vendredi 18 janvier 2013

نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية "الله يجيرنا من عذاب الدنيا و الآخرة"



تتسم العلاقة بين الدين والدولة بازدواجية الخطاب و جدلية التناغم بين المفهومين في الممارسة غير أن جل الدراسات أثبتت خضوع هذه العلاقة إلى ازدواجية في التطبيق على اعتبار أن الدين يتعارض مع أبجديات اللعبة السياسية ليطغى الطابع البراقماتي و يكرس الدين لخدمة أغراض سياسية منفعية بالأساس .
تونس دولة المؤسسات و القانون و دولة الحريات الشخصية و العقائدية أضحت اليوم في منعطف خطير و أصبح الدين ستارة  و أداة متاجرة للتأثير على العامة ليحيد عن تعاليمه السامية و يوظف بما يخدم مصلحة من يحتلون كراسي السلطة.
حقيقة واضحة لا نستطيع نكرانها حتى و إن حاولنا صرف النظر عنها في أحيان كثيرة .
الحاكم بأمره في الشؤون الدينية في بلادنا معالي الوزير نور الدين ألخادمي اثبت أن الدين لايعدو أن يكون سوى  وسيلة لخدمة مصالح الحكومة و يربط قدسية الدين بهيبة حزب معين باعتبار ان من يتعدى على مقر لحركة النهضة كمن يتعدى على مسجد على حد تعبيره.
وزير الشؤون الدينية من مواليد 18 ماي 1963 بتالة القصرين زاول تعليمه بالكتاب القرآني و حصل على شهادة الأستاذية في الفقه و السياسة الشرعية سنة 1988 من كلية الزيتونة للشريعة و أصول الدين ليعين في حكومة الجبالي وزيرا للشؤون الدينية .
اتسمت الحياة الدينية في الآونة الأخيرة بالفوضى و تكرر جرائم التعدي على المقدسات والمقامات كلنا نتذكر حادثة إضرام النار في مقام الولية الصالحة السيدة المنوبية بجهة منوبة و حرقه لتأتي النيران على أجنحة المقام من صحن التابوت و المصلى لتلتهم النيران كتب القران الكريم و تخلف أضرارا فادحة بالمبنى كذلك هدم مقام سيدي بوشوشة بدوار هيشر وتعرض مساجد بن قردان لاعتداء صارخ و تعد على المصحف الشريف و استهداف بيوت الله و التطاول على القران. لن يغيب عن الأذهان صورة كهل و هو يرسم صورة نجمة داوود السداسية على لوحة رخامية لجامع الفتح مما أثار استياء الجميع.ممارسات لم نكن نسمع عنها في تونس بلد حريات المعتقد و الانفتاح لكن في عهد ألخادمي تفلت زمام الأمور من يديه و تعم الفوضى بيوت الله تفقد الوزارة السيطرة على 400 مسجد من جملة 5000 مسجد واقعة تحت سيطرة تيارات سلفية متشددة و تصبح المساجد منابر لتحريض شبابنا على الجهاد بسوريا وتتحول إلى منابر للتراشق بالتهم بين الوهابيين و الزيتونيين و إتيان أعمال العنف و حتى القتل مثلما حصل بجامع بلال بسوسة  و هو ما يكشف فشل وزارة الشؤون الدينية في فرض هيبة الدولة على دور العبادة.

جرائم تمس من هويتنا الإسلامية زادت من درجة الاحتقان الذي يشهدها الشارع التونسي مما يدفعنا للتساؤل هل أننا أمام تطرف ديني في تونس؟
الحاج ألخادمي أدام الله عزه و سلطانه مرمد حجاجنا خلال موسم حج 2012 و لم يتعامل مع جهات رسمية لضمان حسن استقبال زوار بيت الله الحرام من إقامة و نقل و رعاية صحية ....و تعامل بمبدأ المحسوبية و المحاصصة في الاجتماع الذي جمعه بالمهنيين لوكالات الأسفار بعد منحه لإحدى الوكالات 2000 تأشيرة عمرة بطريقة مشبوهة.
معاليه أسس ديوان للحج و العمرة في وقت تحتاج فيه البلاد لكل مليم يصرف و في ظل سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة للخروج من عنق الزجاجة .
الوزير العبقري صرح في إحدى المناسبات عن إمكانية حرمان التونسيين من أداء مناسك العمرة لسنة 2013 بعد أن تشددت السعودية بشكل كبير في منح تأشيرات للمعتمرين التونسيين الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة خشية بقاؤهم في المملكة بشكل غير شرعي للعمل أو الجهاد و عوض أن يتخذ معاليه إجراءات لضمان راحة المعتمرين قرر حرمان الجميع من أداء مناسك العمرة فقط لان البعض يفضل عدم العودة لتونس بعد أداء فروضهم الدينية متناسيا أن الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه.
وزير الشؤون الدينية طوع التوحيد لهواه السياسي و حاد عن تعاليم الدين السمحة ليغلب الطابع السياسي على الطابع الديني.
قال تعالى:" إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ"  ... صدق الله العظيم


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire