اللص الذي
أصبح اليوم زعيما ؟
عجبا من
ثورة يصبح فيها اللص زعيما ؟؟…وعجبا لشعب ناضل من اجل التوق إلى
الحرية و القضاء على الاستبداد و التخلص من الوجوه الشاحبة التي ملأت
الدنيا و شغلت الناس في عهد المخلوع أن يرضى ببقاء
بفؤاد المبزع شهر ” فوفو” على دكة السلطة مواصلا نهمه لخيرات
البلاد و التلاعب بملفات الفساد التي تورطه و التي قطع دابرها و أتلفها دون عودة …
إذ لا
يختلف اثنان في كون فؤاد المبزع هو من احد الوجوه الذين
تاجروا بدماء الشهداء ، وعذابات شعب بأكمله ، و انه صاحب الأيادي الذهبية
التي تورطت في نهب خيرات هذا الشعب و الاعتداء على ماله و
ممتلكاته وهو من اغتنى و استثرى من وراء استغلال موقعه ونفوذه … و
أدرك القاصي و الداني أيضا أن “فوفو” هو فاسد ماهر
ولص محترف طمس معالم جريمته و لم يأخذ نصيبه من العقاب
على ما جناه من مال أو جاه أو ثروة دون وجه حق ، بل كان بروزه في صورة
الرئيس المؤقت إيحاء مباشر أن الحرامية تسلقت المواقع على ظهور
المناضلين والشرفاء من أبناء الشعب…
فان كنتم ممن لا يعرفون حقيقة فؤاد المبزع فنجزم أنكم ستظنون
وانتم تستمعون إليه من حين إلى أخر وهو يتحدث بتلك اللغة الشاعرية الجوفاء عن
الزهد والورع ، بأنك في حضرة واحد من الخلفاء الراشدين ، أو في اقل الأحوال أمام
واحد من رجال الله الصالحين ،الذين لا يلقون بالا لعرض الدنيا ولا يلتفتون لزينتها
وانه ممن قال فيهم تعالى (..لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
أما إن كنتم
تعرفون الرجل ، كما يجب ،فلا شك أنكم ستبحثون عن وصلة من حديد تسدون بها
أذانكم حتى لا تسمعون مواعظه ونصائحه التي لو عمل بعشرها لأصبح الطاهر الطهور ..
وان لم تستطعوا أن تفعلوا هذا فليس عليكم سوى أن تسارعوا إلى اقرب حوض ماء
لتستفرغون في داخله ما في جوفكم من ماء وطعام لشدة ما ستثير فيك كلمات الرجل
من رغبة لا تقاوم للتقيؤ والاستفراغ.
من رحم
الفساد ولد
فؤاد المبزع
هو نموذج مصغر لبلد كل شيء فيه قائم على قاعدة النفاق ،وادعاء الفضيلة لتغطية عيوب
الفساد والرذيلة … فالرجل يعلم عنه الجميع الكبير و الصغير انه كان من كبار
الشاهدين زورا على مجلس برلماني منح للرئيس المخلوع ما لا يمنح … و سمح
له بالتغول …و تستر على فساده … و ألهّه و جعل منه حامي الحمى و الدين و
نصير الشعب الواحد الأحد … وهو أيضا احد كبار المنافقين الذين منّ عليهم المخلوع
بالعطاء و الجزية و مرروا له قوانين و داهسو على إرادة الشعب و تلاعبوا بنفس
الديمقراطية و أحالوا الشعب على الخصاصة …
وهو الذي صد
عن كل محاولة تنهي المأساة النوفمبرية و تلقي بها خارج اللعبة السياسية … وهو احد
البيادق الكبار الذين لم يتوبوا عن رشدهم و كان من كبار المساهمين في عضد
الرئيس الفار و قائد بارز في تلميع صورته لدى العامة …فكل القوانين تمرر في رحاب
مجلسه دون صد أو ردّ و كل النصوص تحظى بنعم و غيرها من الخروقات التي
كان فؤاد المبزع يقودها و قبة البرلمان تشهد على ذلك …
العنوان
الأول للفساد : عين زغوان
لو تسأل
ضحايا بن علي من مختلف المجالات (و خاصة منهم صغار الفلاحين و الذين
حاولوا قضاء شؤونهم فلا يجدوا من بد سوى البحث عن وساطات )عن الاتجاه الذي
يسلكونه لاتفقوا جميعهم في الإجابة على اسم واحد : رئيس مجلس النواب … فقد
عرفه القاصي و الداني من منذ زمن بعيد انه محبّ للعطايا و الهدايا و فاتح
بابه أمام الخيرات التي تأتيه من اجل التدخل له عند مؤسسة أو قاض أو شرطة أو مسؤول
… و لأن الأمثلة عديدة و متنوعة فقد تجدنا مجبرين على ذكر نزر بسيط منها و
تحديدا أحد الفلاحين من مدينة تستور الذي وهب المبزع عشرات
الكيلوغرامات من العسل المصفى و مئات اللترات من الزيت الناصع و لفائف
من المال موثوقة بخيط بلاستيكي …و كذلك الشأن لأحد فلاحين مدينة القلعة
الكبرى و الذي لهف منه المبزع مبلغا ماليا قبل أن يعيده له بعد الثورة
… و غيرهما من النماذج كثر …
يبقى عنوان الفساد
الأول و الذي نطقت به إحدى الضحايا من التونسيات المتعففات على شبكة التواصل
الاجتماعي يتمثل في هكتارت من الأراضي الشاسعة بلغت مساحتها 22 ألف هكتار في
منطقة عين زغوان لهفها المبزع لهفا قبل أن ينال منها احد مستشاري
بن علي 5 هكتارات … تلك الأرض الشاسعة القريبة من بنك الزيتونة حيث شيد على
جزء منها عمارة ب 15 طابقا كانت بمثابة واحدة من الغنائم التي ضمهاالمبزع إليه
دون أن يرجعها …
عنوان الفساد الثاني :مجمع فرشيو
ما يزال رئيس الجمهورية المؤقت و السابق و رئيس مجلس نواب بن علي المزعوم فؤاد المبزع شهر “فوفو” يتردد بصفة يومية على مجمع فرشيو للمحاماة بقلب العاصمة …و يتنقلالمبزع على متن سيارة مرسيدس اس 350 زرقاء اللون رقم لوحها المنجمي 420 تونس113 و ترافقه سيارة حماية تابعة للأمن الرئاسي رباعية الدفع زرقاء اللون أيضا رقمها المنجمي 1923تونس144 …
ويتحول المبزع يوميا إلى المجمع لجمع الأموال على اعتبار انه شريك
فيه في إيحاء مباشر أن السيد لاهف للمال بطريقة عجيبة وهو الذي تأتيه
شهريا جراية التقاعد الرئاسية المقدرة ب30ألف دينار… هذا المجمع الرهيب هو في
الحقيقة الفضاء الكبير الذي استغله المبزع لإتلاف الملفات التي
تورط فيها و هو الفضاء الذي تشهد جدرانه على عمليات الابتزاز التي
أتاها فوفو في العهد السابق و التي غنم منها مليارات من مليماتنا …و هو أيضا
الفضاء الذي ظل العنوان البارز للراشين و المرتشين الذين وجدوا صعوبة في تركيع
القضاء …
عنوان
الفساد الثالث :مزرعة سيدي ثابت
أحاديث كبرى
تنقل من هنا و هناك عن مجون و ترف و أعمال أخرى تجاوزت الحد الأخلاقي
بطلها فؤاد المبزع الذي جعل لنفسه فضاء ترفهيا من نوع خاص
جدا … و المزرعة هي في الحقيقة على ملك ابن شقيقه المتشبه بصورة النساء من
خلال قصة شعر شبيه بقصة بائعات الهوى بعد أن أطاله و ذيله بذيل وثقه بخيط رفيع … و
المزرعة هي في الحقيقة تمسح عشرات الهكتارت توجد بمنطقة ” جباس” من معتمدية
سيدي ثابت القريبة من الفضاء التجاري جيان و غيرالبعيدة عن منطقة النحلي …
هناك
و داخلها يأتي المبزع بكل من هب و دب من صاحبات القدود الجذابة و
أصحاب المتعة و “الشيخة” و يجعل ليلاه مرتعا للترف و البذخ و الغناء و الرقص و
تسجل القوارير الرفيعة بكل أنواعها الروحية و الغازية حضورها…و كانت المزرعة قد
احتوت على أجود التجهيزات الترفيهية من كراس مريحة و أسرّة لينة رفيعة و باهظة
الثمن و تصاميم من الأثاث العتيق و التحف النادرة الفنية ” لا
نتيكا ” من اجل احتفاءات ليلية تدوم حتى الساعات المتأخرة من الفجر محورها الأساسي
الترف و المجون و الرقص على الأجساد …
عنوان
الفساد الرابع : عمولة مجزية
لم
يكن المبزع لما ولي أمر قيادة البلاد بعد الثورة على اعتماد الفصل
57 من الدستور المنحل آن يلعب دورا في تامين المسار الانتقالي لها
بقدرما انصب اهتمامه على تبرئة هذا و الزج بذاك و التستر على
الملفات الكبرى المتورطة فيها كبار الفاسدين ..حيث لعب دورا كبير في التلاعب
بقائمة المصادرة التي أعفت جاره و حبيب قلبه محمد الدواس رجل الفاسد المنتهج
لنفس المسار حتى في عهد هذه الحكومة من قوائم المصادرة … و المعلومة التي
توصلنا إليها أن إعفاء محمد الدواس( الخادم المطيع في بلاط ليلى بن علي) من
قائمة المصادرة هو بفعل تدخل مباشر من فؤاد المبزع بعد عمولة سائغة
مررت عليه على طبق قدرت بمائة الملايين … ثم كيف لا
يمنع المبزع الدواس من فكي المصادرة و الرجل جار له و أنيسه في
جلساته و احد ابرز الرواد الذين لا يتوارون عن
زيارة المبزع في محلّ سكناه ؟؟
و عنوانين أخرى
قبل الثورة
تورط المبزع في قضايا تهريب الآثار و عرف عنه القاصي و الداني انه
يتدخل لدى من يمن عليه و ما يزال المحيط السياسي و الأمني يذكر له تدخله في فك اسر
مدير مؤسسة أمريكية في تونس بعد أن تم الإيقاع به في سيارة متلبس بفعلته الشنيعة ”
اللواط” و الذي تدخل له المبزع بعد أن القي عليه الأمن القبض مؤكدا
للبولسية في الهاتف : أن مؤخرته هو حرّ فيها” …
و بعد الثورة
الكل يعلم أن رئيس الجمهورية السابق ورئيس مجلس نواب بن
علي فؤاد المبزّع ما يزال إلى حد الآن يتقاضى منحة شهرية بقيمة 45 ألف
دينار طبقا لقانون صادر في عهد الرئيس السابق بن علي. كما عمد المبزع
إبان توليه رئاسة الجمهورية إلى اكتراء منزل له قيمته الشهرية 50 ألف دينار
على حساب مال المجموعة الوطنية و قام بتجهيزه بطواقم أكل بلورية فاقت قيمتها
500 ألف دينار .. في وقت كان فيه الشعب لا يجد في جيبه ثمن رغيف خبز … أليس فعلا
أن اللص أصبح زعيما ؟؟
تقي الدين حنين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire