شكرا للبلد الذي يحمي ظهورنا ، ويحرس ثغورنا، شكرا للبلد الذي يردّ علينا طوابير الأعداء ،شكرا
للبلد الذي لا يبتغي لتونس فصولا من قصة داحس والغبراء ... شكرا للجزائر التي أنفقت في السّراء والضراء ولم
تبخل على سياحتنا ووهبت الودائع والقروض ولم تفسدها كغيرها من بلدان الخليج بالمنّ
والأذى ولا بالتفاخر والرّياء...شكرا للجزائريين الذين ظهروا أبطالا عُربانا
وكانوا للتونسيين أصهارا وأختانا... شكرا للجزائريين الذين جنّبونا حربا ضروسا ووقونا طحين تقاتل شبيه بما يحدث في ليبيا اليوم
وما حدث يوما في حرب البسوس ...شكرا لبلد "المليون شهيد" الذي ذاق
مرارة الإرهاب لسنوات طوال ولم ُيردْ للتونسيين أن يشربوا من الكأس التي شرب منها
الحنظل والعلقم .." ومن رأى السّم لا يشقى كمن شرب" ..شكرا لبلد "
المليون شهيدا " الذي لم يترك التونسيين كالأيتام في مأدبة اللئام..بل كان
لهم خير العون وخير النصير وولي إنجادهم ..
فتونس إن تنسى فلن تنسى أنّ رئيس الحكومة السابق الباجي قائد السبسي لما
استجار بالجزائر في الأيام الأولى للثورة لبى أهلها النداء وهرعوا إليه قائلين " إن
خير من استأجرت القوي الأمين " وظلت الجزائر شعبا وحكومة تشدّ أزر التونسيين
في كل النوائب وتخفف من وقع جميع المصائب رغم أن الجزائر وعلى جميع حدودها تواجه أخطارا أشد ّفتكا من الأخطار التي تحدق بتونس وتتربص بها ...
فلولا هذا البلد الأمين الذي استرقت مخابراته المتطورة السمع إلى شياطين الإرهاب الذين قدموا إلى تونس نهاية الاسبوع الماضي من الأراضي الليبية مدججين بما خف وزنه وثقل فتكه بالعباد والبلاد لدهى تونس أمر لا عزاء له ولرأيت أهلها حيارى لا دليل لهم بل لرأيتهم سكارى وما هم بسكارى ولكن وقع الإرهاب شديد .
فلولا هذا البلد الأمين الذي استرقت مخابراته المتطورة السمع إلى شياطين الإرهاب الذين قدموا إلى تونس نهاية الاسبوع الماضي من الأراضي الليبية مدججين بما خف وزنه وثقل فتكه بالعباد والبلاد لدهى تونس أمر لا عزاء له ولرأيت أهلها حيارى لا دليل لهم بل لرأيتهم سكارى وما هم بسكارى ولكن وقع الإرهاب شديد .
ولعله ليس من الغريب أن تكون الجزائر خير حام لثورتنا فهي على مرّ التاريخ
أكدت أنها الأم الحنون والأخ الرؤوف زمن الحرب وزمن السلم . ففي الحروب نذكر
ونتذاكر ذلك المشهد المهيب الذي اختلطت
فيه دماء التونسيين والجزائريين في ساقية
سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958 معلنة أن تاريخ الشعوب يكون مزورا حين يكون بلا دماء ..وما
أشبه اليوم بالبارحة، فساعة أرادات جحافل الإرهاب أن تدك جبل الشعانبي دكّا وقف
لها جبابرة الجزائر وجيشها صفا صفا..وفي
زمن السلم وبعيد استقلال تونس عملت الجزائر ما وسعها على تركيز صناعة ثقيلة في تونس ولكن الفساد الذي عشش في
بلدنا وفرخ ذهب بتلك الصناعة الثقيلة وجعل موازينها خفيفة .. ونرى الجزائر اليوم
لا تدخر جهدا من أجل أن يستعيد الاقتصاد عافيته وما الودائع التي وهبتها وما
سياحها الذين يتوافدون على بلادنا كما لم يتوافد أحد إلا أدلة ساطعة على أن الجزائر
كريمة أهلها كرام ..
وباختصار فالإرهابيون يشعلون الحرائق في تونس والجزائر تطفيها،هم يفتحون
الأبواب وهي تغلقه،هم بدؤوا المأساة والجزائر بحول الله ستنهيها .. وليس لنا أمام
هذا كله إلا أن نقول إن تونس ستبقى مدينة
للجزائر إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين لأن مزاياها لا تعدّ ولا تردّ وليس لنا إلا أن نقول لإخواننا الجزائريين : شكرا وألف
شكر...شكر الله سعيكم وأعظم أجركم وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire