dimanche 28 juillet 2013

منع اجتماعات الأحزاب : إرهاب الدولة وإرهاب المليشيات ...





أصبح منع الاجتماعات الحزبية للأحزاب المعارضة خصوصا ولحزب حركة نداء تونس خصوصا تقليدا ثابتا في المشهد السياسي التونسي . وقد تصدرت رابطات حماية الثورة  "الجناح العسكري لحركة النهضة "قائمة المتهمين بالتخطيط لهجمات منظمة على اجتماعات الأحزاب المعارضة، وهو ما حدا ببعض المراقبين إلى التأكيد على أن هذه الأفعال طريقة “ذكية وخبيثة ” من الحزب الحاكم حتى يصرف الخصوم عن الانشغال بنقد خياراته الاقتصادية والاجتماعية لينكب على محاربة العنف .
وفي الوقت الذي تحاول فيه قيادات حركة النهضة أن توهم الرأي العام بأن هذه الأفعال فردية ولا علاقة لها بالعنف من قريب أو بعيد نتأكد من يوم لآخر أن منع اجتماعات الأحزاب يتم وفق خطة مدروسة يؤشر لها الحزب الحاكم عبر أجهزته الشرعية وغير الشرعية وهو ما يعني بصورة أو بأخرى أن  حركة النهضة أصبحت خطرا على تونس. فبعد قتل لطفي نقض بتطاوين وبعد مسلسلات الرعب التي  عاشتها  الأحزاب المعارضة القوية ( نداء تونس والجبهة الشعبية والحزب الجمهوري ) جاءت أحداث مدينة سوسة خلال الأسبوع الماضي  ما أسماه عبد العزيز القطي إرهاب دولة، واتهم حركة النهضة بتوظيف مؤسسات الدولة واستعمال القوة لمنع اجتماعات نداء تونس على حدّ تعبيره. ويأتي هذا التصريح بعد منع اجتماع شعبي لحزب نداء تونس وإقامة مائدة افطار في منطقة حمام سوسة بالقوة من قبل مجموعة مجهولة، قال القطّي إنّهم على علاقة بمسوؤلي الجهة. وقال النائب عن حركة نداء تونس إنّ مدخل قاعة سينما زيني فيلم قد تعرض للهدم من أعوان بلدية أكودة باستعمال جرافة وتعرض صاحب القاعة للتهديد من رئيس بلدية أكودة والمعتمد ووالي سوسة حسب قوله
. وقال مراقبون إن هناك خطة سرية تنفذها حركة النهضة عن طريق قيادات محلية وأنصار ومتعاطفين تقوم على منع الأحزاب من عقد اجتماعاتها واستقطاب أنصار جدد، وخاصة حزب نداء تونس المنافس الجدي للنهضة في الانتخابات القادمة. ويكشف المراقبون عن أن حركة النهضة، التي لم تنفذ إلا جزءا بسيطا من وعودها الانتخابية، فوضت لمكاتبها المحلية التصرف في كيفية محاصرة الخصوم وتشويهم مع قرار بعدم تبني هذه التحركات والاستعداد للتبرؤ من منظميها. وذكر مصدر مقرّب من الحركة، رفض الكشف عن اسمه، أن النهضة تبنت أسلوب “تحرير المبادرة” الذي سبق أن اعتمدته في مواجهة نظام بن علي سنة 1990، وهي خطة تعطي للأنصار الحرية الكاملة في ممارسة العنف حسب ما تسمح به إمكاناتهم. ويرى متابعون محليون إن أسلوب المناورة والالتفاف الذي تعتمده “النهضة” مع خصومها ربما يرتد عليها خاصة في ظل غضب شعبي من انعدام الأمن، وارتفاع الأسعار، وغياب الدولة في مواجهة الاحتكار، فضلا عن مخاوف واسعة من انتشار الفكر السلفي المتشدد الذي يهدد بتحويل البلاد إلى قاعدة خلفية لتنظيمات 
إرهابية متطرّفة


فحزب حركة النهضة لم يستطع التحوّل من حزب سياسي محظور زمن المخلوع ارتأى بقرار من زعيمه راشد الغنوشي أن يدخل في مواجهة عنيفة في فترة التسعينات مع السلطة القائمة حينها انتهت إلى الإلقاء بأبناء الحركة في محرقة النظام الديكتاتوري وفرار الزّعيم المرشد الذي يبدو المسطّر الأعلى وربما الأوحد لاستراتيجيات الحزب المحدد لأساليب عمله إلى حزب سياسي حاكم يفترض أن يسوي بين المواطنين على اختلاف توجهاتهم الحزبية والأيديولوجية فيحكّم القانون بينهم ويسمح لمؤسسات الأمن والعدل وغيرها... أن تكون محايدة لا أن تكيل بمكيالين.فإذا به لا يغادر خيار المواجهة العنيفة مجدّدا لكن ليس لمواجهة الديكتاتور المخلوع وإنّما لضرب الأحزاب التي تعارضه حتى من كان منها في الماضي شريكا لها في مقارعة الاستبداد...
أما آن للمرشد أو لمؤسسات حركة النهضة إن كانت قادرة على اتخاذ قرار يخالف قراره أن تهتدي إلى طريق الرشاد الوطني فتتخلى عن جبّة الحركة السرية المتبنية للعنف وترتدي ثوب الحزب الحاكم الذي يدير شأن المواطنين على حد سواء ويحفظ الوطن...

أما آن له أن يؤمن أنّ تونس أبقى وأعظم من الحزب و"الجماعة" 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire