dimanche 28 septembre 2014

المهرولون الى قصر قرطاج: ثلاثة جياد خاسرة رابعها نجيب الشابي




بعد أن أسدل الستار على قائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية ، وبعد  أن زار مقر الهيئة العليا للانتخابات من زارها  ليودع ملف ترشحه ، وبعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط ، وبعد ان اختلط الحابل بالنابل يحسن بنا أن نقف متأملين متسائلين : هل اصبحت الهرولة سمة المشهد السياسي في تونس  حتى لم يعد يخجلنا شيء...؟  هل أصبحنا  في تونس عاقرين فحسبنا  وطننا حبة نبلعها من غير ماء كحبوب الاسبرين ؟؟ هل أتتعلى  تونس "السنوات الخداعات" التي تحدث عنها الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم السنوات  التي" يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة؟

للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها  ستخصص صحيفة الثورة نيوز ملحقا اسبوعيا لتقلب النظر في الأسماء التي تحلم  بالسكن في قصر قرطاج وستبدأ حلقتها الأولى بتقليب النظر في ترشح أربعة ممن يعتقدون أنهم من الكبار وهم رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي ورئيس حزب المبادرة كمال مرجان .  فالأول صديق قطر والأوان والثاني حليف فرنسا والرابع ابن الأمريكان أما الشابي فيرتحل من مكان إلى مكان عساه يظفر بحلم طارده منذ أمد طويل .

محمد المنصف المرزوقي : طرطور ...يحتفي بشعار دكتاتور 
قد لا ترانا في هذا المقام في حاجة إلى تقييم حصاد  سنوات الخراب في قصر قرطاج لأنها معلومة للقاصي والداني، لا ينكرها إلا جحود حقود عنود ( الإرهاب ، الاغتيالات السياسية ، ارتفاع المديونة ، التضخم المالي، فشل الديبلوماسية التونسية وتوتير العلاقات مع البلدان الصديقة والشقيقة، الكتاب الأسود الذي لم يكن فيه صادقا وفيا لذلك أغفل فيه مستشار المخلوع عياض الودرني بتوصية من عماد الدايمي...) بقدر ما ترانا في حاجة إلى التوقف عند أمرين على درجة  من الخطورة يتمثل أولهما في أن الرئيس المترشح للرئاسة " مستقلا " كما يدعي سيستغل نفوذه  ومال الشعب في حملته الانتخابية التي شرع فيها منذ أشهر تلميحا وتصريحا ثانيهما  تتلخص في الإفلاس الأخلاقي للحملة الانتخابية التي شرع فيها الرئيس المؤقت محمد منصف المرزوقي  منذ أن أودع ملف ترشحه يوم الجمعة 19 سبتمبر 2014  مستغلا نفوذه السياسي والمالي من أجل مواصلة السكن في برجه العاجي بحماية قطرية نهضوية ...


فالمرزوقي الذي يظن نفسه رئيسا قائدا رائدا وهو مرؤوس مقود تابع قد  أبان خلال السنوات الثلاث العجاف  عن فشل سياسي في الداخل والخارجي ولم يتقن سوى صناعة التأبين والتوسيم، وتواصل هذا الفشل منذ  اللحظات الاولى لحملته  الانتخابية التي يرأسها حليف التجمع بالأمس عدنان منصر.فقد اتخذ المرزوقي من عبارة  :”ننتصر أو ننتصر” شعارا لحملته وعنوانا لكتابه   ..


وهذا الشعار فضلا على كونه منتحلا يستبطن صفحة من صفحات الديكتاتورية ذلك أن  هذا الشعار هو طالع أغنية إيفواريةناشد فيها صاحبها في تملق وإذلال  الديكتاتور السابق للكوديفوار “لورونغباغبو” ، ولا يخفى ما في هذا السطو من سقوط أخلاقي فكري ؛ بل الغريب أن منصر يضيف في هذا المقام أن مبيعات هذا الكتاب هي التي ستمول الحملة الانتخابية للمرزوقي ؟؟.إن هذه الرومنسية السياسية وبالأحرى المراهقة السياسية التي جسدها الرئيس وحزبه على مدار ثلاث سنوات  تجعلنا نقول لهم على لسان نزار قباني  :
يا تونس الخضراء كيف خلاصنا؟
لم يبق من كتب السماء كتاب ؟
ماتت خيول بنى أمية كلها
خجلا  .. وظل الصرف والإعراب
بدأ الزفاف فمَن تكون مضيفتي
هذا المساء ومن هو العراب ؟
أأنا مغني القصر .. يا قرطاجة
كيف الحضور ؟ وما عليَّ ثياب
ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي
والمفردات حجارة وتراب؟؟
فهل سيدبر المرزوقي وجماعته مقاصد هذه الابيات ويرحلون في صمت مخفين سوأتهم أم ان من يهن يسهل الهوان عليه فما لميت بجرح إيلام  ؟  
مصطفى بن جعفر : الشعب ائتمنني على كتابة الدستور ..وتاريخ تونس لا يكتب دوني 

لا شك أن أكبر خطأ ارتكبه التونسيون هو قبولهم بفكرة المجلس الوطني التأسيسي  ، وربما عذرهم أنهم وثقوا في أعضائه الذين أعلنوا في البداية أن علة وجودهم كتابة الدستور في فترة لا تتعدى الحول في أقصى الحالات ، غير أنهم نكثوا عهودهم وظلوا لثلاث سنوات عجاف على الأرائك متكئون من بيض المجلس يأكلون وكل ما خاطبناهم متى أنت راحلوا : عبسوا وتولوا وردوا : قولوا ما شئتم إنا ههنا قاعدون ؟؟ ويا ويح من يقول كبيرهم بن جعفر : ارحل مع جملة الراحلين
فتحت غطاء الشرعية واستمرار الدولة يمعن بن جعفر وجماعته في الاستماتة على بقاء المجلس الوطني التأسيسي الذي أرهقنا من امرنا عسرا فأفرغ خزائننا وأضاع سنوات ثورتنا  وجعلنا أضحوكة بسبب ما يأتيه بعض النواب من تشويش وتهريج ..


ولا عجب أن يدافع بن جعفر عن المجلس ويستميت فهو الضامن لاستمرارية سلطته ونفوذه خاصة بعد أن شاعت فضائح الحزب المدوية وذاعت قبا انتخابات 23 أكتوبر وبعدها ..فنحن إن ننسى فلن ننسى أنه خلال تشكيل حكومة حمادي الجبالي تفجرت  فضيحة الأمين العام المساعد  خيام التركي الذي تم ترشيحه لمنصب وزير مالية ، مع الشركة الإماراتية “ناشيونال هولدينغ” التي اتهمته بالتورط في فساد مالي  وكان الأستاذ المحامي محرز بوصيان هو من تجشم عناء الكشف عن هذه الفضيحة المدوية  رغم الضغوط التي سلطت عليه آنذاك وقد كانت النتيجة تعطل الإعلان عن تشكيل الحكومة وانسحاب خيام التركي من مشاورات تشكيل الحكومة  … ولكن اليأس لم يتمكن من بن جعفر وجماعته  بعد هذه الصفعة المدوية  فما أن أعلن حسين الديماسي الذي عوض التركي عن استقالته  من منصب وزير المالية حتى هرولوا لتعيين إلياس الفخفاخ مكانه   . إلا أن  الفضيحة التي هزت الحزب هزا هي الاجتماع الشهير الذي كشف  حسام زقية  الأمين العام لمكتب التكتل بإيطاليا في أوت 2013 على حسابه الشخصي  الفايسبوك  ونعني ” بذلك الاجتماع الذي عقد أوائل شهر جويلية 2013 ببيت ابن أخت مصطفى بن جعفر بحضور هذا الأخير والياس الفخفاخ وخليل الزاوية وخيام التركي والذي جمعهم بخمسة رجال أعمال فاسدين نذكر منهم فتحي حشيشة ونوري شعبان لابتزازهم وطلب المال منهم مقابل غلق ملفاتهم وتراوحت المبالغ المطلوبة بين المليون وخمسة ملايين دينار وقد أبدى رجال الأعمال استعدادهم لدفع المبالغ المذكورة باستثناء نوري شعبان الذي يبدو انه ضاق ذرعا من تكرر عمليات الابتزاز دون نتائج ملموسة مما دفع به لاشتراط غلق ملفه أولا أي قبل تسليم أي مبلغ متسائلا عن المبالغ التي دفعها سابقا هذا غيض من فيض يبرز مدى التردي الذي انحدر إليه حزب التكتل والذي ارتأى “التوهامي العبدولي” التحفظ وعدم ذكره وتقديم استقالته " فهل بعد هذه الفضيحة من مكان لبن جعفر وزمرته ؟ 
كمال مرجان :ليس الفتى من قال أبي 

ما فتئ كمال مرجان أصيل حمام سوسة  يصور نفسه على كونه ذاك السياسي المحنك الذي يحظى بدم أمريكا في الخارج والنهضة في الداخل ، والحقيقة أن مرجان هو سياسي فاشل بكل المقاييس ولولا علاقات المصاهرة التي جمعته بالمخلوع لكان خامل الذكر قليل النشر  ..فمرجان قدالتحق بالسلك الديبلوماسي خلال اواسط السبعينات بتدخل من والده الوالي آنذاك..وبعد انقلاب قريبه وصهره الجنرال بن علي (درة زوجة كمال مرجان هي ابنة بوراوي بن علي ابن عم المخلوع  وهو صهر المهدي مليكة زوج الابنة الثانية لبوراوي بن علي٬  ) عاد الى تونس سنة 1989 والتحق بوزارة الخارجية.و سمي مرجان خلال سنة 1996 سفيرا بجينيف ومن بعدها ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة بجمهورية الكونغو الديموقراطية وهنا تشير بعض المصادر إلى ان مرجان قد ارتبط بشبكة تهريب للألماس .

وفي سنة 2005 عينه صهره الجنرال وزيرا للدفاع ثم وزيرا للخارجية إلى أن جاءت الثورة لتدوي فضيحته في تمكين المخلوع وزوجته من جوازات سفر.
ولا بد هنا أن نتوقف قليلا عن طبيعة العلاقة التي تجمعه ببشير بن علي شقيق درة زوجة الرجل الذي تحول بقدرة قادر من ساع بالمغازة العامة الى قائد طائرة بالناقلة الوطنية كما عرف بنشاطه في التجارة الموازية والتهريب الديواني عبر مؤسسات فقاقيع اختصت في التوريد العشوائي . وبشير بن علي كان همزة الوصل بين  كمال مرجان وشريكه في المشاريع والمقاولات المدعو منصف مبارك (اصيل قرية سيدي عثمان – المنستير) وقد اثمرت هذه العلاقة مشاريع عقارية مربحة مع كمال مرجان (بواسطة  ابنه محمد قيس مرجان )..


لا نستغرب والحالة كما نرى أن يتحول بعد الثورة الى زعيم للدساترة والتجمعيين بعد ان اسس حزب المبادرة اول افريل2011 معتمدا زمرة من النواب الرحل الذي ارتحلوا من دار إلى دار وهم ما زالوا إلى يومنا هذا يبيعون ويشترون في بورصة التزكيات للانتخابات الرئاسية  ..فللرجل مصالح يريد المحافظة عليها ..وما يدل على غياب الحنكة السياسية أن مرجان الذي استبد برأيه في انتخاب رؤساء القائمات المترشحة للتشريعية أنه عول على جياد خاسرة ( أكثرها خاض انتخابات 23 أكتوبر 2011 معه ومع غيره ومني بفشل ذريع  كمنجي بحر في بن عروس وفتحي الزيناوي في الروحية ) لأن ما كان يعنيه في هذه الانتخابات  هو المال . وتشير بعض التسريبات إلى أن مرجان في حله وترحاله في مختلف ولايات الجمهورية لم يظفر سوي ب4 تزكية ، وإذا صح هذا الأمر ونرجح كثيرا صحته فيا خيبة المسعى ؟ بل إن مصادرنا تؤكد أن منى بن نصر التي تم رفتها من الحزب قد رفضت تزكيته ..وباختصار فمرجان الذي لم ينجح في أي وزارة ولم يكن ديمقراطيا في يوما ما لا ننتظر منه في حالة فوزه بالرئاسة سوى أن يعود بصهره وزوجته ويغلق ملف الثورة التونسية نهائيا .

نجيب الشابي :  لا سلطة تعلو سلطتي ..فالرأي رأيي والخيار خياري 

لا يكاد يختلف اثنان في أن محمد نجيب الشابي  مسكون بهاجس السلطة إلى حد الهوس ، فهو قد بحث عنها في كل مكان وزمان وسيعرف بعد انتخابات 26 أكتوبر أنه كان يطارد خيط دخان ..ونعتقد أنه بعد ان تفرغ الصناديق ما في جعبتها  سيفر من أخيه وصاحبته التي تأويه... وسيقول " يا ليتني كنت ترابا "  فإذا عدنا إلى سنوات الثورة التونسية وما بالعهد من قدم ألفينا الشابي يهرول مع كل صاحب نفوذ فإذا حدث وتلاشى نفوذ صاحبه قال إني لا أحب الآفلين ...فالشابي وخلال اندلاع الثورة التونسية كان ينادي بحكومة ائتلافية ولم ير مانعا في بقاء المخلوع على رأس السلطة ، ولما تسارعت الأحداث وفر بن علي هرول الشابي إلى قصر قرطاج وطمع في الوزارة ولم يعلم أنه وقع ففي حكومة تجمعية يقودها محمد الغنوشي ظن المسكين أن حلمه قد تحقق وشرع في ممارسة سلطة خاطئة كاذبة والحقيقة أنه قد ارتكب خطئته الكبرى التي ما تزال آثارها الكارثية تلاحقه إلى يومنا هذا ..والغريب أنه ما زال إلى يومنا هذا يصرح بأن المشاركة في حكومة الغنوشي أكبر مفخرة في حياته ؟؟  وربما سيفتخر يوما بأنه صاحب المشروع الرائد في إنشاء  "الحظائر" زمن إشرافه على وزارة التنمية الجهوية ..ذاك المشروع الضخم الذي استنزف موارد الدولة ولم يغن طوابير العاطلين من جوع .. 
إن الشابي الذي كون حزبا عائليا قد أبان منذ الثورة التونسية عن انتهازية سياسية مفضوحة ففي انتخابات 23 أكتوبر مثلا تخلى عن القيادات الرمزية للحزب واستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى محركه في ذلك المال ولعل في استقدامه لمهدي بن غربية في دائرة بنزرت ما يغني عن كل تعليق ...والغريب أن الشابي الذي مني بفشل ذريع في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لم يعتبر من أخطاء الماضي وظل يمعن في الخطأ ويسرف فيه ...فهو ما أن يعقد تحالفا مع بعض الاحزاب حتى يتهاوى حلفه سريعا لأنه يعمل وفق شعار " لا سلطة تعلو سلطتي ..فالرأي رأيي والخيار خياري" ..وكم تقرب إلى حركة النهضة ورحل مع بعض قادتها خارج الديار عساه يظفر بحظوة ، مع العلم وان أحد أشقائه نهضوي ، فما ربح تقربه وكان من الخاسرين . ولعل اغرب ما استمعنا إليه على ايامنا هذه أن الرجل سيبيع منزله حتى يمول حملته الانتخابية اقتداء بصاحب الكتاب الرئيس المفدى :
''ما أنظفنا ..ما أنظفنا ونكابر "

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire