dimanche 16 décembre 2012

من أرشيف البوليس السياسي في الزمن الأسود.. ملف عبير البناني




كيف أنقذت الثورة عارضة الأزياء التونسية عبير البناني من الاغتيال
في ليلية صيفية رائعة من أواخر شهر جويلية سنة 2009 انتظم بنزل السندباد بالحمامات وبالضبط على ضفاف الشاطئ الجميل قبالة النزل حفل فني ساهر إلى مطلع الفجر  احتفاءا بأول عرض عالمي ترويجي لسيارة الربع مليار "بورش باناميرا" .
الليلة البيضاء ليوم الأحد 20 جويلية 2009 حضرها قرابة 800 مدعو من "جات سات" مملكة قرطاج وعديد الأجانب من كبار المشاهير في عالم المال والأعمال والإعلام من ضيوف صخر الماطري الصهر المدلل لحاكمة قرطاج وصاحب اكبر المجمعات الاقتصادية والمالية بالبلاد "ماطري برانسيس غروب".
روبارتو كافالي مصمم الأزياء الايطالي الشهير سجل حضوره وكذلك ونجمة الغناء العالمية جانيت جاكسون والملياردار ماركو ترونكاتي بروفيرا إمبراطور صناعة المطاط وزوجته عفاف جنيفان عارضة الأزياء ومقدمة البرامج التونسية الايطالية و فوزي بن ناصر شهر " فرانسوا" وزوجته اليهودية وعارضة الأزياء التونسية عبير البناني وبلحسن الطرابلسي والهادي الجيلاني وخالد القبي وسامي الفهري ومعز بن غربية وحمادي الطويل وعبد الحكيم هميلة والأزهر السطا ومرام بن عزيزة والقائمة طويلة لا يسمح المجال بذكر كل الحضور فالمهم أن كامل أفراد العائلات القريبة والمتصاهرة من حاكمة قرطاج سجلوا حضورهم إضافة إلى رجال المال والأعمال والاعلام  المحسوبين على القصر المهم أن الحفل كان من النوع غير المسبوق من ناحية التنظيم والأشياء أخرى (خمر – مخدرات – جنس – رقص -...) غالبيتهم كانوا في حالة انتشاء قصوى خصوصا وان صاحب الحفل حرص على توفير  مستلزمات الليلة البيضاء.
على إحدى الطاولات جلس صخر الماطري وقربه زوجته نسرين بن علي وشاركه الجلوس كذلك كبار المشاهير المدعويين ... وقبالته بالضبط انطلقت عبير البناني (عارضة الأزياء التونسية وبطلة مسلسل "ولد الطليانة" وبطلة مسلسل "مكتوب" في جزئيه الأول والثاني) في وصلة رقص مثير جلبت انتباه أمير الحفل صخر الماطري الذي أبدى إعجابه بجمال وأناقة وحرفية عبير البناني وليصفق تارة وليرمي بإشارات خفية تارة أخرى...
نسرين بن علي لاحظت اهتمام زوجها بعبير مسلسل مكتوب وتملكتها نوبة من الغضب خصوصا وانه سبق أن وصلتها معلومات شبه مؤكدة عن وجود علاقة محرمة بين زوجها وعارضة الأزياء ...وفي الحين طلبت من زوجها الكف عن مغازلة الراقصة عارضة الازياء مهددة اياه بافساد الحفل وباعلام والدتها لكن صخر الماطري الذي كان في حالة سكر مطبق احتج على تصرفات زوجته واصر على انتهاج نفس السلوك كامل الحفل مما اجبر نسرين على الانسحاب ومغادرة نزل السندباد في اتجاه نادي عليسة بقمرت اين اتصلت بوالدتها ليلى الطرابلسي والتي كانت زمنها منهمكة بلعب الورق والقمار رفقة عدد من سيدات المجتمع الفاسد.... ليلى انزعجت ايما انزعاج خصوصا وان ابنتها المدللة وبمجرد مغادرتها للحمامات لم تنقطع عن الاتصال بها عبر الهاتف الجوال والتباكي لحظها التعيس الذي وضعها في عهدة رجل خائن ....


ليلى ورغم انها كانت في حالة سكر مطبق فانها تماسكت وهدات من روع ابنتها واتصلت في حينها بمدير الامن الرئاسي علي السرياطي لتطلب منه ضرورة التصرف للتخلص نهائيا والى الابد من الكارثة عبير البناني ارضاءا لكرامة ابنتها المهدورة في حفل السندباد وامام مئات المدعويين....
علي السرياطي وكعادته عهد بالمهمة القذرة الى احد اخطر عناصر البوليس السياسي زمنها والمختص رقم واحد في تصفية خصوم النظام باستعمال ما يسمى بالجرائم المستحدثة وهو "DCRG المدعو سامي جاء وحدو مدير الادارة المركزية للاستعلامات العامة "
الاوامر كانت واضحة وهي ابعاد عارضة الازياء عبير البناني عن صخر الماطري وتاديبها وان لزم الامر التخلص منها بشتى الطرق ...
ومن الغد تولى سامي جاء وحدو اسداء التعليمات الى منظوريه لجلب المعنية من منزلها الكائن بإقامة الفاطميين بجهة العوينة (شقة على ملك خالد القبي) وبالضبط على مقربة من مصحة سكرة...
حيث تحولت مباشرة مجموعة من أعوان البوليس السياسي (رضا الرياحي وعبد القادر البرهومي ومحمد الصغاري) إلى شقة عبير مسلسل مكتوب وليتم جلبها إلى مقر الإدارة العامة للمصالح المختصة "بريقاد موندان" أين تعرضت المسكينة إلى العنف الشديد والهرسلة من طرف الثنائي سامي جاء وحدو ورضا الرياحي وليتم سماعها في محضر والتنبيه عليها بضرورة الابتعاد عن صخر الماطري وقطع كل علاقة به وإلا فإنها ستعرض حياتها للخطر.
وبعدها تم وضع عارضة الأزياء عبير البناني تحت المراقبة اللصيقة بإشراف مباشر من سامي جاء وحدو الذي حاول عديد المرات ربط الصلة مع الجميلة عبير للحصول على موعد في أوله احتساء لقهوة وآخره محتوم في شقة بحي الواحات بالعوينة والتي أعدها خصيصا لممارسة الجنس والمجون وتصوير ضحاياه لابتزازهم في مرحلة أخرى....


المهم أن عبير استشعرت الخطر خصوصا وان البوليس السياسي ضيق عليها الخناق ولم يعد بإمكانها التنقل بكل حرية إضافة إلى اقتناعها بان حاكمة قرطاج لن تتركها في أمان... وعند أول زيارة لها إلى باريس اتصلت بواسطة احد معارفها بصحفي تونسي فرنسي يدعى "س.ب" (معروف بعلاقته مع الموساد وجهاز الاستخبارات الفرنسي "د.ج.اس.ا") ومكنته من عديد المعلومات حول تجاوزات العائلة المالكة والتي حصلت عليها عن طريق عشيقها "ص.ب" (رئيس فرع بنك تونسي خليجي وصديق مقرب من الحاج منتصر المحرزي زوج سميرة الطرابلسي) وكذلك من منتج ومقدم برامج تلفزية "س.ف" (شريك بلحسن الطرابلسي وكان زمنها على علاقة وثيقة بجل أفراد العائلة الحاكمة) ... صاحبنا جمعتها به صداقة حميمية خلال مشاركتها في تمثيل مسلسل مكتوب ...
وتواصلت أعمال الهرسلة والتضييق والرصد والترصد والمتابعة والتنصت على مكالمات عبير مكتوب الهاتفية الواردة والصادرة من طرف أعوان سامي جاء وحدو تحت قيادة رئيس مصلحة المتابعة بمصالح الاستعلامات المركزية المدعو سهيل الغربي (غادر البلاد مؤخرا وفر إلى تركيا خوفا من المحاسبة والتتبعات القضائية) وليصل الأمر إلى حد التخطيط لاغتيالها خصوصا وان نسرين بن علي لم تغفر للعارضة تطاولها عليها ومحاولتها إغراء زوجها صخر..... مراقبة لصيقة امتدت لأكثر من 17 شهرا كادت لا قدر الله تحيل عبير مكتوب إلى نهاية محتومة بإحدى مقابر العاصمة تحت غطاء حادث مرور او انتحار او مرض فجئي...
لكن جاءت الثورة لتفشل مخطط سامي جاء وحدو لاغتيال عارضة الأزياء المسكينة عبير البناني بطلب من ليلى حرم المخلوع.....


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire