samedi 15 février 2014

مخازن ومساحات التّسريح الديواني أو الحلقة الضعيفة في المنظومة الديوانية المعتمدة: الديوانة زمن حكم الإخوان .... فضائح وخروقات وتجاوزات




تخصصت الثورة نيوز على مدى أعدادها السابقة في كشف المستور بجهاز الديوانة وساعدها اطلاعها على أدق تفاصيل سير العمل الديواني على الإبلاغ على عديد الاخلالات والخروقات والتجاوزات التي عصفت بهذا الجهاز الهام قبل الثورة وبعدها،  وبما  أن الفساد انتشر وعمّ كامل مفاصلها وبمعدلات غير مسبوقة زمن حكم جماعة الإخوان الذين نفذوا مخططا شيطانيا يقضي بالتمكن من أبرز أجهزة الدولة (الأمن – القضاء – الديوانة – الجباية -...) ولإنارة السبيل نواصل العمل على فضح ممارسات مقيتة اعتمدتها الحكومات الرشيدة لتطويع جهاز الديوانة لخدمة مافيا التهريب وعصابات الإرهاب ونخصص مبحث العدد لمخازن ومساحات التسريح الديواني التي تحولت إلى محطات رئيسية في عالم الكونترا والنطر . 


نظرا لضيق الفضاءات التابعة والملحقة بالموانئ البحرية التجارية (ميناء رادس – ميناء حلق الوادي – ميناء بنزرت – ميناء سوسة – ميناء صفاقس – ميناء قابس – ميناء جرجيس) تقرر خلال العهد البائد تمكين عدد من الخواص المحسوبين على النظام السابق من تراخيص إدارية لاستغلال مخازن ومساحات تسريح ديواني يعهد لها بتخفيف العبء على الموانئ التي تشهد ضغطا كبيرا وكذلك لتقريب الخدمات من المتعاملين مع الديوانة من موردين وتجار وصناعيين ومهنيين.
 ولكن انقلب دور مخازن ومساحات التسريح الديواني من داعم للحركة التجارية توريدا وتصديرا إلى مهدّم لاقتصاد البلاد بعد أن تحول إلى أداة  في يد مافيا التهريب مثله مثل عدد من شركات التجارة الدولية Off Shore ممن أحكموا استغلال ضعف المنظومة الديوانية المعتمدة وتواطؤ عدد من موظفي الديوانة الفاسدين ولينجحوا في ممارسة النشاط الممنوع "الكونترا" على مدار الساعة دون ردع أو محاسبة ولنا في تردي معدلات استخلاص المعاليم الديوانية وازدهار تجارة البضائع الممنوعة والمحجرة خير دليل على فشل المنظومة الديوانية وانقلابها من خدمة الوطن إلى خدمة أعداء الوطن ...


تعريف مخازن ومساحات التسريح الديواني

تعريفها حسب كراس الشروط العامة لإنشاء واستغلال وتسيير مخازن ومساحات التسريح الديواني ومخازن ومساحات التصدير هي المحلات المخصصة لقبول البضائع الموردة (مصادق عليه بقرار وزير المالية بتاريخ 02 / 09 / 2002) والتي لم يقدم بعد بشأنها تصريح ديواني مفصل أو لم تقع إعادة تصديرها اثر إيصالها إلى الديوانة والبضائع المتأتية من عملية العبور Transit  ومن جملة الشروط الواردة ضمن كراس الشروط Cahier des charges أن يقع المخزن في دائرة لا يتجاوز قطرها 30 كلم عن الميناء أو المطار كما لا تقل مساحة المخزن الدنيا المغطاة عن 750 مترا مربعا إضافة إلى ضرورة تجهيز المحل بالتجهيزات الضرورية للرفع والشحن والتفريغ والتخزين،  و لقبول البضاعة الموردة (تحت القيد الديواني) في مخازن ومساحات التسريح الديواني يتعين على المستغل للمخزن أن يقدّم إلى مكتب الإلحاق، تصريحا موجزا في الآجال المحددة وأن يحرص على أن تنجز عملية التسريح في تطبيق سليم للقانون.


حينما تتحول مخازن ومساحات التسريح الديواني إلى داعم للتهريب

عدد مخازن ومساحات التسريح الديواني الملحقة بمختلف المكاتب الحدودية بالبلاد يقارب المائة غالبيتها في إقليم تونس الكبرى(أكثر من النصف) والبقية موزعة على كل من صفاقس (9 مخازن) وسوسة (8 مخازن) والمنستير (3 مخازن) و... وهي في غالبيتها غير مطابقة لكراس الشروط المنظم وغير مرتبطة بنظام سندة كما تفتقر إلى أغلب التجهيزات الضرورية   المكتب الحدودي بسوسة يبلغ ثمانية إلى حدود أواخر سنة 2013 وهي في غالبيتها غير مرتبطة بنظام سند وتفتقر إلى أغلب التجهيزات الضرورية وهو ما حولها إلى قبلة بارونات التهريب لما توفره من مرونة في التعامل خصوصا وأن غالبية البضائع تتنقل من المداخل البحرية والجوية والبرية في اتجاه المخازن المذكورة دون مرافقة أو حراسة من أعوان الحرس الديواني وهو ما يوفر إمكانية تغيير البضاعة أثناء الطريق داخل عدد من المخازن السرية المنتشرة على طول الطريق .


أعوان الديوانة المكلفون  بمراقبة العمل داخل مخازن التسريح الديواني يستعملون رموز غيرهم للدخول خاصة لمنظومة سندة

الخروقات المرتكبة داخل جهاز الديوانة لتسهيل أعمال بارونات التهريب عديدة ومنها على سبيل المثال أن هناك من أعوان الديوانة المكلفين بالمراقبة الديوانية المستمرة  لمخازن التسريح الديواني ممن لم تسوّ بعد وضعية إلحاقهم (غياب قرارات تعيين) وبالتالي يفتقدون لرموز دخول خاصة بهم إلى منظومة سندة مما يدفعهم لاستعمال رموز لزملائهم السابقين مما ينجر عنه عديد التجاوزات الخطيرة وخصوصا استحالة تحديد المسؤوليات.


إدارة الحرس الديواني في خدمة النشاط الممنوع

من الأسباب الرئيسية لتغول مافيا التهريب بعد الثورة تحول إدارة الحرس الديواني من رادع لعصابات التهريب إلى داعم لها، وقد سهل تواجد كل من العقيد جمال الشخاري (عزل ضمن قائمة ال21 خلال سنة 2012) ومن بعده العقيد حافظ العزيزي في تردي الأوضاع إلى درجات غير مسبوقة فتعيين رؤساء وحدات وأمراء فصائل ورؤساء فرق يأتي عادة من خارج الديوانة عبر املاءات بارونات "الكونترا" فالخطط تسند على المقاس باعتماد سياسة الرجل غير المناسب في المكان المناسب. ومن المفارقات العجيبة داخل أبرز أجهزة الديوانة أن غالبية المشرفين على هذا الجهاز النظامي المسلح لا يمتلكون الخبرات المطلوبة لاستعمال السلاح (من غير خريجي الأكاديميات والمدارس العسكرية) وهو تمش متعمد لمنح عصابات التهريب أجنحة تمكنهم من التغول على الديوانة إضافة إلى أن غالبيتهم من أصحاب السوابق في عالم الرشوة والفساد (لطفي العرفاوي وأكرم صبري ونبيل عباس وعبد السلام الكناني و....) هذا ونشير إلى أن إدارة الحرس الديواني تشكو من نقص في الموارد البشرية والوسائل والإمكانات إضافة إلى تراكم الأعمال والمهام المسندة وهو ما عطّل عمليات المراقبة والمرافقة والتسريح.


شركات تجارة دولية وهمية لممارسة التهريب

عادة ما تلجأ مافيا التهريب إلى ابتكار طرق ووسائل حديثة في عالم "الكونترا" يصعب اختراقها أو كشفها فمثلا يقع بعث شركة تجارة دولية off shore بأسماء شخصيات وهمية (أجنبية أو تونسية) خصوصا وأنه يكفي تكليف أحد مكاتب الدراسات المختصة في بعث وتأسيس الشركات وتسليمه نسخا من وثائق هوية شخص مجهول لا علاقة له بالمشروع ولا علم له به مثل وضعية شركة التجارة الدولية STT بالمنستير والتي ضُمّن في وثائقها أن وكيلها شخص ليبي والحال أنه أحد بارونات التهريب بالجهة نجح في نسخ الوثائق الشخصية لأحد الليبيين بواسطة صديقته التونسية، وبعدها تولى تكوين الشركة المذكورة ونسبها للشخص الغريب وهي عملية متداولة لتفادي الخطايا المستوجبة في حالة التورط في مخالفات ديوانية أو عند انجاز أعمال التصفية الديوانية وافتضاح أمر الشركة التي وردت مئات الحاويات بدعوى إعادة التصدير وحولت وجهتها نحو الأسواق الداخلية دون أن تدفع أي مليم لقباضة الديوانة.


 غالبية البضائع الموردة تعوض بأخرى خلال التنقل من المدخل الحدودي إلى مخزن التسريح الديواني

لمغالطة مصالح القمارق عادة ما يعمد المهربون إلى التلاعب على مستوى مستندات الشحن وتصاريح التسريح للتهرب من دفع معاليم مرتفعة أو لإدخال بضائع ممنوعة كأن يتم التصريح مثلا بأن الشحنة المعبأة داخل الحاوية أو المجرورة الموردة هي بالأساس أطنان من الورق (الورق المصنع أو نصف المصنّع معفى من المعاليم الديوانية) ولتفادي مصالح المراقبة الديوانية داخل ميناء الوصول يقع التعامل عادة مع أعوان التفتيش والمراقبة بالأشعة بطريقة معروفة "اطعم الفم تستحي العين" من خلال دفع معلوم مرور قار دون التعرض للتفتيش يتراوح بين 4000 د و10000 د حسب قيمة البضاعة المهربة ... وخلال اتجاه البضاعة المهربة  من الميناء نحو أحد مخازن التسريح الديواني تتوقف الشاحنة الثقيلة أو الجرار الطرقي Tracteur routier  أثناء الطريق وتفرغ الشحنة الأصلية لتعوضها البضاعة المصرح بها والتي تكون عادة مطابقة لما هو مصرح به لدى القمارق ويعتمد المهربون عادة على طرق متطورة  جدا  لتفادي إتلاف الكراشم الديوانية المثبتة بالحاوية أو المجرورة وزادت نوعية الكراشم الديوانية المستعملة حاليا في تسهيل عملية الاختراق والتقليد وفي حال فشل العملية وانكشاف الأمر يقع عادة إلصاق جريمة التهريب بشخص يكون معدّا مسبقا لتحمل الإيقاف والخطية يسمونه ب Joueur .



التعامل بمكيالين مع أصحاب مخازن التسريح الديواني المخالفين

دأبت مصالح القمارق على التعامل المشبوه مع مستغلي مخازن ومساحات التسريح الديواني فمن يدفع أكثر يمتع بامتيازات خاصة في المعاملات أثناء رصد المخالفات وعلى سبيل المثال لا الحصر قامت شركة GTI المستغلة لأحد مخازن التسريح الديواني بسوسة بعديد التجاوزات والمخالفات وقد تم تحرير محاضر في الغرض دون اتخاذ أي إجراء ردعي مثلما يقتضيه القانون وفي المقابل تورطت شركةSBTI المستغلة لأحد مخازن التسريح الديواني بالمنستير في عديد المخالفات والتجاوزات المشابهة وتم تحرير محاضر في الغرض ووصل الأمر إلى حد تعليق الترخيص ومنعها من النشاط ...


النهضة تنجح في التمكن من جهاز الديوانة لتطويعه لخدمة التهريب والإرهاب

سياسة إدارة الفوضى والتوحش التي اعتمدتها حكومة ترويكا 1 وترويكا 2 داخل جهاز الديوانة ساهمت في تهميش دور هذا الجهاز الهام فغالبية المناصب الرئيسية أسندت لمن لا يستحق باعتماد المحاباة والمحسوبية والولاءات السياسية،ومنها على سبيل المثال تعيين محسوبين على حركة النهضة فصلوا عن السلك منذ التسعينات واشتغلوا في عالم السمسرة والوساطة القمرقية لسنوات وليجدوا أنفسهم في أعلى المراتب والخطط ومنهم على سبيل المثال بودربالة بن السيد مدير التفقدية العامة وطارق الشريف مدير إدارة العتاد والتجهيز وأحمد الكعبي مدير مكتب التعاون الدولي ومنير المستوري مدير الانتدابات وليكوّنوا ما يعرف بجهاز الديوانة الموازي.
 ولم تقف المؤامرة عند هذا الحد بل تم تعيين عدد من المتسلقين والمتملقين على رأس الإدارات الحساسة لاستغلالهم في تنفيذ مخطط شيطاني يقضي بالتمكن بجهاز الديوانة وتطويعه لخدمة أجندا ومن ضمن هؤلاء نجد كلاّ من مديرة الرقابة العامة للإدارات الفنية العميد هندة دومة بن حميدة (اصغر جنرال في العالم) و مديرة إدارة التصرف في المخاطر جهاز المقدم نادرة كريد حرم غربال (محسوبة على عصابات الطرابلسية ) ومدير إدارة الحرس الديواني العقيد حافظ العزيزي (حليف مافيا التهريب) ومدير إدارة النزاعات والتتبعات العقيد مختار بوعجيلة (متورط في عديد ملفات الفساد والإفساد) والمديرة الجهوية للديوانة بالوسط الشرقي العقيد الحاجة عفيفة القونجي (قريبة محمد الشملي رئيس المكتب الجهوي لحركة النهضة بسوسة) والقائمة طويلة ....


وبما أن حركة النهضة المتعطشة للحكم كانت في أمس الحاجة إلى أجهزة موازية تساعدها على تنفيذ مخططها الظلامي للاستيلاء على الإدارة التونسية والتمكن منها إضافة إلى حاجتها الملحة لتنمية مواردها المالية وللغرض فقد نجحت خلال فترة إدارة محرز الغديري (قريب النهضوي رضا السعيدي) ومحمد المدب (قريب النهضوي محمد سيدهم) بالخصوص في ممارسة النشاط الممنوع في عالم الجريمة المنظمة "التهريب" بجميع أشكاله وألوانه وأصنافه (قياديون من حركة النهضة عوضوا عائلات الطرابلسية وبن علي على رأس مافيا التهريب) وهو ما وفر فضاء رحبا لتنامي الإرهاب بمختلف مناطق البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها وأصبح الكشف عن مخازن أسلحة وحجز لعدد من البنادق والمتفجرات داخل المدن وحولها خبزا يوميا كما تحولت الاعتداءات المسلحة من اغتيال وقتل إلى أخبار متداولة ومألوفة للنشرات الرئيسية للأنباء.... وضعية شاذة حولت تونس الخضراء إلى حمراء ترتع فيها جحافل القتلة والإرهابيين برعاية نهضوية زرقاء


والمطلوب اليوم ممن يهمه أمن البلاد وسلامة اقتصادها التدخل لتطهير إدارة الديوانة من الشوائب التي علقت بها ... فاقتلاع جهاز الديوانة الموازي واستبعاد الإطارات المتورطة في الفساد والرشوة يعتبر من أوكد المهام لإعادة الروح إلى جهاز طُوع ودُجّن واستبيح لخدمة جماعة الإخوان ومخططاتهم الشيطانية كما أن حكومة المهدي جمعة مطالبة بمراجعة مجلة الديوانة وخاصة على مستوى الفصول 317 و318 و319 وكذلك ضرورة إرساء منظومة ديوانية متطورة لمكافحة التهريب ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire