لقد تزامن تصريحك لإذاعة موزاييك و
الذي تداولته جريدة الصريح بتاريخ 25 جويلية ( متابعات ص 7 ) مع مذابح الشعانبي
الارهابية المتتالية في جو ملؤه الحزن و الحسرة على تونس
وهذا هو الاستفزاز عينه لمشاعر شعب
جريح بقي صامدا و شامخا برجالاته الابرار . وعلاوة على اننا انا و انت ننتمي الى
نفس المنطقة و هي ولاية الكاف حيث عرفت مزاجك جيدا وواكبت مسيرتك في بعض المحطات و
اعتمادا على انني جزء لا يتجزأ من هذا الشعب و امام هذا التحدي السافر ارى لزاما علي القيام بحق الرد عما صدر منك من
تصريحات
فدعني افكر و اتكلم بصوت عال علني
اتمكن من ايقاظ ضميرك و ارجاع رشدك اليك هذا اذا ما بقي لك البعض منه
ظننت ان نجمك الذي لم يكن ساطعا أبدا
قد أفل الى الابد لكنك و العجب العجاب قمت اخيرا بإطلالة بجريدة الصريح بصورة شبه
منقبة و صرحت ما صرحت و كشفت مآربك و خارطة طريقك حتى تبرز و تراوغ و تلتف من جديد على المسالك التي كنت
تنتهزها بكل لهفة للوصول الى مفاصل الحكم في محيط يتسم بالضبابية الخانقة . ان
صورتك التي تصدرت الجريدة توحي بالحنين الى الماضي لكنها لا تمثل الا قناعا يغطي
حزمة من العجائب و الغرائب بقيت عالقة بمسيرتك الظلماء
فالغاية من اطلالتك حسبما اعرفه
عنك و حسبما فهمت تتمثل في جس نبض الشارع و كذلك اعطاء الاشارة لتنشيط شبكاتك
المرابطة لبلوغ اهدافك المنشودة
و الشيء من ماتاه لا يستغرب اذ ان
هذا السلوك يذكرني بحليمة التي رجعت الى عادتها القديمة
واظن انك ربما بدأت بعد حملتك
الانتخابية بعد سكوت دام 3 سنوات منذ اندلاع الثورة و اني اجزم انك كنت اثناء هذه
المدة تترصد الفرص السانحة للركوب على الحدث و الانقضاض على الفريسة
و الحمد لله فقد احتضنتك
"حركة الدستوريين" !
حركة الدستوريين التي يرأسها شيخ
السياسيين المخضرم سي حامد القروي
وفي هذا المجال دعني اعرج عما كان
ينجزه هؤلاء الازلام و انت زلم منهم حسب اعترافك أيام نظام بن علي
فحامد القروي هو الذي خطط ضمن
الاخرين و دبر للإطاحة بنظام بورقيبة حيث كان آنذاك مديرا للحزب الاشتراكي
الدستوري ثم ركز نظام المخلوع و نشط فيه كرجل رقم 2 طيلة 10 سنوات وقد تنكر
لبورقيبة الذي صنعه ايام منفاه
وجاء بعده سي محمد الغنوشي الذي
اكاد اقول عنه رحمه الله ولم لا فقد رحمه
الله رحمة الاحياء
وكأن الدولةكانت آنذاك تسير بخطى
ثابتة و الاقتصاد يتطور و يزدهر و يشع على
البلدان الاخرى و تكاثرت المحولات هنا و هناك و في كل يوم كيلومترات جديدة من
الطرقات السيارة الخ .. الخ
وفي كل يوم خطاب و خطاب و توجهات
جديدة
ثم تغول التجمع الدستوري
الديمقراطي و استبد ايما استبداد و اصبح "سطاليني" و بقي الا ان تتصدر
بنايته الشاهقة بشارع محمد الخامس علامة "المنجل و المطرقة " الشيوعية
ومنذ ان توليت إدارة اول أمانة
عامة للتجمع صرت فارس الفرسان تقود مجموعات و مجموعات لتمجيد نظام بن علي ثم
تناولوا ما لذ و طاب لكم من المناصب و الامتيازات ( ضيعات فلاحية ، .. ) على حساب
الشعب الذي اصابه الدوران و لم يعد يعرف هل ان تونس بخير ام لا ؟
وحصريا ألم تمجد ليلى بن علي اثناء
اخر ندوة صحفية قبل انهيار نظام بن علي حول نشاط وزارة النقل ( اظن اثناء ربيع او
صائفة 2010 ) حيث طرح عليك سؤال ( و انت الذي تختار المتدخلين و تبرمج الاسئلة )
ازاء ما انجزته الوزارة لفائدة المعوقين
واجابة على السؤال تطرقت الى مشروع
ليلى بن علي "بسمة" و اطنبت في المدح و المديح الرخيص حيث قلت "هذا
مشروع" السيدة الفاضلة ليلى بن علي ... "بينما كان مقر جمعية بسمة و كر
لقاءات و فساد فظيع ليلى هي سيدة الدولة و سيدتك انت بالخصوص
وفي خصم هذا العرس جلس صاحبنا
المخلوع فوق ربوة سيدي ظريف يتذوق نعمة ما انجزه بيان السابع من نوفمبر و كل زلم
من ازلامه يعزف مقطوعته الموسيقية حسب اختصاصه في سلم المسؤولية
وفجأة بزغت ثورة الشباب عفويا من أعماق
أعماق ارياف تونس فتبخرت الاموال مع فرار "علي باب" (zaba) و سقط القناع و تهاوت القصور
"الكارطونية" و اندثرت المشاريع الوهمية و ظهرت تونس في شكل هيكل عظمي
لا حول و لا قوة لها الا بالله حيث الفقر و الشباب العاطل عن العمل و مستوى
التعليم المتدني و وو
وركب الثورة من كان حصانه أسرع
وحتى عصابة الاربعين من ازلام بن علي (ali baba et les 40 voleurs)
جمعوا شتاتهم كخفافيش الظلام لأداء شواهد الولاء و الاخلاص للثورة و اطلقوا عنانهم
للتشدق بشعارات التغيير و المسار الديمقراطي . هكذا تمكنت من اجتياز عقبة الصمت و
صرحت انك لم تخدم نظام بن علي بل لن نستقيل و حبذت خدمة الدولة من اجل تونس و هكذا
تقدم نفسك لرئاسة تونس !
هذه المجازفة لا تمت للحقيقة بصلة
اذا ما نظرنا ما ذكرناه انفا
عن اي دولة تتحدث ؟
دولة بن علي التي يداس فيها
الدستور وصار كمسودة تحذف منها قوانين وتعوض بأخرى لتمكين بن علي من الانقضاض على
الحكم اكثر فاكثر ؟
دولة بن علي التي تفشى فيها الفساد
بشتى انواعه و اشكاله
دولة بن علي التي همس فيها
الشباب ! هذا الشباب التائه الذي ينخرط الان في الارهاب
عجبا من تونس بورقيبة الوديعة التي
صارت تصدر الارهاب
و ما الفرق بالنسبة لك بين التجمع
و الدولة ؟
فالدولة هي التجمع و التجمع هو
الدولة و كل يصب في جعبة بن علي الواحد الاحد واذياله
ثم من الذي سيعطيك صوته الذي كان
مكمما ايام بن علي لانتخابك ؟
هل فكرت في كل ذلك ام انك تجازف
دائما كالعادة ؟
هنا اذكرك بحادثة و قع تلك بين
اهلك و ذويك بمدينة الكاف المناضلة و الصامدة رغم كل العواصف
كان اهل الكاف يحتفلون في ماي
الماضي بعيدهم الثقافي "عيد طبق البرزقان" و ليس لهم عيد اخر يحتفلون به
كالاحتفال بعشرية مصنع يشتغل كنت وضعت له حجر الاساس أو قطب صناعي كقطب "صراع
ورتان" لإنتاجالفسفاط الذي لم ير النور.
وركوبا على الحدث للبروز من جديد
بمسقط رأسك و بعد توزيع بعض الدنانير لفائدة جمعيات رياضية اصابها الوهن تسللت
لحضور هذا الحفل لكن اهل الكاف رفضوك و رفتوك و أنت تعرف جيدا من قام بذلك و متى و
كيف و لماذا
و لنفرض انك ترشحت للرئاسة فان
النتيجة التي تنتظرها ستكون قطعا 0.00 سلبي
يا رجل أما ان الاوان أن تخرس
للابد انت و امثالك حتى تسلك تونس طريقها للإشعاع من جديد و ترجع مكانتها المرموقة
بين الامم كما كانت ايام زمان.
ليتك بما انك تدير مؤسسة بيجو لبيع
السيارات ليتك تبعث مشروع صنع سيارة تونسية 100% علك تكفر عن ذنوبك في حق هذا
الشعب و يحسب ذلك لك على الاقل في يوم آخر
واخيرا اسواق لك هذا المثال النابع
من اعماق الريف لعلك تتعظ به
"الطير الحر ( بمعنى النبل و
الكرامة " )اذا حصل يقل تختبيطو
فالسياسة اخلاق اولا تكون و هي
تتمثل في جب الوطن و نكران الذات و ووفاينانت من كل ذلك ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire