الدور الحقير الذي لعبته مصالح استعلامات
الرئيس المخلوع مباشرة بعد فراره خارج البلاد اعتمد على :
أولا : الحرص على إتلاف الأرشيف الأمني والرئاسي في
غفلة من الجميع
ثانيا : الإشراف المباشر على تجنيد القناصة لترويع
الشعب والعمل على التستر عليهم
والهدف إما النجاح في الالتفاف على الثورة وقمعها
نهائيا وإعادة الحكم إلى الرئيس المخلوع بعد تصفية خصومه واشد معارضيه.... او حرق الأرض
بمن عليها...
حيث جاء في تقرير عسكري سري حصلت الثورة نيوز
على نسخة منه حول أهم الأحداث التي جدت بجهة الكرم الغربية يوما بعد فرار الرئيس
المخلوع وبالضبط يوم 15 جانفي 2011... ما يلي :
- حوالي الساعة 11 و30 د وبينما كانت دورية
عسكرية منتصبة أمام مكتب البريد على مستوى شارع 5 ديسمبر بالكرم الغربي وعلى اثر
صياح المواطنين "ها هوما الكلاب" برزت سيارة نوع "كيا"
بيضاء اللون وعلى متنها شخصان من نهج فرعي للشارع المذكور سائقها ماسكا بيده
اليسرى مسدسا يطلق به النار على المواطنين فأصاب مواطنة على مستوى الرأس ...خلالها
وبكل سرعة تمركز أفراد الدورية ليتم إطلاق النار في الهواء ثم على إطارات السيارة
المذكورة لتتجاوز مكان الدورية بسرعة جنونية قبل أن تصطدم بالرصيف وسط الطريق ثم
تتجاوز مركز شرطة المكان لتصطدم بحائط منزل حوالي 200 متر من مكان انتصاب الدورية
ثم يترجل منها ركابها ويفران دون التمكن من القبض عليهما بسبب تواجد المواطنين
بينهما وبين أفراد الدورية ... وإثرها تم تفقد السيارة التي كانت فارغة من كل
مشبوه وقامت الدورية بالتفتيش عنهما دون جدوى بعد خفر المواطنة المصابة إلى غاية
مستشفى خير الدين.....
- حوالي الساعة 15 و30 د وعلى اثر إشعار من
المواطنين تم محاصرة سيارة مستأجرة نوع رينو سامبول على متنها 4 أشخاص مسلحين خرجت
من المنطقة الصناعية المحاذية للكرم الغربي مستوى مفترق طرق الباب الرئيسي لقصر
المعارض بالكرم من طرف دورية عسكرية من القوات الخاصة واثر رفض ركاب السيارة
المذكورة تسليم أنفسهم ورميهم على عناصر القوات الخاصة تم تبادل الطلق الناري نتج
عنه جرح احدهم ومصرع البقية وخلال هذه الأحداث قدمت سيارة أخرى رباعية الدفع من
الاتجاه المعاكس وفي بادئ الأمر انصاعت إلى الأوامر وتوقفت ثم فجأة انطلقت بكل
سرعة هاربة فتم إطلاق عليها النار لينتج انفلاق عجلتين وجرح امرأة من ركابها مستوى
الكتف وجرح السائق على مستوى يده اليسرى علما وانه كان يمتطيها امرأتان وثلاثة
رجال ... هذا ويمكن الإشارة أن بعض المواطنين كانوا فرحين عند مشاهدة احد جثث ركاب
السيارة المستأجرة حيث صرح احدهم أنها جثة عون امن كان يشتغل بالشرطة العدلية
بالكرم وهو المدعو محمد البوغديري ولقد اشتهر بظلمه وبطشه وطغيانه وحبه
للرشوة وترويجه للمخدرات.....الجثث الثلاثة تم نقلها إلى القاعدة العسكرية
بالعوينة ومنها إلى مستشفى المنجي سليم بالمرسى ومنها إلى مستشفى شارل نيكول أما
الراكب الرابع والذي اتضح انه عون امن مسلح فقد تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج
ومنها تم تسليمه إلى مصالح امن الدولة....
- حوالي الساعة 16 و30 د وبطلب من مواطن تم
التدخل بحي من أحياء الكرم المتواجد يمين مدخل الكرم الغربي من جهة المعرض لتسلم
مشبوه فيه تم القبض عليه من طرف لجنة الحي بزي مدني تبين انه عون امن بزي مدني
وحذاء قتال وله شريحة هاتف جوال تونيزيانا تقبل المكالمات دون التمكن من الإرسال
تم تسليمه إلى القاعدة العسكرية بالعوينة ومنها إلى مصالح امن الدولة....
- حوالي الساعة 22 و45 د واثر تلقي إفادة عن
وجود 3 قناصة بالقبة الخضراء بقصر المعارض بالكرم يطلقون الرصاص على أفراد الدورية
العسكرية المتواجدة قرب المكان لتصيب غطاء السيارة العسكرية "ديفندر"
بعد أن تم كشفهم علما وان حراس المعرض المتواجدون بداخله أكدوا عن طريق الهاتف
الجوال بوجود أشخاص غرباء على غاية التسلح بالقبة بمنافذ التهوئة وعددهم غير معروف
... تم إسناد المجموعة برمي مضاد من ناقلة الجند التابعة للعنصر العسكري المكلف
بحماية بنك الزيتونة.....
- حوالي الساعة 00 و25 د من اليوم الموالي أي
16 جانفي 2011 تم الإعلام عن هروب مجموعة من الأشخاص مترجلين مسلحين بأسلحة خفيفة
من قصر المعارض بالكرم من جهة السوق الأسبوعية في اتجاه منطقة الأمن العمومي
بحدائق قرطاج وحي الستاغ بالكرم الغربي ... علما وأنهم أصابوا شابين من سكان الحي الأول
برصاصة على مستوى إحدى ركبتيه والثاني برصاصة على مستوى المؤخرة واللذان تم نقلهما
إلى مستشفى خير الدين...
- تدخل مروحية مسلحة والرمي على القناصة
بالقبة المذكورة....
- وصول فرقة مقاومة الإرهاب والقوات الخاصة...
- حوالي الساعة 5 و05 د تم القضاء على القناصة
(8 قناصة)بعد القيام بالصولة من طرف فرقة مقاومة الاجرام ورفع الجثث وتسليمهم لمصالح
امن الدولة .....
هذا وجاء في ملف القضية عدد 1705 المنشورة
بالمحكمة الابتدائية بتونس انه في يوم 16 جانفي 2011 وفي حدود الساعة 7 و05 د
وبينما كانت مجموعة من الشبان بالقرب من احد المقاهي بالوردية تضع حاجزا للتثبت في
هويات الأشخاص المارين كما هو الحال في مختلف الأحياء بالبلاد أيام الثورة ...
قدمت سيارة إسعاف بيضاء وزرقاء لوحاتها المنجمية عادية على خلاف العادة وكان على
متنها 3 أشخاص يرتدون بدلات طبية بيضاء وجمازات من الجلد الأسود وفي غفلة من شبان
الحي أطلق احد راكبي السيارة النار من مسدسه من نوع "سميث" مباشرة على
احد الشبان وبالضبط على مستوى رأسه ليسقط أرضا والدماء تنزف من فمه وانفه ورأسه
ولتلوذ بعدها سيارة الإسعاف بالفرار واحد راكبيها يطلق النار في الهواء.... الشهيد
ليس إلا الشاب عادل الحنشي.... شقيق الهالك نجح في الاختباء وراء خزنة
الماء وامسك بالقناص وأسقطه أرضا ليلتحق به بقية شبان الحي وليشلوا حركة هذا الأخير
... مصادفة مرت سيارة شرطة وطلبت تسليمها القناص لكن أبناء الحي رفضوا ذلك وأصروا
على تسليم القاتل إلى الجيش... وبحلول دورية عسكرية تم تسليمها القناص دون مرافقاه
اللذان تحصنا بالفرار بواسطة سيارة الإسعاف.... والجيش بدوره سلم القناص إلى مصالح
امن الدولة......
كذلك جاء في نفس السياق أن وحدات الجيش أوقفت
المدعو "م.س" حوالي الساعة الخامسة صباحا على متن سيارة "شيفروليه"
وبحوزته بندقية صيد و103 خراطيش عيار 12 مم وسلمته إلى مصالح امن الدولة....
كذلك فقد سجلت التقارير انه حوالي الساعة 14
و30 د من يوم 16 جانفي 2011 إيقاف سيارة رباعية الدفع نوع "اكس 5" محملة
بالأسلحة والذخيرة والأموال بجهة قرطاج خارجة من احد القصور الرئاسية وليتم
كالعادة تسليم راكبيها إلى مصالح امن الدولة...
فمن هي هذه المجموعات المسلحة التي أطلقت
النار على المواطنين وروعتهم ايام 14 و15 و16 جانفي 2011 ...ومن هي الجهة التي تقف
وراء القناصة ... ومن تستر عليهم ... ومن أخفى الحقيقة المروعة عن الشعب .... قطعا
مصالح امن الدولة (إدارة الاستعلامات) والتي كان يشرف عليها احد ابرز أزلام النظام البائد سيئ الذكر سامي جاء
وحدو والذي كلفته ليلى الطرابلسي حرم المخلوع بمهمة تجنيد أتباعه وأعوانه
(حوالي 1500 من موظفي الأمن) وتكليفهم بمهمة ترويع الشعب وإعادة خلط الأوراق إضافة إلى مجموعة من
القناصة الأجانب المأجورين (نوع بلاك واتر) تكفل بلحسن الطرابلسي باستقدامهم ووضعهم تحت ذمة اخطر عناصر
البوليس السياسي لبن علي.....
والغريب أن جل السيارات المستعملة في ترويع
الشعب كانت من نوع "كيا" و"رينو سامبول" و"بيجو بارتنار"
و"بارلانقو" ورباعية الدفع "اكس 5" ... مستأجرة دون عقود إيجار
او سيارات إسعاف بلوحات منجمية عادية ... وغيرها.... كذلك تصادف أن من ركاب
السيارات المشبوهة تواجد رجال مكلفين بتوزيع الأموال على البلطجية والمجرمين وهم
عادة من الأثرياء او من أبنائهم المحسوبين على عصابة السراق إضافة إلى أعوان امن
مسلحين عهدت له مهام إطلاق النار على المارة.....
والخطير في الأمر أن الجيش سقط في الفخ وسلم
الموقوفين من القناصة إلى نفس الجهة المشرفة عليهم زمنها أي سامي جاء وحدو والذي
بدوره أطلق سراحهم بعد أن طمس معالم الجريمة ......
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire