dimanche 13 janvier 2013

رقصة الديك المذبوح



هل فكر البوعزيزي (رحمه الله) وهو يحرق نفسه احتجاجا على زمن الظلم، هل فكر ان هناك "زنوس" سيظهرون من بعده ويركبون على الثورة ويتحولون الى ثوار ونجوم وذوي وجاهة.هل فكر انه باستشهاده سيمكن الأوغاد والأنذال لكي يحلبوا من الثورة ويقيموا معها زواج متعة.
يوم احترق البوعزيزي كان القصاص يشتغل لواجيست.فهل كانت رخص اللواج تسند الى غير الازلام والاتباع والمناشدين للمخلوع.
ويومها كان بحري الجلاصي نكرة لم نسمع له صوتا او احتجاجا واحدا.
وكان لطفي العبدلي رقاصا في فرقة سهام بلخوجة يروج لثقافة البلادة والتفاهة والاستحمار.
وكان سامي الفهري يسبّح بآلاف بن علي ويعتبره الملهم والمنقذ والزعيم والمعلم. وظل يسانده الى اللحظة الاخيرة من حكمه.بل انه كرس ليلة 13 جانفي ، تلك الليلة الفارقة في تاريخ تونس ليدافع عن سيده ويخادع شعبا طلب الحياة ورفض الذل.
كان سامي الفهري ينهب اموال الشعب ويستغل معدات التلفزة الوطنية وكان يحكم باحكامه وينهب الملايين ولا يحاسبه احد.وكيف يحاسب وبلحسن الطرابلسي خلفه وامامه.
ساورتني هذه الافكار ليلة راس السنة وانا ارى هؤلاء الذين ذكرتهم وقد صاروا نجوما ، كل على طريقته.
ليلتها كان القصاص في اوج تالقه وعنترياته ، وهو يذكر خصمه بانه كان "باندي" وتشهد مدن اوروبا على فتوته.
ثم بعد ذلك قام ورقص كما يرقص اي مخمور على انغام المزود.تم كل ذلك والناس يتفرجون عليه، وفيهم من كان يتساءل كيف لجاهل مثل هذا ان يكون عضوا في مجلس تاسيسي سيحدد مستقبل البلد لمائة سنة قادمة.
ويزداد عجبك لما تستمع الى شقيق القصاص وهو يتحدث عن ابراهيم القصاص نائبنا في التاسيسي ويصفه بانه عاق لوالدته، متنكر لاهله، ما ان صار في المجلس التاسيسي حتى طلق زوجته وام اولاده التي شاركته سنين الحرمان.
هل هناك نذالة اكثر من ذلك !
في تلك السهرة جلس البحري الجلاصي صاحب الافكار المجنونة وهو المطالب بتزويج الفتيات في سن الثالثة عشر.وسرعان ما اشتعلت بين عاق امه القصاص وبين المجنون الجلاصي، وسط ضحكات الحاضرين وتصفيرهم،الحاضرين الذين اعجبهم المشهد وابهرهم صراع الديكة.
كأن الجميع صاروا مجانين في تلك الليلة.الا يوجد في تونس الا القصاص والجلاصي وجمهور مخمور اترانا انجزنا ثورة مجنونة ونحن لا ندري ؟
في قناة اخرى كان هناك الرقاص لطفي العبدلي الذي كان يتظاهر بانه سكران  حتى الثمالة ليشهد له بانه سكر حتى تعتعه السكر في ليلة راس السنة.
انه يفعل المستحيل كي يكفره السلفيون، ويصير وقتها شهيد "التطرف" ويصير نجما في تلفزات "فرنسا 24" "وفرنسا2" وتدافع عنه منظمات حقوق الانسان ومثقفو العالم الحر.
من هذا المشهد انتقل بكم الى شارع الحبيب بورقيبة حيث اجتمعت الضباع والثعالب والذئاب. وكان فيهم من يبحث عن عمل في "قناة التونسية" وفيهم من يريد دورا في احد المسلسلات الفهرية، وفيهم من يبحث عن الاضواء والشهرة بعد ان كنستهم الثورة التونسية.
حتى لمين النهدي الذي ظل طيلة 24 سنة يمجد المخلوع ويروج لدولة الامن والامان. حتى لمين النهدي الذي طالما سخر من اهل الريف وتمعش من التنكيت على "الجبورة" حتى لمين النهدي صار ثوريا وارتفع صوته وهدد بالعصيان.
لو ان هؤلاء رفعوا صوتا زمن الاستبداد.
لو انهم خرجوا في مظاهرات ضد الظلم.لو انهم وقفوا طيلة حكم المخلوع وقفة احتجاج في قضية عادلة واحدة.
لو فعلوا ذلك لقلنا انهم حقا ذوو مبادئ.
لكنهم كالضباع لا توجههم الا غرائزهم وكلما اشتموا رائحة جيفة تداعوا اليها لا يلوون على شيء.
ساختم الان بما فعله البجبوج مع الحداثيين ونجيب الشابي.نجيب الشابي من الذين جعلوا كل احلامهم في ان يكونوا في المناصب ، وان يبقوا في الاضواء. وهو قد جعل رئاسة البلاد غايته وبغيته وهدفه من الحياة.
وكي يحقق ذلك فقد تقرب الى "نداء تونس" ليسانده في ذلك الامر.كيف لا ونداء تونس يمتلك المال والاعلام والعلاقات الخارجية.فمعظم فاسدي المخلوع يمولونه ويحضرون اجتماعاته.
وصار نجيب الشابي في كل مناسبة يدافع عن نداء تونس وعن التجمعيين ويدافع عن حقهم في العمل السياسي، بل انه فتح لهم ابواب حزبه عله يدعم بهم قاعدته الاجتماعية المهلهلة. لكن ما حدث ان الباجي قلب الطاولة عليه وعلى جماعةالمسار. فقد قال الباجي ان جماعة المسار هم من جماعة صفر فاصل وقال عن نجيب الشابي انه لا يحكم في حزبه وهو يقصد بذلك ان نجيب الشابي لم يستطع ان يدير حزبا فكيف يقدر اذن ان يحكم البلاد.
وزاد الامر وضوحا حين بدت نية الباجي في ترشيح الطيب البكوش لرئاسة البلاد وصار يروج له داخليا وخارجيا. وهنا جن جنون نجيب الشابي الذي يعلم ان سن الباجي لا يسمح له بالترشح للانتخابات لانه يقترب من التسعين.وكان يظن ان الباجي لن يبجل عليه احدا.
لكن الباجي فعلها وتركه يعوم في "الشايح" ربما ذلك ما يلخص لقاء نجيب الشابي مع الشيخ راشد الغنوشي ومع جماعة الجبهة الشعبية.
فهل غير نجيب الشابي بوصلته.وهل تقبل النهضة وحلفاؤها بترشيحه للرئاسة خاصة وان مصطفى بن جعفر "يسخن" لمنصب الرئاسة.
اين سترسو سفينة الشابي في اليمين ام في اليسار ام سيظل معلقا لا من هؤلاء ولا من أولئك.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire