الدوائر
الاستعجالية بابتدائية تونسبحل حزب التجمع اللقيط (والذي لا علاقة له من حيث الأصل
بحزب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة)وتصفية أمواله والقيم الراجعة له عن طريق إدارة
أملاك الدولة وحمل المصاريف القانونية على المدعى عليه..في مشهد ما زال عالقا
بالذاكرة حينما عبر المرحوم المحامي فوزي بن مراد داخل المحكمة عن فرحة لا تضاهيها
أية فرحة وفي المقابل كانت محامية الغرياني المسماة عبير موسيتتجرع العلقم وتكتوي
بالجمر.... وبعد تأييد القرار القضائي من طرف محكمة الاستئناف (يوم 28/03/2011 )
بحوالي أسبوعين زج في السجن بالغرياني من اجل حزمة من تهم الفساد رفقة غالبية رموز
النظام البائد.
وبعد مغادرة الغرياني لسجنه الذي قضى فيه أكثر من 26 شهرا (دخله خلال الأسبوع
الثاني من شهر افريل 2011 ولم يغادره إلاخلال الأسبوع الثاني من شهر جويلية 2013 )أدلى
بما يلي لقناة روسيا اليوم جاء فيه " ومن يستصغر المنظومة القديمة فهو مخطئ،
فهذه منظومة موجودة صاغت البلاد في سنوات مختلفة وليست منظومة فاشية وهي
قابلة للتأقلم. أما الاختلافات بين التجمعيين اليوم فمن الممكن أن تجمع بينهم أو
تفرقهم حسب التصورات والخلفيات، لكنني شخصيا لا أعتقد أن الدستوريين سيتوحدون من
جديد وهذا يدخل في باب المراجعة والدستوريون أحرار في أن يعيشوا اليوم تجاربهم
السياسية سواء داخل أحزاب أخرى أو أحزاب مستقلة بل هناك الكثير منهم ممن
انسحب من السياسية" وبعدها انظم الغرياني لحزب نداء تونس في خطة مستشار سياسي للباجي
قائد السبسي وليستقيل منه خلال صائفة 2014 ولينظم إلى حزب المبادرة لكمال مرجان
وتشير مصادرنا أن سبب التخلي عن الغرياني من طرف السبسي جاء نتيجة تأكد الأخير من
فراغ جعبة الأول من أية إفادة للحرب الفتي من جميع النواحي وهو الذي اعتقد أن وراءه
ماكينة انتخابية ضخمة ولو أن عديد المؤشرات تؤكد على أن انضمام الغرياني لحزب
النداء جاء في إطار مخطط تآمري ومهمة خاصة كلفه بها جماعة الخونة لإرباكه من
الداخل وتفجيره بعد الاندساس لكن فطنة السبسي أسقطت المخطط في المهد.
انتقال الغرياني من حزب النداء العدو اللدود للنهضة إلى حزب المبادرة
القريب من النهضة جاء بعد افتضاح أمره وفي إطار البحث عن عذرية جديدة تمكنه من
استعادة واسترجاع مجده في القمة فطموح الغرياني بلا حدود وللغرض تلقفته الماكينة
الإعلامية النهضوية لاستعماله في ضرب حزب تغول أكثر من اللزوم وتحول إلى كابوس
حقيقي لأنصار جماعة الخونة وفي ذات الإطار جاء ظهور الغرياني على قناة حنبعل
النهضوية ليكيل التهم والشتائم جزافا للحزب الأول في تونس متهما إياه بأنه جمع
جميع الأطراف من أقصى
اليسار وأقصى اليمين وهو أمر غير مقبولوليصل الأمر بالغرياني
إلى حد اتهام النداء بأنه إعادة استنساخ للتجمع المنحل و معيبا عليه في نفس الوقت التسبب في تشتت
العائلة الدستورية....
الساكت عن الشر شيطان أخرس كما أن من تكلم بالباطل شيطان ناطق فمحمد
الغرياني الذي استفاد من النظام البائد على طريقته فخلال انقلاب 7 نوفمبر 1987 قلب
الفيستة على عجل وتخلى عن دستوريته وخلال شهر فيفري 1988 كان من أول الملتحقين
بالتجمع اللقيط فكال كعادته الشتائم للزعيم بورقيبة وفي المقابل تمرغ على أعتاب
قصر ديكتاتور قرطاج ومنها التحق بمافيا الطرابلسية ولا نرى فائدة في مزيد كشف
المستور عن الرجل الفاشلوالمزاجي والوصولي والانتهازي والانبطاحي والذي احترف النفاق لخدمة مصالحه الخاصة كعادته
فالرجل عرف بأنه إذاتحدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ....فالغرياني لم يستح كعادته وخلال ظهوره الإعلامي
الأخير أراد تفجير قنبلة داخل النداء لمنع تقدمه في الانتخابات التشريعية التي
تشير كل الدلائل انه سيحقق خلالها فوزا منقطع النظير إضافة إلى خدمة اجندا إعلامية
نهضوية مقيتة تحالفت خلالها غالبية وسائل الإعلام المأجورة والمسمومة والمرئية والمسموعة
والمكتوبة الداخلية والخارجية لإلحاق أقصى الأضرار الممكنة بسمعة حزب النداء أو
نداء الوطن ... لكن الجماعة اخطأوا الهدف بعد أن اعتقدوا ان التونسيين بلهاء وسذج سيصدقون ترهاتهم وسيصوتون
لهم من جديد ...وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ
مَرَّتَيْنِ ".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire