منافذنا الحدودية و مصالحنا المختصة بين كماشة بارونات
التهريب
متابعة لملفات شبكات المافيا التي حكمت تونس على مدى 3
عقود ولا زالت إلى تاريخ الساعة مسيطرة على مفاصل الدولة والإدارة على حد سواء
تواصل" الثورة نيوز" نشر ما تتوصل إليه تباعا من معلومات وحقائق حول
عالم الجريمة المنظمة التي انتقلت إلينا عن طريق عدوى المافيا الايطالية والتي
ارتبطنا معها عن طريق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي كان لا يثق إلا في
بارونات المافيا الايطالية وخاصة منهم جناح " بتينوكراكسي – سيلفيو بارلسكوني"،
فهذا الثنائي هو من أوصل بن علي إلى
الحكم (كانت الأجهزة الإيطالية هي الوحيدة التي علمت بالاستعدادات لانقلاب 7
نوفمبر 1987 وساعدت عليه إذ تشير المصادر المطلعة أن بتينوكراكسي أوفد زمنها
فريقاً للتنسيق، بقيادة مسؤول في الاستخبارات الإيطالية) وربما هذا ما يفسر اختيار
كراكسي اللجوء إلى تونس سنة 1994، حين لوحق بتهم الفساد في إيطاليا وتورطه مع
شريكه سيلفيو بارلسكوني .
خلال
الحلقة الثالثة تطرقنا إلى موضوع كشف البوليس الفرنسي لمافيا شبكة الكسكسي المختصة
في تجارة المخدرات الرفيعة (هيروين وكوكايين و..) ووصولها إلى إماطة اللثام عن
بارونات العصابة منصف بن علي ورضا بلحسن شهر الشاليمو وكيف تدخل النظام المافيوزي
البائد لحماية شقيق الرئيس وابن شقيقة إطار سام بوزارة الداخلية وإعادتهما إلى أرض
الوطن باستعمال خصائص الحصانة الدبلوماسية، كما حرصنا على فضح عديد الأسماء
الضالعة في مافيا المخدرات والتهريب والتبييض من كبار كوادر الدولة بجهازي الأمن
والديوانة ...
صحيح أن منصف بن علي قضى
نحبه وقبر في مقبرة مدينة حمام سوسة وصحيح أن عماد الطرابلسي عوّضه على رأس عصابة
الكامورا التونسية وليقع سجنه بعد سقوط نظام بن علي في إحدى أجنحة السجن المدني
بالمرناقية، وصحيح أن زين العابدين بن علي
راعي المافيا فرّ من تونس إبان الثورة واستقر في منفاه بالسعودية ولكن الأصح أن
بارون العصابة رضا بلحسن شهر "الشاليمو" ما زال حرا طليقا يمارس نشاطه
الممنوع في عالم الجريمة المنظمة مستعملا نفس الأساليب والطرق والوسائل يقود جيشا
من المتعاونين والمتعاملين لتنفيذ أكبر عمليات التهريب في وضح النهار وأمام أعين
البوليس والديوانة وليصل الأمر أنه تحول بعد الثورة إلى رقم صعب داخل أروقة
وزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة المالية يقترح ويرشح ويسمي ويعين ... إنها من
بركات الثورة التونسية.
عديد
التعليقات التي وصلتنا بخصوص شبكة الكسكسي وخاصة منها ضرورة العودة إلى الموضوع
بأكثر دقة حتى نساعد القراء على معرفة الحقيقة كاملة ولو أننا لم ندع البتة
امتلاكنا للحقيقة لوحدنا وللغرض نعود إلى موضوع "مافيا تونس" بأكثر
تفاصيل وكلنا أمل في أن يرتقي عملنا إلى اهتمامات قرائنا الأفاضل.
كيف
نجحت امرأة "بال – فيل" في الإطاحة بمافيا تونس "شبكة
الكسكسي"
ضاحية
" بال – فيل " بباريس عاشت خلال 10 سنوات وإلى حدود 1992 على وقع مافيا "شبكة
الكسكسي" التي يتزعهما الثنائي منصف بن علي (شقيق الرئيس المخلوع) ورضا بلحسن
(ابن شقيقة فرج قدورة المدير العام السابق للمصالح المختصة) والتي اختصت في تجارة
المخدرات وخاصة منها البيضاء (هيروين) والفانتا (كوكايين) وفي تبييض الأموال وفي
التهريب والتي أطاحت بها معلومة استخباراتية وصلت إلى مكتب رئيسة فرقة مكافحة
المخدرات مدام "جوال بانتنو" أحد أيام شهر جانفي 1989 ومفادها أن كميات
الهيروين التي اجتاحت منطقة " بال – فيل " مصدرها السوق الهولندية
وبالتحديد مدينة اميستردام ويشرف على توزيعها ثلاثة باعة يتنقلون على سيارات مكتراة ويتخذون مقرا
لهم إحدى الشقق المتواجدة في إحدى عمارات نهج روانات بالدائرة 18 بالعاصمة
باريس ...
وبدأت هويات المتورطين تتساقط من سمير كاردي (33 سنة) إلى روزا الجندوبي (سميرة 33 سنة) وبتاريخ 20 أفريل 1989 تمت متابعة تحركات هذه الأخيرة والتي استقلت سيارة "رينو 5 " في اتجاه العاصمة البلجيكية بروكسال عبر المركز الحدودي "بيزيو" ومن الغد وبعد عودة "سميرة" من سفرتها القصيرة تم اقتحام الشقة موضوع المراقبة بنهج روانات والحجز على كمية كبيرة من مخدر الهيروين ووصولات تنزيل أموال بأحد المصارف الفرنسية ورخصة سياقة مزورة ...وأمام قاضي التحقيق المتعهد عجز الثنائي المتورط سمير وسميرة عن إثبات سلامة مصدر الأموال الطائلة وكميات المجوهرات والسيارة "بورش" وغيرها من الأملاك المترامية ...وتتواصل الأبحاث والتحقيقات وتنجح الفرقة الأمنية الفرنسية المتعهدة في إلقاء القبض على تاجر المخدرات الخطير والذي يستعمل 3 هويات في نفس الوقت رشيد الحداد شهر" رشدي" و "الدو فونتان" و"طونيو ماروتي" وبتفتيش أغراضه يتم التوصل إلى رقم الهاتف القار لمنصف بن علي مسجلا في دفتر الأرقام الهاتفية وما جلب انتباه الباحث أنه مسطر باللون الأحمر ... مهمة رشدي صلب مافيا "شبكة الكسكسي" أو "كوكسكوسكوناكشن" كانت تأمين تنقل البضاعة من هولندا إلى باريس والإشراف الميداني في نزل "كاسكاد" بمنطقة سان جيل ببروكسال وبنزل "هوليداي اين" بامستردام وانطلاقا من الاتصالات الهاتفية لرشدي الذي كان محل تنصت تم التوصل إلى أحد أخطر عناصر العصابة المسمى فتحي الوسلاتي (أحد الإخوة "روما" الستة) وبعد الرصد والمتابعة توصلت الفرقة الأمنية المختصة في مكافحة المخدرات إلى إماطة اللثام عن غالبية أفراد العصابة وتحديد أماكن تخزين المخدرات بحانتين متواجدتين بالدائرة 18 و19 وبمناطق كل من "سارسال" و"فيل بانت" و"تروبلي" ولم يبق أمام باحث البداية إلا إماطة اللثام عن زعماء المافيا ويوم الاثنين 26 فيفري 1990 تم رصد سيارة "فولزفاقن بولو" راسية أمام نزل ادوارد 7 بشارع الاوبيرا كانت في انتظار وصول فتحي الوسلاتي شهر "روما" وبمزيد التحري تم اكتشاف هويات سائق السيارة ومرافقه فالأول ليس إلا رضا بلحسن شهر "بولدوق" والثاني ليس إلا منصف بن علي ....
مساء
نفس اليوم الاثنين تحول "الشاليمو" على متن السيارة "البولو"
إلى أحد المحلات التجارية بشارع اورنانو بباريس حيث اقتنى حقيبة كبيرة مخصصة لنقل
الأشياء الثمينة وعاد أدراجه إلى النزل الذي غادره بعدها لقضاء سهرة ماجنة بملهى
معروف" بالشانزيليزي " برفقة منصف بن علي و4 أشخاص آخرين من
ضمنهم فتحي الوسلاتي وأحد أعضاء السلك الديبلوماسي (فرع الأمن الخارجي).
ومن
الغد أي يوم الثلاثاء 27 فيفري 1990 تحرك موكب من ثلاث سيارات (18 مرافقا) من أمام
نزل ادوارد 7 في اتجاه مطار اورلي الجنوبي ولتنقسم المجموعة إلى قسمين
"الشاليمو" ومنصف بن علي وشخص ثالث توجهوا مباشرة نحو قاعة شرفية
بالمطار خاصة بالخطوط الجوية الفرنسية والبقية توجهوا نحو قاعة الرحيل العادية...
أعوان الفرقة الأمنية المختصة كانوا يتابعون بدقة تحركات العصابة وسكناتهم .
وعندما دقت ساعة الصفر تم التحفظ على منصف بن علي ومرافقيه قبل صعودهم إلى طائرة
تونس الجوية في رحلتها نحو مطار تونس قرطاج وبعد حوالي 5 ساعات تم الإفراج عن منصف
بن علي وشريكه "الشاليمو" اثر التدخل المباشر للمخلوع والذي أرسل للغرض
طائرة خاصة حاملة لجوازي سفر ديبلوماسيين (استخرجا على عجل بإدارة شرطة الحدود
والأجانب بهويات مغلوطة ) الأول باسم حبيب بن علي والثاني باسم رضا بلحسن.
ومثلما سبق للثورة نيوز أن ذكرته في العدد
السابق من أن طائرة الخطوط الجوية التونسية ظلت عالقة بمطار اورلي والركاب داخلها
إلى حين وصول الجوازات الديبلوماسية المزورة وغير المستحقة والإفراج عن الثنائي
منصف بن علي ورضا بلحسن اللذين استقبلا استقبال الأبطال عند وصولهما إلى تونس وهو
ما يؤكد انخراط النظام السابق في منظومة الفساد والإفساد عبر شبكة الكسكسي.
فحقائب
الأموال المتأتية من تجارة المخدرات كانت تتنقل بكل حرية من باريس إلى تونس ومنها
مباشرة نحو البنوك ليقع تبييضها في مشاريع عقارية وسياحية وتجارية على طريقة
المافيا الايطالية المتواجدة في تونس والتي يتزعمها كل من "برونو دي
انجليس" و"جيان كارلو بيريتي".
وأمام
الفضيحة المدوية التي هزت زمنها عرش المخلوع وخوفا من الملاحقة القضائية وتتبعات
شرطة الانتربول في حق شقيق المخلوع المفضل وقريب مدير عام المصالح المختصة المدلل
تقرر مراوغة الأجهزة الفرنسية وتضليلها من خلال تقديم هويات مزيفة وهو ما تم
بالفعل بعد أن ادعى المنصف بن علي أن اسمه الحقيق هو حبيب بن حمدة بن علي مثلما تم
تدوينه على جواز السفر الدبلوماسي الذي تم إعداده في نفس اليوم من طرف مصالح وزارة
الخارجية زمن إشراف الوزير الحبيب بن يحيى وإرساله على متن طائرة خاصة وكذلك الحال
بالنسبة للمرافق شقيق الرئيس إذ تم تدوين اسم الهادي بن حسن على جواز السفر
الدبلوماسي وليتم اعتماد الهويات المزيفة والمفتعلة في محاضر بحث البوليس الفرنسية
ولتصدر بعدها الأحكام القضائية في حق شخصيتين وهميتين هما الحبيب بن علي والهادي
بن حسن .... مصادرنا تؤكد انه تم يوم 27/02/1990 استخراج عدد 02 مضامين
ولادة مدلسين من الدائرة البلدية بباب البحر باعتماد منظومة الخمس أرقام ( عددين
مسبوقين ب3 أصفار مثل 11000 و12000 و13000 ) مع الاحتفاظ بسنة الميلاد وتغيير مكان
الولادة .. طريقة دأبت عليها المصالح المختصة بوزارة الداخلية خلال نظام بن علي لتأمين
حياة جواسيسها وعملائها أو لتضليل العدالة بتونس أو بالخارج .
محاكمة
عصابة كامورا "شبكة الكسكسي" تمت بباريس أواخر سنة 1992 في غياب
المتورطين الرئيسيين شقيق المخلوع وابن شقيقة فرج قدورة المدير العام للمصالح
المختصة وبحضور محاميين هما الفرنسي جون ايفاسليبورنيي و التونسي عبادة الكافي
(محامي علي السرياطي حاليا) ولم يدخل قفص الاتهام إلا 25 متورطا كلهم تونسيون من
الجنسين... وليصدر بتاريخ 30 نوفمبر 1992 عن الدائرة الجنائية 14 من محكمة باريس
الثالثة حكما غيابيا بالسجن ل10 سنوات مع تحجير
الدخول إلى التراب الفرنسي نهائيا في حق كل من المنصف بن علي والهادي بن حسن
...
ونلاحظ كيف أن القضاء الفرنسي سقط في فخ المافيا التونسية حينما أصدر أحكامه
في حق شخصين يحملان هويات مفتعلة إذ تم ذكر اسم المنصف بن علي عوضا عن الحبيب بن
علي والهادي بن حسن عوضا عن رضا بلحسن.... مخطط جهنمي مكّن المتورطين من الإفلات
نهائيا والى الأبد من التتبع العدلي ومن ملاحقات الانتربول ... ومن زمنها أي سنة
1992 سقط اسم شهرة رضا بلحسن من "بولدوق" وعوضه "الشاليمو"
إبعادا للشبهات ودرء للمفاجئات.
لا
يستقيم الظل والعود أعوج
ما
أشبه اليوم بالبارحة فمثلما عودتنا المصالح المختصة بوزارة الداخلية زمن المخلوع
في شطحاتها في عالم الهويات المزيفة والمفتعلة ها هي تعود بأكثر قوة بعد الثورة
وفي عهد حكومة الإخوان الثانية وبالضبط زمن إشراف وزير الداخلية لطفي بن جدو من
خلال السماح لأعوان وإطارات المصالح المختصة باستعمال لوحات منجميةمدلسة يقع
تثبيتها على سياراتهم الإدارية للتضليل وللمخادعة إذ يتم تركيب لوحات منجمية
لسيارات ليبية أو جزائرية أو أوروبية أو لوحات النظام الديواني التوقيفي أو لوحات
وزارات أخرى (03 – 13 – 20 -...) فكرة ابتكرها منظر الأمن الموازي محرز الزواري
وهنا أوجه سؤالي للوزير الحقوقي والقاضي الشريف لطفي بن جدو "كيف تسمحون
لمنظوريكم باستغلال سيارات تحمل لوحات منجميةمدلسة وكيف تواصلون العمل بمنظومة
الهويات المضروبة فهل يمكننا بعدها تحديد المسؤوليات والوصول إلى المجرمين
والمتورطين في إطار الجريمة المنظمة..." .؟؟؟
كريم عبد الله
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire