samedi 15 février 2014

شرف الدين قليل : تطابق وصفا و لفظا ... قليل العلم ... نحيل القد ... كالهرّ يحاكي انتفاخا صولة الأسد ؟؟




لا ننكر أننا ترددنا في الكتابة على من يسمي نفسه محاميا ذلك لاعتبارين اثنين  أولهما حبّنا  واحترامنا لأصحاب الروب السوداء خاصة الشرفاء  منهم خاصة و أننا  نؤمن حد النخاع "أن مهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً عن غير طريق الولادة، غنياً بلا مال..رفيعاً دون حاجة إلى لقب..سيداً بغير ثروة"  على حد تعبير «روجيسيو» كبير قضاة فرنسا في عهد لويس الخامس عشر، و الثاني حتى لا نزيد  شهرة  نكرة ونساهم  في إذاعة صيت اسم سطع نجمه و أصبح ظاهرة إعلامية لا غير ... و لكن جررنا جرّا إلى هذه المنازلة و ارتأينا في لحظة فاض فيها كأس الصبر أن نلتفت إليه رغم أن الحديث عنه  يعد ضربا من ضروب العبث و نزولا بمستوانا إلى درجة لا نريد النزول إليها خاصة   و أن الشارع  القضائي أدرك  و أنه  "مخنث" فكريا على اعتبار أن ّما يقدمه لا يتجاوز قيمته  مستوى حديث "حارازات" مع احترامنا لمهنتهن  اشد احترم ...


عرف ابن ولاية المهدية شرف الدين قليل بكنية "محامي الفصل 96" على معنى الفصل 96 من المجلة الجزائية الذي وظف لرفع آلاف العرائض والشكاوي ضد كل من هب ودب من كبار وصغار مسؤولي النظام البائد الذين رفضوا الاستجابة لرغبات المحامي المغمور الذي ركب على مجموعة ال25 واستغل علاقته برئيس المجموعة عمر الصفراوي وكذلك ثقة بقية زملائه ممن لم يدر بخلدهم بان القليل انقلب لاهثا وراء الكثير وبمراجعة قائمة الشكاوي المرفوعة نخلص إلى أن غالبيتها سقطت في الماء شكلا أو أصلا لغياب المؤيدات أو لتفاهة الشكاية. 


 نفخ الإعلام في صورته ...  و تعلقت همته  بقضايا الشهداء و الجرحى بحثا  عن نجومية زائفة  يبيع الكلام عبر  البلاتوات  و الشاشات  ...قدم نفسه في صورة  الشرس   حتى تراءى لعامة الناس أن الرجل  من صفوة المحامين العمالقة  بل  هزه الغرور إلى أن نطق ذلك بعظمة لسانه على الملأ على أثير إذاعة خاصة حتى صدّق العامة انه الفذ العملاق ورمزاً من رموز المحاماة وعلماً من أعلامها... و أطل عليهم و كأنه المدافع والمترافع عن الحق ...حتى ذهب إلى الظن أن السيد أعجوبة من أعاجيب  الدنيا أو يكاد  و على كثرة  حالة الصمت التي كانت تلازمه فقد اعتقد العديد  أن الرجل سابح في  لحظات تأمل يغوص خلالها في أفكار ورؤى تستعصي على كبار المحامين ، حتى وصل الاعتقاد إلى انه  من طينة نادرة لا يقض مضجعه  إلاّ ذلك التفاوت الرهيب بين أصحاب الثروة والسلطة وبين هؤلاء الفقراء البسطاء الذين تموج بهم الحياة من حوله في تونس  حتى رددت بعض ألسنة العامة " المنكوبة"  أن هذا الجسد النحيل يرفض الظلم الإجتماعى الصارخ الذي كان ومازال سمة من سمات الحياة التونسية ... و الحقيقة العارية أن صاحب المقام و موضوع المقال متربص من فئة الصغار ... استطاع أن يمرر صوته عبر وسائل الإعلام و أن يقدم نفسه  على أنه  المولود الجديد للثورة  وهو ليس إلا مولودا مشوها ... كما أنه لا يغدو أن يكون سوى فقاعة من الفقاقيع التي برزت بكثرة على سطح هذه الأرض إبّان الثورة.


 و لمن لا يعرف  صاحب المقام ... الساطع نجمه في وسائل الإعلام  .. انه شب عن الطوق بين جنبات مكتب  عمر الصفراوي  تلتف من حوله  الملفات ويستجيب لرغبات" الملاك" ... و ظل يلازمه  بعد أن منّ عليه و جعله في مجموعة ال25 التي استطاعت أن  تلبس الحق بالباطل و تعتمد على سياسة انتقائية  مقياسها معلوم و سعيها مشؤوم ...
 و قيل عنه في الكواليس انه  صانع مطيع للصفراوي حيث استغله بعد أن جعل له طاولة و كرسي من الأثاث المستعمل ربّما يكون اقتناؤه من سوق الملاسين  و جعله أداة تواصل و ربط  بينه و بين رجال الأعمال الذين قيل عنهم  أنهم متورطون في ملفات فساد  .
 و الجدير بالقول  أن صاحب اللسان الطويل   أعاد إلى أذهاننا  صورة   محامي الشيطان هذا المصطلح  الذي له وقع سيئ على الأذن، لكنه في الواقع لفظ يطلق عليه وهو الذي  يحمل آراء مختلفة، يراها البعض لا تتوافق مع المنطق أو الإجماع، على اعتبار ما تجود به قريحته ليعارض لمجرد المعارضة للقرارات القضائية  في محاولة منه لإثبات الذات وتسجيل الحضور ليس إلا، دون أن تكون مستندة إلى فكر نير وثقافة عميقة، وان كان التاريخ عرف محامي الشيطان في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وهو مفهوم يشير إلى محامٍ كانت تعينه الكنيسة لكي يجادل ضد القوانين التي يضعها المشرعون أو أعضاء المجلس الكنسي...فان تونس عرفت محامي الشيطان بعد الثورة في مكتب الصفراوي  وهو مفهوم جديد ذو صبغة تونسية  ازدانت به حياة المحاماة ...


 و لئن  أسرف صاحبنا  في الانتفاخ  إلى حد انه أصبح شبيها بالهرّ الذي  يحاكي صولة الأسد  فقد حافظ على ميزة أساسية  تتمثل في كونه  رجل الخطابة وصناعة الكلام, الذي يقف في المحاكم يلقي الخطب المنمقة باسم موكله ولصالحه في القضايا المدنية, ويدافع عن البريء وعن المجرم في محاكم الجنح والجنايات. ليكسب معيشته من هذه المهنة إلا انه  أكد بدل المرة مرات  أنها ليس قاصرا في الإلمام بكل متطلباتها فحسب  وإنما جاهلا بأصول المحاماة و برهن على ذلك من خلال ضعف الحجية  التي يستند عليها  و المستندات التي يرتكز عليها  و البراهين و المؤيدات التي يقدمها  فتراه  كالمخبول يتماهى في رحاب المحاكم فتارة  يجلب معه العلم الوطني إلى قاعة المحكمة العسكرية  للتأثير على القضاة متشدقا بالوطنية  و لمّا  تمت مطالبته من طرف هيئة الدائرة الجنائية بتقديم ما وعد به في قناة نسمة من وثائق تدين الأمنيين الموقوفين بتهمة إعطاء التعليمات بإطلاق النار. لم يتمكن من إعطاء و لو دليل واحد مما جعله يدخل في خلاف مع هيئة المحكمة التي أصرت على عدم الاستماع إلى الشعارات مشددة على ضرورة تقديم ما يثبت وجود تعليمات بإطلاق الرصاص و هو ما لم يحصل من طرفه  و طورا  يرفع  جريدتنا في يده  مطالبا بمحاكمتها زاعما أننا  نلعب دور تبييض  الجرائم الأمنية و نذود عنهم ... و هكذا دواليك ...
و الحقيقة الدامغة اليوم  أن  صاحب المقام  ... و الساطع نجمه في وسائل الإعلام ... انه  بعيد كل البعد أن يكون صديقا صدوقا، وأن يكون لديه  مودات بينه وبين جميع الناس. وأن يكون من أهل الرحابة والانفتاح،  وأن يكون متصالحا مع نفسه ومع الآخرين.


و لم يكن بالمرّة و بتاتا و أصلا و فصلا  جبّارا في حياته و لم يكن  يتحدى حديث الزور و البهتان ، و لم يمهس حتى مجرّد الهمس أنه سوف يقهره، ولن ينال من عزيمته.  كما لم يكن  يمارس مهنته بجدية وشرف واستقامة.  و لم يكن  حتما يستعين بالمراجع القانونية، ويقارع الحجة بالحجة. فلا سرعة بديهة  يملكها و لا عمق معرفة يحدوه ، و لا ثقافة واسعة يختزلها ونزاهة فكرية يحتفظ بها ... بل ظهر عاجزا عن تسويق أفكاره بأسلوب حواري متمرس فكانت لوائحه غير متقنة ومرافعاته غير مدروسة...
كنا نخال أن يعود صاحبنا إلى رشده وأن يكف عن إثارة البلبلة و بث الفتن و نشر الأقاويل في كل مكان وظننا أنه سيدرك يوما أن الفتنة اشد من القتل ...إلا أنه واصل في لحن المهازل دون مبالاة تدفعه نرجسية زائفة و تدغدغه مفردات التصابي ..دون أن يدرك  عن جهل أضافي أن تصابيه اهانة كبرى لمهنة المحاماة ...
و مثلما ترفعنا عن ذكر اسم شرف الدين قليل  ... ها أننا نترفع أيضا عن الخوض أكثر في نبش خنّاره  و سنكتفي بترديد ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله :

قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم   *  إن الجواب لباب الشر مفتاح .
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف  *  وفيه أيضا لصون العرض إصلاح.
فالأسد تخشى وهي صامتة   *  والكلب يخسى لعمري وهو نباح.


نادية الشراردي 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire