كانت صحيفة " الثورة نيوز
" قد نشرت بتاريخ 29 نوفمبر 2013 مقالا مقتضبا عنوانه " فضيحة بالجلاجل تتعلق بمنتوجات شركة
العجين الغذائي "رندة" وفيه أشارت إلى أن كميات كبيرة من منتوجات شركة
العجين الغذائي "رندة" ببن عروس غير صالحة للاستهلاك بحكم انتشار حشرات
وديدان داخل معلبات "500 غ" الخاصة بالمقرونة بجميع أصنافها وأشكالها
رغم أن تاريخ الصلوحية المدون على المعلبات يصل إلى حدود جوان 2015.
وبينت كيف أن الحرفاء سجلوا عديد التشكيات من حرفاء الشركة بمختلف مناطق البلاد (تجار جملة – تجار تفصيل - مستهلكين) والذين أكدوا على أن شركة آل حشيشة (محسن حشيشة وابنه فتحي حشيشة ) ترفض مبادلة البضاعة التالفة والفاسدة رغم إضرارها بسلامة المستهلك . ولما كانت صحيفتنا تتعهد ملفاتها بالمتابعة فقد تمكنت من الحصول على وثائق حصرية تبين جميع تفاصيل الحكاية التي شغلت التونسسين لما تناهى إليهم خبر " غزوة السوس " لعجين رندة وهي وثائق تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن شركة رندة بسوسها قد أضحت تمثل خطرا حقيقا على صحة المواطن .
وبينت كيف أن الحرفاء سجلوا عديد التشكيات من حرفاء الشركة بمختلف مناطق البلاد (تجار جملة – تجار تفصيل - مستهلكين) والذين أكدوا على أن شركة آل حشيشة (محسن حشيشة وابنه فتحي حشيشة ) ترفض مبادلة البضاعة التالفة والفاسدة رغم إضرارها بسلامة المستهلك . ولما كانت صحيفتنا تتعهد ملفاتها بالمتابعة فقد تمكنت من الحصول على وثائق حصرية تبين جميع تفاصيل الحكاية التي شغلت التونسسين لما تناهى إليهم خبر " غزوة السوس " لعجين رندة وهي وثائق تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن شركة رندة بسوسها قد أضحت تمثل خطرا حقيقا على صحة المواطن .
أول المأساة حشرة ثم تنهمر
المتضرر في هذه الحالة يدعى لطفي بن مبروك الزرقي وهو صاحب مغازة لبيع
المواد الغذائية بالتفصيل كائنة بنهج
إبراهيم بن الأغلب بومهل البساتين عدد 88
اقتنى من" شركة الهادي الورسيغني
وأبناؤه" ( شركة مختصة في بيع المواد الغذائية بالجملة ) مقرها شارع المحطة حمام الأنف كمية
من المقرونة التي تصنعها شركة رندة ومقرها المنطقة الصناعية ببن عروس ببئر
القصعة. وكان المتضرر يدير تجارة مربحة،
ولكن دوام الحال من المحال فقد زاره السوس يوما فكانت المأساة .ذلك أن إحدى حريفاته
تفطنت إلى وجود حشرة السوس داخل علبة من
علب المقرونة وذلك بالرغم من أن تاريخ
انقضاء صلوحيتها يكون في 06/07/2015 أي ما يعني ضرورة أن تاريخ الصنع هو
07/07/2013 . وقد احتجت هذه الحريفة احتجاجا عنيفا على مرأى ومسمع من الجميع وهو ما ألحق بالتاجر أضرارا مادية ومعنوية جسيمة انتهت به إلى حد غلق
المغازة والتوقف عن النشاط كليا .
رحلة البحث عن الحق
ولما كان
وجود حشرة السوس يمثل خطرا على سلامة المستهلك وصحته وحفاظا على حقوقه لم
يجد التاجر من حل سوى إجراء محضر معاينة في الغرض بواسطة عدل التنفيذ لطفي الرويسي
حسب محضره المضمن تحت عدد 1873 بتاريخ 05/10/2013 . وجاء في نص محضر المعاينة ما
نصه أن العدل المنفذ توجه إلى مغازة لطفي
بن مبروك الزرقي المعدة لبيع المواد الغذائية العامة وبالدخول إليها والطواف بها
من الداخل عاين أنها مهيأة فعلا كمغازة لبيع المواد الغذائية العامة ، بالنظر إلى
السلع المعروضة على الرفوف والمعدات المركزة بها ، وحيث عاين وجود كمية من
المقرونة نوع " رندة " وهي من فئة 500 غرام من نوع " البلومة
" وبمعاينة عدة علب منها تبين أنها
تحتوي على حشرة صغيرة سوداء " سوسة " وقد عاين أن الحشرة هي حية وتتنقل
داخل الغلاف البلاستيكي بين قطع المقرونة . وبناء على هذه المعاينة صدر إذن على
العريضة عدد 89833 عن المحكمة الابتدائية بتاريخ 6/12/2013 وتم تكليف محمد الحبيب زفزوف
خبير عدلي لدى المحاكم في متعلقات التغذية والصناعات الغذائية معاين أضرار لدى
شركات التأمين لإجراء اختبار قصد معاينة المواد الغذائية المذكورة بالعريضة وتشخيص
الأضرار الحاصلة لها .
تقرير صادم
ذكر الخبير أنه بالتدقيق في
البضاعة المعروضة وفحصها بالعين المجردة ثم بمرآة مكبرة وقع جلبها للغرض تبين وجود
غرف عجين المقرونة وخاصة منها الببوش والبلومة والحاملة لتاريخ الإنتاج 07/07/
2013 بحشرات سوس صغيرة الحجم لونها بني غامق بعضها يتحرك وأخرى ميتة لها خرطوم مستطيل يتراوح طوله بين 3
و 5 مم لا تطير ، وأضاف أنه بتفحص قطع
العجين لاحظ وجود ثقوب صغيرة به غير منتظمة وبها أجياب بيضاء اللون . واشار إلى
وجود أجزاء من هذه الحشرات بنية اللون داخل الكيس . وانطلاقا من هذه الملاحظات
العلمية الدقيقة بنى الخبير العدلي تقريره
ومما جاء فيه أن غزو سوسة القمح خاصة
لأكياس عجين المقرونة من نوع الببوش والبلومة والفل 2 الحاملة لتاريخ الإنتاج
07/07/2013 وبكثافة متفاوتة بالنسبة إلى بقية المنتوجات المعروضة والمعاينة وهذا
ما جعله يستخلص أن عملية تكوين هذه الحشرات حصلت بمخازن المصنع . وبين أن المخازنتمثل
المكان الأمثل لتواجد هذه الحشرات وتوالدها .
كما أشار الخبير إلى أن التلوث العرضي أو
التبادلي هو الأرجح في صورة الحال وذلك حين تخزين المنتوجات النهائية لهذا المصنع
والتي تمثل الحلقة الأولى في ترويج المنتوج والتي تعتبر المسؤولة الأولى على ضمان
سلامة المنتوج بناء على ما حدده المشرع من
خلال ما تضمنه القانون عدد 117 لسنة 1992 المؤرخ في 7 ديسمبر 1992 والمتعلق بحماية
المستهلك بالعنوان الأول في سلامة المنتوجات الفصل الثالث الذي ينص بالحرف الواحد
" يتعين أن يتوفر في المنتوجات ما يضمن تحقيق الغاية المشروعة أو المرجوة
منها وعدم إلحاق الضرر بالمصالح المادية للأشخاص أو بصحتهم عند الاستعمال العادي
" كما تضمن الفصل العاشر من هذا
القانون تحديد المسؤولية والذي ينص بالحرف الواحد " يكون المزود النهائي
مسؤولا عن الضرر الناجم عن المنتوج الذي لا يوفر السلامة والصحة المشروعة للمستهلك
إلا إذا ثبتت هوية من زوده بالمنتوج وأثبت كذلك عدم مسؤوليته عن الضرر الناجم.
كما أن الخبير وبعد أن عرض المراحل الحياتية للسوس وبناء على المؤشرات الكاشفة للعلامات التي
فحصها من خلال التدقيق في فحص مظهر قطع العجين
والتي ظهرت عليها ثقوب وعثوره على أجزاء هذه الحشرة التي كانت متواجدة في
كل صور مراحل حياتها من بيض ويرقات وعذارى وحشرات كاملة دلّ دلالة قاطعة على تلوث
الغذاء تلوثا شديدا بمخلفات الحشرات وهو الأمر الذي يجب معه رفض هذا الغذاء لأنه
يعتبر بكل المقاييس الصحية غير قابل للاستهلاك الآدمي وغير مطابق للقوانين
والقواعد الجاري بها العمل والتي تعرض للخطر صحة المستهلكين وسلامتهم فيكون بذلك
الإتلاف والإفساد الطريقة الوحيدة لوضع حد للخطر المهدد للمستهلكين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire