lundi 14 octobre 2013

إلى المرزوقي : الإعلام الفاسد لا يوجه الرأي العام




يعتقد البعض في بلادي أن الإعلام في الغرب إعلاما نزيها بالجملة ولا تشوبه شائبة والحق يقال هذا الأمر مجاني للحقيقة فالإعلام الغربي مثله مثل الإعلام في بلادي اليوم. فيه النزيه والمأجور والمؤدلج والخبيث وغيره وبالأخص مجلة التايمز الأمريكية فأقلامها كلها مأجورة فهي مجلة للإيجار وتعمل حسب الدفع وهي قادرة الى تحويل القرد إلى غزال في رمشة عين وهاهي اليوم تصنف المرزوقي كواحد من مائة شخصية مؤثرة في هذا العالم ترى فيما يكمن أثيره لا ندري ؟ أليست هذه هي المجلة التي حولت السادات الى بطل الحرب والسلم وتعتبره ذو طلة بهية وطلعة جماهيرية لا نظير لهما في العالم لا طالما تغزلت ببزته العسكرية مشبهة إياه برومل خاصة عندما يحمل تحت إبطه عصاة المارشالية والسادات لا يخفي إعجابه بالعسكرية النازية حتى أن مصمم هذه البزة كان ألمانيا استلهمها من روح النازية (الم تكن زوجته جيهان ضد حمله للعصا حتى وان كانت هذه العصا عصاة المارشالية لان الشعب المصري في نظرها يسخر من كل من يحمل العصا لان العصا لا يحملها إلا رعاة الغنم حسب رأيها ) الم تتغزل هذه المجلة طويلا بغليون السادات مشبهة إياه بتشرشل بحكمته والانكى من ذلك اعتبرته معشوق النساء الأول في الغرب بل قالت : أن انفه يثير الشهوة لدى الصبايا واعتبرته مينا موحد القطرين الم تتغزل هذه المجلة في السابق بعبد العزيز آل سعود معتبرة إياه "غاري بلدي" العرب الذي قام بتوحيد ايطاليا سنة 1871 وما قام به عبد العزيز في السيطرة على عدة إمارات في الجزيرة العربية حيث تمددت إمارة الإحسان لتتحول إلى دولة مترامية الأطراف علما فهي لم تقل عن المرزوقي بأنه شخصية مؤثرة في تونس فحسب بل في العالم هل ثمة نفاق اكبر من هذا النفاق؟ كم قبضت هذه المجلة يا ترى ؟  لتقول مثل هكذا كلام يمت للمنطق بصلة أم أننا بلهاء إلى هذا الحد لتقيم لنا شخصية نحن أكثر العارفين بها وتعطيه صفات غير موجودة هل تعتقد بان هكذا إطراء وهكذا مديح ينطلي على شعبنا ؟ وهل هكذا مجلة وأمثالها من الإعلام المأجور قادرة على توجيه الرأي العام.فالمؤتمر لم يعد له أي وجود في الشارع التونسي والسبب يعود لانتهازية المرزوقي الذي فضل مصالحه الخاصة على حزب كان بالإمكان أن يبقى في الصدارة كما أن الفوضى التي عرف بها المرزوقي جعلت معظم الناس تنفر من هذا الحزب وعلى سبيل المثال أغلق مؤخرا المؤتمر من اجل الجمهورية أبواب مقره نهائيا وأنزلت اليافطة من على مكتبه في ولاية قفصة وان كان البعض علل ذلك بعدم قدرة الحزب على تسديد إيجار الشقة وهي خمسمائة دينار هل نصدق هذا الكلام فيما رئيس الحزب يضخ المال هنا وهناك من دعاية رخيصة غير قادر على هكذا مبلغ علما هكذا نوع من الدعاية مكلف للغاية لكن هذا الحزب لم تبق له باقية لا في قفصة فحسب بل في كل الجمهورية هذا الأسلوب الدعائي الرخيص ترى ؟ كم كلف خزينة الشعب أليس هذا هو الأسلوب الذي اعتمده المخلوع الذي اجر الصحف في كل مكان لتلميع صورته وتذهب بعض الجرائد لاعتبار المرزوقي الأوفر حظا من الجميع في الرئاسة وحتى بدون صبر أراء فهذا الرجل لاحظ له حتى بين أسوء المترشحين ولأسباب يطول شرحها كما اسأل السيد فريد الباجي الداعية العاشق الولهان بالمرزوقي اسأله رأيه في مجلة التايمز الأمريكية وهو بالتأكيد لا يعرفها ولا علم له بما قالته في السادات سابقا واليوم أنت تعمل عملها تماما فأنت تعمل على تبييض وتلميع صورة هي أصلا غير موجودة هل يعقل برجل دين يدعي زورا وبهتانا نسبه إلى الحسين دون أن يعلم أي شيء عن التاريخ وعن آل البيت وخاصة آل البيت الحسين الذين هلكوا جميعا في كربلاء ولم يبق إلا أخته زينب التي دار بينها وبين يزيد جدالا عنيفا في دمشق ثم بعد ذلك لا يعرف المؤرخون عنها وعن حياتها أي شيء هل من يدعي هكذا ادعاء مازال هناك في كلامه أي صدقية أو موضوعية في كلامه فالمرزوقي الذي تصوره زاهدا في السلطة هو ابعد ما يكون عن هذا الأمر وإلا ما كان لينفق من أموال الشعب في دعاية رخيصة اتقوا الله في هذا الشعب فهذه الثورة إلى حد الآن لم تجلب لنا إلا الجهلة النكيرات


بقلم د.جبران العكرمي

ماجسترا في تاريخ الفكر السياسي(جامعة دمشق)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire