قصة الحال تحمل في طياتها فصولا من
الغرابة ... و قصة الحال عمرها فاق 11 سنة و لم تنته بعد ابوابها رغم أن الحق
بارز للعيان و التجاوزات واضحة و
بارزة ... و قصة الحال تعيدنا الى القصص
الحاصلة في البنوك و تتعلق
ببنك كان محل اطماع الفرنسيين ثم
الخليجيين قبل أن يكون في مرمى المخلوع
ونعني به الاتحاد الدولي للبنوك ... و مدار الحكاية على مقاول
سطع نجمه ثم خفت ثم احيل
على الافلاس بل و تم نهشه
نهشا و سلبوه ماله و اكل الزمان
عليه دهرا و داهمه الكبر واعتلاه الشيب و ادمته الظروف
و صروف الحياة فبعد أن
كان يتصارع مع
الحجر الصلب و الاسمنت تداعى و ضعف
و هزل و صار منهك القوى بلا جهد ... هو يوسف المخينيني
الذي تفطن الى ان حسابه البنكي المفتوح
في الاتحاد الدولي للبنوك تلاعب به يد العبث فسارع
الى الاتصال بالقضاء فانصفه في طوره الابتدائي ...
تفاصيل الواقعة
يعمل يوسف المخنيني مقاول بناء
بالقيروان منذ سنة 1975 و قام بفتح حساب
بنكي تجاري بالاتحاد الدولي البنوك
بمساكن منذ شهر جوان
من سنة 1996 تحت عدد 121505000580000243704... اعلمه رئيس
الفرع ان عثمان
الصريدي صاحب شركة المصرف
المساكني للبلاستيك و الكهرباء و
الحديد مختصة في بيع مواد البناء و طلب منه
التعامل معه و فعلا بدأ
التعامل معه حيث يقتني
من لدنه في كل مناسبة كميات متفاوتة
من مواد البناء ويقدم على خلاصه
بواسطة كمبيالات الا و انه
نظرا لكون حسابه لا يتوفر على
الرصيد الكافي لتغطية معين الكمبيالات فقد عرض عليه رئيس الفرع البنكي
اقتراض مبلغ مالي بواسطة كمبيالة من المزود الذي يتعامل معه
فاتصل بالمعني بالأمر الذي قبل
اقراضه مبلغ 10 ألاف دينار موثقة بكمبيالة مسحوبة
على حساب شركة عثمان الصريدي و سلّمه في المقابل
كمبيالة يحل اجل
خلاصها على دفعتين ...و قام بإيداعها في حسابه
البنكي.
... في سنة 2003 توصل بمكتوب صادر
عن الاتحاد الدولي للبنوك تضمن
انه مدان للبنك
بمبلغ قدره 15 ألف دينار فاستغرب الامر
و قام بمراجعة حساباته البنكية فتبين
انه له لم يقع ايداع
الكمبيالة الاولى المقدرة ب10 ألاف دينار
بحسابه مع وجود عمليات
سحب مبلغ مقدر ب 50 ألاف دينار مسحوب
بواسطة كمبيالة و صكوك "chèque volent "ليس
له بها
علم و لا يتعامل بواسطته
بالمرّة كما تفطن
الى وجود عملية سحب
مبلغ مالي قدره 5 الاف دينار
بتاريخ 5-11-1997 من حسابه
المذكور وهي عملية عادية
حيث تم خلاص معين كمبيالة الاولى
التي سبق ان مكنتها للمدعو عثمان
الصريدي إلا انه و بالرغم من ذلك
فقد تم سحب مبلغ
مالي قدره 5 الاف دينار بتاريخ
6/11/1997 حسب نسخة من كشف
الحساب لشهر نوفمبر 1998 كما تفطن
الى عملية سحب مبلغ قدره 4.957 دينار من حسابه بتاريخ 20/11/1997 و ذلك حسب نسخة
من الكشف الحساب المتعلّق
بشهر نوفمبر 97 و تفطن الى عملية
سحب مبلغ قدره 5 ألاف دينار
من حسابه بتاريخ 12/01/1998 كما تم سحب مبلغ جملي قدره 9 ألاف و 967 دينار بدون موجب
من جراء هذه العملية مع الاشارة انه لم يقع خلاص
الكمبيالة الثانية التي يحبل
اجلها بتاريخ 31/12/1997 بقيمة 5
ألاف دينار بتاريخ 4/ 5/1998بالرغم من ان الكمبيالة الثانية مظهرة
بطابع البنك الذي يحمل تاريخ
11/9/1997.
فضلا عن كونه تفطن
الى عملية سحب مبلغ مالي
قدره 24 ألف دينار من حسابه بتاريخ
7/1/2000 و خلال ذات الشهر توصل من
البنك بإعلام بعدم خلاص
صكين الاول بقيمة 1000 دينار و الثاني
بقيمة 900 دينار فاستغرب الامر و
اتصل برئيس الفرع فلم يقدم له ايضحات في الغرض
و قام بعد ذلك بتنزيل لمبلغ مالي
قدره 24086دينار بحسابه بتاريخ 31/01/2000
و تمت تسوية وضعية الصكيّن و هذا و بمزيد التثبت و مراجعة
الكشف الحسابي المتعلق بشهر جانفي من سنة 2000 تفطن الى عملية سحب
أخرى لمبلغ مالي قدره 1700 دينار من دون علمه
...
بعد ان تفطن
المقاول الذي احيل
على الافلاس الى مجموع عمليات السحب غير القانونية و خاصة تلك
المتعلقة بالصكوك الداخلية التي لا
يستعملها المقاول طلب من الفرع البنكي الممثل في شخص رئيسه بتمكينه من نسخ الصكوك
فطلب منه مبلغ 900 دينار لفائدة
الفرع حتى يتسنى له الحصول على نسخ فقام بمراسلة المقر الاجتماعي للبنك في تونس العاصمة و لم يتوصل
الى نسخ من البعض منها إلا خلال شهر جانفي من سنة 2005 حيث
تبين ان الصكوك ارقام 72192 و بقيمة 2000 دينار و الصك
رقم 81819 بقيمة 300 دينار و الصك
رقم 72743 و رقم 395292 و 394358 و القائمة تطول
لم يمض عليها بخط يده
و تحملون لإمضاء مقلّد عنه
كما فوجئ الى وجود
نسخة من صك داخلي بقيمة دينارا
واحدا وهو مبلغ لم يقم بسحبه بالمرة من حسابه ...
تقرير الاختبار
دون الخوض في
غمار التفاصيل فان ما
يمكن التأكيد عليه ان الخبير العدلي محمد رضا العامري توصل الى استنتاجات دقيقة
حيث جاء في تقريره المقدم
الى رئيس الدائر ة التجارية
بالمحكمة الابتدائية بسوسة بتاريخ
10 مارس 2010 أن المبلغ المنهوب من حساب المقاول يوسف المخنيني بلغت 29.339,062دينار ووزعت كما يلي
:
-
مبالغ سحبت
بموجب صكوك كنتوار بمجمع 16 الف دينار
-
صك مسحوب بتاريخ
10/12/1999 من كنش المدعي الذي تبين أن السلسة
غير مطابقة للسلسلات المتعامل بها
في ذلك التاريخ بمبلغ
قدره 4 ألاف دينار .
-
عمليتا
تحويل بمجموع 9.276,535 دينار
القضاء
ينصف
القضاء بدوره و المتمثل في
المحكمة الابتدائية بسوسة قد
اصدرت عند انتصابها
في المادة التجارية بتاريخ الثلاثاء
22/02/2011 حكما بإلزام
المدعى عليه و نعني به الاتحاد
الدولي للبنوك في شخص ممثله القانوني بأن يؤدي للمدعي 29.339.062 دينارا بعنوان أموال مودعة لديه
مع الفائض القانوني التجاري بداية
من تاريخ رفع الدعوى ... هذا و استأنف
البنك الحكم في
انتظار ما سيؤول اليه القضاء
المقاول تحت الصفر
ما يمكن ذكره والتأكيد عليه ان
يوسف المخينيني ظلمه الزمن
و بعد أن كان نجما في المقاولة
هوى و تشير بعض الاخبار
المتوفرة انه عجز عن مداواة احد
اقاربه و عن توفير لقمة العيش لعائلته
الموسعة كما وجد ابناؤه انفسهم
في مرمى الخصاصة بل حتى بعض
المعدات المتبقية التي يمكن
ان يستغلها ابناؤه لتدوير عجلة الاقتصادية معطبة و لم يجدوا من المدخرات ما تجعلهم يصلحونها ... وهي حالة انسانية كان على هذا
البنك أن يراعي سنّ هذا الرجل
اعلنها امامنا انه ملّ
القضاء و الوثائق غير انه مصرّ على انه
ما ضاع حق وراءه طالب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire