تعتبر المستشفيات والمؤسسات الإستشفائية قبلة المواطنين
الراغبين في العلاج و التداوي و خاصة ذوي الدخل المحدود، و لما كان الهدف من الثورة القطع مع الماضي والنهوض
بصحة المواطن وذلك بتوفير الخدمات الصحية الملائمة من جهة و بقطع دابر الفساد
المالي و استغلال النفوذ بالوظيفة العمومية لتحقيق منافع خاصة ، غير أن كل هذه
الأهداف لا تنطبق على المستشفى الجامعي سهلول بسوسة الذي أضحى مفخرة تونس في تعاقب
الأشغال والترميم و الإصلاحات المتكررة إلى ما لانهاية :
1/ ذلك أن العيادات الخارجية التي تم افتتاحها مؤخرا و
خاصة عيادات العظام التي تعتبر وصمة عار على جبين الإنجازات داخل المستشفى حيث
يفترض فيها ان تحد من أزمة الاكتظاظ التي يشهدها المبنى القديم للعيادات الخارجية
غير أننا نجد أنفسنا أمام آفة زحمة و ازدحام فالممرات ضيقة حيث لا يجد المريض
كراسي للانتظار أمام قاعة العلاج ، كما لا يكفي الممر(الرواق) لتمرير كرسي متحرك و
سرير ناقل في نفس الوقت،بل في أحيان كثيرة يضطر الطبيب إلى الخروج من قاعة الفحص
ليفحص المريض في الرواق باعتبار و أن بعض الأسرة الناقلة لا يمكن إدخالها إلى
القاعة و
اما قاعة الاشعة فهي لا تستجيب لأدنى ظروف راحة العون
والمريض وكذلك لمعايير النجاعة والسلامة المهنية وهذه الحال تنطبق على بقية
العيادات و لكن بحدة أقل .
و أمام هذه
الأزمة يتم التفكير حاليا في بناء عيادات أخرى خاصة بقسم العظام تكون أكبر و أوسع
تتماشى مع العدد الهائل للمرضى و حالتهم الخاصة، مما يعني عدم الانتهاء من أشغال
البناء و هذا يتطلب القيام بطلب عروض جديدة في الغرض و إعادة تمويل جديد بمال
المجموعة الوطنية لإصلاح الأخطاء بدل تجهيز المستشفى بآلات طبية منقوصة أو غيرها .
زد على ذلك فإنه
تم تدشين العيادات الخارجية الجديدة دون القيام ببناء نفق رابط بين العيادات
الجديدة و بين المستشفى كما هو الحال بالنسبة إلى نفق الصيدلية الداخلية للمستشفى
الأمر الذي جعل بعض المرضى يعانون الأمرين عند التنقل بين المستشفى و العيادات
الخارجية الجديدة .فقد وقعت العديد من
الحوادث تمثلت في سقوط البعض من المرضى من على اسرتهم المتنقلة من جراء عدم تهيئة
الفضاء وفقا لمعايير صحيحة رغم سبق الإشارة من أهل المهنة على ضرورة احترام تلك
المعايير وما ينجر عن عدم التقيد بها من اضرار بالمرضى وغير ذلك كحوادث السير على
سبيل الذكر ويزداد الامر تعقيدا بمجرد نزول الامطار او تعكر حالة الطقس .
2/ ومن جهة أخرى فإنه يتم التعامل بسياسة المكيالين عند
خلاص المزودين فمنهم من يتم خلاصه في وقت قياسي و منهم من ينتظر في طابور الخلاص(من
يغدق العطية يستخلص قبل البقية ....) كما يتم السعي لاستبدال المزود الحالي لغسيل
الثياب بمزود آخر( المزود القديم "فاست سرفيس" تحت اسم جديد "اليد
البيضاء"علما وان لهذا المزود القديم الجديد له تاريخ حافل يعرفه القاصي
والداني (المتمعشون يتولون التغطية عليه رغما عن عدم تقيده بكراس الشروط ...)
3/ و بالنسبة إلى السيارات الإدارية فقد أثقلت كاهل
المستشفى بوصولات البنزين و مصاريف إصلاح السيارات و لباحث أن يبحث كم تكلفت على
المستشفى منذ عشر سنوات فسنفاجأ بالرقم الذي تجاوز كل التوقعات وقد استفحل الامر
في الماضي القريب وخاصة بعد التغيير
الحاصل على راس الادارة العامة وبمباركة منها في العديد من الحالات
4/ فيما يتعلق بالعيادات التكميلية الخاصة فقد عرف بعض
رؤساء الأقسام الإستشفائية بثراء فاحش جراء تمتعهم بهذه الخدمة حيث تزداد أملاك
رئيس قسم الكلى و المجاري البولية يوما بعد يوم رغم منعه من ممارسة هذا النشاط
.أما بالنسبة إلى السيدة آسيا بوغزالة رئيسة قسم أمراض القلب فهي لا تزال تقوم
بفحوصات على المرضى داخل مكتبها حيث تبلغ أجرة الفحص الواحد على المريض 40 دينارا أجرة
الفحص و 80دينارا أجرة الكشف بالصدى والذي
لا يقدر على الدفع فعليه الانتظار الى ان تزداد حالته تعكرا .(عدم التساوي في
العلاج والتداوي بين من له المال ومن فقده)
5/ زد على ذلك أن السيدة كلثوم التليلي رئيسة قسم الأشعة
متواجدة بالغياب ، إضافة إلى استعمالها للسيارة الإدارية عند تنقلها إلى تونس
العاصمة رغم تمتعها بوصولات التزود بالبنزين و النقطة الأخيرة تنطبق على رئيس قسم
أمراض الكلى ( تصفية الكلى).
6/ و فيما يتعلق بقسم جراحة القلب و الشرايين فمنذ افتتاح
مصحة "الكرنيش" التي يشرف عليها
الدكتور كمال النابلي ( الرئيس السابق
للقسم ) فإنه يتم تحويل المرضى المتمتعين
بنظام التغطية الإجتماعية لدى الصناديق
الإجتماعية من المستشفى إلى المصحة مما أدى إلى انخفاض مداخيل المستشفى.وذلك
بالتنسيق بين قسم امراض القلب وقسم جراحة القلب (المواطن البضاعة )
لقد أصبحت المؤسسات الإستشفائية كعكة يتسابق أصحاب
النفوذ لاقتسامها للفوز بأكبر جزء منها وهو أمر آلت اليه منظومة الصحة العمومية
بمفعول نخرها بسرطان النشاط التكميلي وغياب الرقابة على سير عمل الادارة العامة و
الاقسام الاستشفائية (حاميها حراميها ) .






Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire