samedi 22 février 2014

قراءة في مسار الإرهاب في تونس: الأيادي المرتعشة لا تضمن الأمن... بل تفرخ الإرهاب





يبدو أن حكومة المهدي جمعة لن تذوق طعم الراحة إلى حين البلوغ إلى الانتخابات المرتقبة هذا إنحالفنا الحظحيث وجدت هذه الحكومة نفسها في طريق ملؤه الألغام سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أوالاجتماعي أو الأمني بالنظر إلىالإرهاب الذي ضرب البلاد في الجبل وفي السهل وعلى السواحل حتى بات الأمر ينذر بإعادة السيناريو الجزائري الذي خلف أكثر من 200 ألف قتيل خلال اقل من عقد من الزمن...هذه الوضعية الأمنية الكارثية التي تنذر بالخراب وبتفكك الدولة وتحطم أساساتهاكانت دون أدنى شك نتيجة لتراخي حكومتي الإخوان في التعاطي مع مسالة التطرف الديني منذ البداية رغم تكرار صيحات الفزع من جميع التونسيين دون استثناء أحزاب معارضة ومكونات المجتمع المدني وإعلام وغيرها منالأطراف الحريصة على مصلحة الوطن ...الحجر في تونس كاد ينطق ومنذ البداية من اللامبالاة التي وصلت إلى حد التواطؤ ومن الاستهتار وانعدام الجدية في التعامل مع أكثر الظواهر والفاعلين خطورة على استقرار البلاد وأمنها من طرف حكومتي الجبالي والعريض ومن خلفهما حزبهما المهيمن على السلطة في البلاد بمعية رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي الذي انتهج سياسة ابى حتى المجانين ان يتقبلوها فما بالك بالعقلاء ...


تواطؤ ولامبالاة تجاه الجماعات التكفيرية الجهادية

حيث مباشرة بعد الثورة انتهزت التيارات الدينية المتشددة ومن لف لفها من هؤلاء الذين يحملون للفكر التكفيري والجهادي وعلى راسهم الدعاة والوعاض الذين يخدمون أجندات وهابية مختلفة التسيب والفوضى وضعف السلطة التي شهدته البلاد واتخذوا من منابر المساجد والخيمات الدعوية والفضاءات الإعلامية والجمعياتية المأجورة لبث سمومهم في عقول الشباب الذين ينحدرون من مختلف الطبقات الاجتماعية وخاصة منها الطبقة الفقيرة وقد تكرس كل ذلك بوصول النهضة الى السلطة بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 ومنذ ذلك فتحت الأبواب على مصراعيها لتعشش الجماعات الإرهابية وتفرخ وتنشط بجميع فروعها الدعوية الوهابية والجهادية والسلفية وبدا بذلك الإرهاب الفكري والمادي يهدد المجتمع التونسي ...


والتشجيع على الإرهاب لم يكن من منطلق فكري راجع إلى الفلسفة العامة لحركة النهضة فقط بل أصبح موجودا على ارض الواقع بإجراءات وقرارات اتخذتها حكومتيها وكانت كلها تصب بطريقة أوبأخرى بصفة مباشرة او غير مباشرة لمصلحة الإرهابيين الطامعين في تقويض الدولة والسيطرة عليها وصولا الى حد أفغنتهاإذ في كل مرة يقع الكشف فيها على تحرك من تحركات هؤلاء الإرهابيون إلا وتقابلها حكومة العريض التي تعتبر صورة مطابقة للأصل لحكومة الجبالي باللامبالاة والسكوت وبسياسة النعام ونتذكر في هذا الصدد جيدا كيف عندما وقع الكشف عن مراكز تدريب لجماعات إرهابية في الشعانبي سارع علي العريض عندما كان وزيرا للداخلية وعلى لسان طروش بتكذيب ذلك واعتبره مجرد أشخاص عاديين يقومون بالرياضة وفي كل مرة يكشف فيها الإعلام عن حركات المريبة للإرهابيين سرعان ما تقابله الحكومةبوصفه إعلام العار الذي يسعى إلى تعكير الصفو العام ونفس أسلوب التواطؤ واللامبالاة تعاملت به مع الداعين والمحرضين لارتكاب العنف ضد الدولة وضد الرموز السياسيين الذين يصفونهم بالطواغيت عبر المساجد وعبر مختلف المنابر الإعلامية ...


وقد أدى كل ذلك الى الاغتيلات السياسية وكانت ضحيتها المناضل شكري بلعيد في مرحلة أولىأدتإلى استقالة حمادي الجبالي وتعويضه بعلي العريض في حركة تمويهية ومسرحية رخيصة ثمن في مرحلة ثانية اغتيال الشهيد الحاج محمد البراهمي وبعد الاغتيالات السياسية دخلت تونس في مرحلة إرهابية بامتياز حيث ثارت الألغام في الشعانبي لتسفر عن قتل امنيينا وجنودنا كما وقع في عديد الأحداثالأخرىإفراغ مخازن الرصاص في صدورهم وذبحهم في كمائن نصبت لهم من أيادي الغدر الإرهابية وقد تطور الأمرإلى حد نصب الكمائن للأمنيين والعسكريين في قلب المدن وعلى الطرقات وذلك بعد التنكر بلباس العسكر على طريقة القاعدة في المغرب الإسلامي التي تعاني منها الجزائر إلى يوم الناس هذا ومثلما حدث مؤخرا في جندوبة....


تواطؤ مع التهريب والمهربين

حيث يعتبر التهريب الوجه الآخرللإرهاب وهو بمثابة الإرهاب الاقتصادي لكنه كذلك دعامة وركيزة أساسيةللإرهابيين الذين يستمدون المئونة بمختلف أنواعها من المهربين مأكلا وملبسا وسلاحا وأجهزةاتصالات وحواسيب وغيرها وان اقتصر التهريب في العهد البائد على مجرد إدخال السلع والبضائع العادية بنسب متفاوتة إلا انه بعد الثورة وخصوصا خلال فترة حكم الإخوان ترعرع هذا التهريب بصفة ملحوظة وبات المهربون يدخلون الأسلحة المتطورة خفيفة وثقيلة وحتى المخدرات والعملة وفي كثير من الأحيان حتى الإرهابيين أنفسهم


 وما يبعث على الاندهاش في هذا الصدد أنالإعلام بالرغم من انه أكد بصفة تكاد تكون يومية على تنامي هذه الظاهرة إلى حد وصول السلاح إلى العاصمة والمدن الأخرى وحتى المناطق الساحلية إلاأن حكومة العريض ومن قبلها حكومة الجبالي انتهجت نفس سياسة الأيادي المرتعشة ولم تلتفت بتاتا إلى هذا الموضوع الخطير وتركت الحبل على الغارب بل وتفقت كعادتها تكذب وتعطي أرقاما زائفة وخيالية لتراجع نسب التهريب في عهدها والنتيجة أنالإرهابيين الآن لهم أسلحةأكثر تطور بمئات المرات من الأمن والعسكر التونسي وقد رفعت عديد التقارير في هذا الصدد بأسماء المهربين والمتواطئين معهم صلب الإدارة من ولاة ومعتمدين وإطارات في الداخلية  لكن لا حياة لمن تنادي وها نحن اليومواكبر دليل على ذلك والي القصرين محمد سيدهم الذي كان مورطا في التهريب صحبة صهره المدير العام الأسبقللديوانة محمد المدب لكن لم يقع حتى استجوابه ...


اختراق الجهاز الامني


حيث بالإضافةإلى إضعاف الجهاز الأمني عبر حل جهاز امن الدولة المسئول على العمل ألاستخباراتي الذي يلعب دورا هاما في الوقاية من الأخطار الكبرى قبل وقوعها او التحضير للتصدي لها ومقاومتها بكل سهولة وقع اختراق وزارة الداخلية بجهاز امن موازي يتحكم فيه حسب عديد المصادر من المكتب عدد 22 بالمقر الرئيسي لحركة النهضة بمونبليزير والذي يشرف عليه عبد السلام الخماري وفي هذا الإطار لا ننسى الدور الهام الذي قام به مهندس الأمن الموازي محرز الزواري قريب حبيب اللوز الذي عاث فسادا في الوزارة عبر منصبه الذي استغله لتعيين الموالين لحركة النهضة في الداخلية بالإضافةإلى التستر عن عديد الملفات التي تحرج الحزب المذكور


 ونتيجة لهذا السعي المحموم من طرف هذا الحزب للسيطرة على الوزارة وعلى الدولة بصفة عامة وجدت الجماعات الإرهابية منافذ لتزرع بعض الخونة الذين يمدونها بكل المعلومات اللازمة حول التحركات الأمنية ولعل الاتهامات الموجهة مؤخرا على خلفية حادثة جندوبة من طرف النقابات الأمنية وغيرها من الأطراف السياسية والاجتماعية الفاعلة لكل من آمر الحرس الوطني منير الكسيكسي ومدير إقليم الحرس الوطني بجندوبة لم تأتي هكذا من فراغ حيث بان بالكاشف حسب هؤلاء تواطؤ هذه القيادات الأمنية واستهتارها بعد ان وصلت لهم معلومات مؤكدة عن تحركات إرهابية بنفس المنطقة


 لكنهم لم يحركوا ساكنا مما يثير أكثر من نقطة استفهام حول تلك القيادات التي عينت من طرف علي العريض على أساس القرب والولاء وحول وزير الداخلية الحالي بن جدو الذي بدأت تظهر ملامح ولاءه الحقيقية للنهضة أوبالأحرى للعريض والغنوشي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فاحت رائحة انعدام كفاءته واثبت بعد ان غالطنا لمدة طويلة أن لا علاقة له بالأمن ولا بالداخلية وان حياده ليس سوى سراب في سراب ومجرد تمويه وضحكا على ذقون التونسيين ما دام لم يتحرك إلى حد الآن لوضع حد لهذه المهزلة بالوقوف فعليا في صف الشعب التونسي وأمنه عوض المشي في جنائزهم والاحتفاظ بالولاء للذين ساهموا في قتلهم بطريقة أوبأخرى ...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire