في
حكومتنا الموقرة رجل بدين اكتنز الشحم واللحم.... وهو يعمل طول النهار... يفهم في
الاقتصاد توريدا وتصديرا ... ويُنظّرُ في السياسة والترقيات والتعيينات وقانون
الوظيفة العمومية ويفقه في المسائل الأمنية والعسكرية ويفهم في القضاء وقواعد
العدالة الانتقالية ... وهو رجل الرجال في الإعلام ووسائل الاتصال.... أما في
الصناعة وفي مجال الطاقة بالتحديد فهو المهندس الذي لا مهندس قبله أو بعده هو الذي
لا يشق له غبار ولا يضاهيه غيم ولا عارض...وصاحبنا يا سادتي بستاني اختص في
البستنة منذ العام 2001 ... فلما قذفت به الأيام إلى أتون السياسة لم يجد سوى
المعاول والمناجل لينحت من صخر ويغرف من بحر قائلا : ليتني كنت حطابا فأهوي على
السياسة بفأسي . هو ذاك نضال الورفلى
مفرد في صيغة جمع ..
وفي حكومتنا هو سيد يحكم كل الأسياد, قد فوضه رئيسه أن
افعل ما أنت فاعل فإن في تونس قوما قاعدين يخافون الشمس, يرهبون من الفَوْت,
يأخذهم في كل سنة وسواس شيطان... هل عرفتم سيدنا انه ولا شك سيدي ومولاي نضال
الورفلي وزير الوزراء وحاجب الحجاب, قدس الله سره.
يا فلان ... يا ابن فلان...قد جاع الناس وضجوا ... وما عاد في
قدرتهم شراء كسرة خبز... الخبز صار قوت الأغنياء... أما سائر القوم فإنهم يأكلون
خبز المزابل.... تراهم في الخرابات ينبشون ركاما من نفايات المدينة الحديثة
المعاصرة... والدولة في خير ونعيم.
هذه هي المدنية ... وهذا هو التقدم والرقي... وتلك هي
عدالة العدالات...
قد اجتمع الأعيان من حكومتنا في دار الندوة... وقرروا فرض إتاوات
على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل, يدفعونها إلى الحاكم بأمره كل عام...
فإذا حال الحول أرسل الحاكم في طلب الضرائب, ومن عجز أو امتنع
فجزاؤه أنه جزاؤه, بأن تصادر داره وسيارته وما ورثه عن أبيه, ثم أن يلقى في السجن
سبع سنين عجاف.
اجتمع الأعيان في دار الندوة بالقصبة فدبروا وفكروا بأن يزاد في
مقدار الضريبة ضعفين وثلاثة أضعاف...
قام تاجر في المدينة مُناديا:" يا قوم, ما يأتيه أبو نضال
وزمرته, فعل حق يُراد به باطل...يا قوم... إذا ما ارتفعت الإتاوات, فانه الخراب,
خراب العمران... سينقبض أمل الناس في العيش والعمل, وسيصيبهم غلاء مُشطّ
وعُسْر شديد... يا قوم...علبة التبغ ثمنها خمس دينارات... يشتريها الفقير من
السوق السوداء بدينار واحد... أي حماقة هذه, وأي عُتْه, وأي جُنون...
ماذا أنت فاعل ببضاعتك يا نضال؟؟؟ لمن ستبيعها للجن أم للشيطان؟؟؟
أهل بلدك تركوا سجائرك للكساد, وقس على ذلك في المأكل والمشرب
والبناء وقطع الغيار ... هل فهمت الآن أصول التجارة والاقتصاد.
هل بعت الدخان يا نضال؟؟؟ أم بعت الأوهام ؟؟؟
أراك تخبط خبط عشواء وليس لك والله في سياسة الناس منال...
ولا أراك حَفيًّا فهّيمًا في الاقتصاد... ولعلّي بَاخعٌ قومك بسوء المَآل, وخراب
الديار, وجدْب الأرض, وقُعود الهمة... وإني لأدعوك خالصا إلى أمرين: إما الرحيل,
وإما أن تستنجد بأهل الخبرة والإصلاح... "
اللهم هل بلغت... اللهم فاشهد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire