لا يخفى على أحد أن
الجامعة عش دبابير لعديد الرؤوس التي
كانت تتمتع بحظوة النظام القديم وظلت البيئة المناسبة التي تعبد طريق المناصب للانتهازيين ومن باعوا
ضمائرهم وانخرطوا في "عصابة" المتآمرين على المصالح العليا للبلد
مستفيدين من الامتيازات والريع الذي "يجود" به النظام على المتمسحين
بالأعتاب المسبحين بحمد النظام ليلا نهارا ...
كما لا نتوانى في اجترار و تكرار أن كرة القدم
أصبحت تدار خطتها في الكواليس
لا على أرضية الميدان و ينسج خيوط
تكتيكها الدخلاء من الأجناس الذين يضربون دوما الأخماس في الأسداس
بغية جمع الأموال بالأكداس خاصة بعد أن جثم عليها المتلاعبون
...
و النتيجة أصبحت معروفة لدى القاصي و الداني
و هي فقدان اللعبة الأكثر شعبية في
تونس نكهتها السحرية و مذاقها الحلو و مبادئها الكونية السمحة بعد أن جعلوها جسرا
منيعا للمرور إلى غايات الجشع و الطمع و حولوها إلى فضاء "بزنس
" بامتياز وأدخلوها سوق النخاسة و
دقوا في نعشها مسامير جديدة و نخروا جسدها
و قدموا لنا مهازل لا تحصى و لا
تعد...
تلك هي حالة الكرة في تونس و التي كانت نتائجها وخيمة بشهادة
الجميع حيث لا نجاحا حققنا ولا في المحافل القارية سجلنا حضورنا و ظللنا ننتج
الفشل وراء الفشل ...
و المكتب الجامعي الحالي
الذي يقوده وديع الجريء كان بمثابة
المسمار الجديد الذي دق في نعش الكرة التونسية و التي صار الحديث عن النجاحات فيها
و التميز ضربا من العبثية خاصة بعد أن تلونت كرتنا
بألوان الفساد و أصبحت مصدر سخرية
بل هي عينها ملهاة شعبية
ساخرة
حال و أحوال
أحداث عديدة تقع في كواليس
الجامعة لم ننزل الستار عنها و مهازل لا
تعرف الحد يشهدها فضاء الجامعة
و قصص من المؤامرات تفوق تفاصيلها
مؤلفات الجاحظ و روايات ألف ليلة و ليلة
...
فالشارع الرياضي حتما لا
يعرف بالمرة أن المكتب الجامعي يعيش حالة صراع داخلي عملت عديد الأطراف على
إخفائها عن وسائل الإعلام حتى لا يقع
استثمارها و يعجلّ بسقوطه مما دفع
بوديع الجريء إلى تقديم التنازلات بعد أن ضغط عليه الطاهر خنتاش و صبّ جام غضبه عليه و أعلمه أن سياسته التي توخاها لم تنتج إلا
الفشل و عليه بملازمة مكانه و الصمت و يكفيه ما اتخذه من إجراءات و قرارات لم يكن مصيرها إلاّ مزبلة التاريخ ... وديع من
جانبه خفض جناح الذل لخنتاش بعد أن حاصره من كلّ مكان و صار الفاتق الناطق في الجامعة و تحوّل العضو إلى رئيس و الرئيس إلى عضو بل برز بالكاشف ان "العزري اقوى من سيدو
..."
من جانبه سارع
وديع الجريء إلى انتهاج سياسة مغايرة فبعد سياسته المعهودة و المعروفة
بسياسة " رمي العظم ...حتى لا تقول لا ... و قل دوما نعم " إلى سياسة
العصا الغليظة حيث علمنا فيما علمنا أن
هذا الأخير توعد كل عضو منسحب من الجامعة بعدم الترشح إلى الانتخابات القادمة في
حال تجرؤه على تقديم استقالاته أو انسحابه أوهم البند 46 من القانون الأساسي الذي ينص صراحة على فقدان صفة العضوية كل عضو تغيب عن جلسات المكتب الجامعي لأكثر من 6 مرّات ...
و في وقت تشتد فيه
المؤامرات في المكتب الجامعي تعرف
الإدارة الفنية نفس الوضعية حيث علمنا أيضا
أن هناك أياد خفية تنسج خيوطا للإطاحة بيوسف الزواوي المدير الفني و المدرب المؤقت
للمنتخب التونسي و الجدير بالذكر أن يوسف الزواوي هو بدوره حوّله شق من أعضاء الجامعة إلى طرطور حيث لا
ينكر هذا الأخير انه لم يكن له علم بقدوم مدرب الحراس عادل النفزي و تسلّم خطته الجديدة في صلب الإدارة الفنية كما لم
تكن له دراية بالاستقطاب الجهوي الذي نخر الإدارة الفنية و نذكر على سبيل الذكر إلحاق
رياض الشرفي بإيعاز من العضو شفيق
الجراية و إلحاق عز الدين خميلة بمركز تكوين الشبان ببرج السدرية و تمكينه من راتب شهري قدره 3 ألاف دينار في وقت يعيش فيه هذا المركز على وقع الإفلاس
المدقع ...
و في جانب آخر ظل المشرف على الرياضة المدرسية المسمى بالحجري في
سبات عميق لا عمل يقوم به سوى الحصول على ألفيي دينار تساق له هنيئا مريئا
....
و غيرها من اللخبطات الأخرى و التصرفات التي لم تصلح بعد بل و
تفاقمت خاصة بعد أن أحاط الجريء نفسه بمجموعة من العملاء الذي لا همّ لهم سوى جميع
الفتات و السفريات الطويلة و القصيرة المدى
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire