ما يزال هناك في ساحة
القصبة ينام و يصحو فمرة يسند ظهره على وزارة المالية و مرة أخرى على جدار الوزارة
الأولى و ثالثة على وزارة الدفاع... يقضي
أياما و ليال هناك متحديا البرد و الإمطار و المخاطر تحدوه رغبة في إعادة حقه
المسلوب.. هو في الحقيقة " عسكري " كان ينتمي
إلى وزارة الدفاع الوطني أين
قضى شبابه في الصف الحامي
للبلاد و حدودها .. أدار له الزمن بالظهر فارتمى في حياة العذاب
و الحزن و اليأس و مع ذلك ظل صامدا دون تنزلق به الأقدام وفيّا كعادته للمبادئ
التي نهلها في ريعان عمره...
الطيب بن الامين
الزديري القاطن بنهج الغضابنية عدد1 حي الزهور الأول القصرين عمل بالجيش
الوطني برتبة رقيب و نشط
بعدّة أفواج عسكرية غير أنه وقع إشعاره
مؤخرا بفصله عن الجيش دون أن
يعلم سبب ذلك رغم محاولته التعرف لتبين له بعد
ذلك أن السبب في ذلك يعود إلى الغيابات
المتكررة التي سببها مرضه و الذي
يشهد على ذلك ملفه الصحي بالمستشفى العسكري
و ملف سقوطه البدني بإدارة
الصحة العسكرية علما و أنه لم يرتكب خطأ يستوجب اتخاذ القرار القاضي
بطرده مع الاشارة أن له اعدادا صناعية طيبة
هذا العسكري الذي تقدم
به العمر ليبلغ سنّ48 سنة
ظل يبحث عن
حق قال أنه
سلب منه تقدم
بعريضة في 15 جويلية 1993 رسّمت
بالمحكمة الابتدائية تحت عدد4072 لطعن
في القرار القاضي بطرده مقدما
ترسانة من الوثائق التي
يتحوز بها و التي تثبت حقه
المشروع .. قضت له المحكمة بالغاء القرار المطعون فيه بتاريخ 8أكتوبر1996 و اعادت
له ما أضاع منه ...
و لئن كان الحكم باتا لا
رجعة فيه فان " الطيب الزديري" ظلّ منذ ذاك التاريخ
و رغم المراسلات العديدة و
الهرسلة التي تعرض
إليها في الزمن الغابر يبحث عن سبيل
لتنفيذ حكم القضاء و اعادة الاعتبار له بعد سنوات من الفقر و البطالة و الاحتجاج ...
حيث ظل ماكثا أمام
وزارته السابقة ينتظر مع كل
انبلاج فجر جديد لفتة كريمة من
وزارة الدفاع و من
يهمّه الأمر ...فهل من أذان صاغية ... فإلى حد علمنا أن
الجيش التونسي لا
يتخلّى عن ابناءه طال الزمن أو قصر
...فلننتظر
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire