إضراب
الجوع ...ابتزاز .. وصفعة مدوية لخلخلة عرش القضاء
كان
اضراب الجوع نجم الاساليب النضالية التي طالما لجأ اليها الانسان بعد فشل كل اشكال
التعابير الاخرى لتحسين وضعه بعدما استنفد كل الوسائل المتاحة لتغيير الاوضاع
ومن سمات المضربين ,انهم يغلبون المصلحة العامة
على الذاتية ..فقد يكون توقهم لنسمات الحرية و الرخاء و القضاء على جذور
الديكتاتورية همهم الاول و الاخير ...و حتى تكون
نضالاتهم الشخصية ترجمانا حقيقيا لهم الشعب و معاناته
المضربون
عن الجوع سابقا’يمتلكون الارادة القوية الصلبة التي تزحزحها اغراءات السلطة و لا
يلينها اشكال التعذيب التي تمارسها يد
الجلادين ضدهم ..ارادة تعبر صراحة عن استعداد تام للموت الشريف على الحياة في خضوع
و خنوع ..وفيها رسالة قوية للعالم هدفها ايصال صوت المجموعة
و
اضراب الجوع هو في الحقيقة الصنف الاشد لحركات نوعية لاحتجاجات رافضة و مستنكرة
لأساليب القمع و لسياسات اجتماعية و إنسانية خاطئة و رافضة للمعالجات الأمنية و
شكل من أشكال التعبير عن الأحقية في حياة كريمة دون إذلال و أسلوب من أساليب
المقاومة السلمية للظلم و رفض الخضوع له و دفع للضيم و هو دليل كذلك على العزة و
الشموخ و الأنفة
و
اليوم تعرف تونس حملة شاسعة من اضرابات الجوع اصبحت من اكثر اشكال التعبير
ضحالة حتى اصبحت تونس ملقبة بعاصمة اضراب
الجوع
تحمل
جل الاضرابات اليوم معاني الدفاع عن الشخص ذاته لا عن المجموعة و احد اكبر اشكال
اذلال السلطة القضائية و المس من هبتها و دورها ..
و اصبحت
من السهل الممتنع و اول الخطوات اتخاذا من اجل تجاوز سلطة السلطة و ابتزازها
...وغالبا ما شهدت السجون مثل هاته الحالات فبعد حالة الفزع المدوية التي احدثها
وفاة السلفيين نتيجة اضراب الجوع الذي دخلا فيه...دخل العديد من اهالي المسجونين
ظلما او تظلما في اضراب جوع ثم طال الامر الى اعضاء التاسيسي و الصحفيين الذين لم
تنصف الدولة صحيفتهم بالاشهار العمومي و اصحاب القنوات التلفزية كسامي الفهري و
الطاهر بن حسين ثم تحولت الى اهل الثقافة و لامست حتى وزيرامن الحكومة المنصف بن
سالم و القائمة تطول و اضرابات الجوع لا تنتهي ...
اخر
اضراب الجوع نفذه الطرابلسية الذين لم يعجبهم الحكم ضد احد فسادهم مطالبين باعادة محاكمته استئناسا بالجماعة
السابقة التي وجدت فيه امثل اطريقة للخلاص من عقوبة القضاء او لزيادة في الاجر او
للتمتع بالحرية ا واو ...
الاكيد
ان قليلين هم من يقدمون على اضراب الجوع و المواصلة فيه ..اما الجبناء فانهم غالبا
يرفعون شعارات الاضراب بشكل فضفاض و قد ملأ الاكل البطون ..فدعهم يضربون ..الأهم
هو تطبيق القانون؟؟؟
الحبيب العرفاوي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire