mercredi 23 mai 2012

عندما تفشل حكومة الجبالي في اول امتحان حقيقي





في الحقيقة هالتني حالة الحكومة الحالية ... انفلاتات في كل الجهات... اعتصامات في جل المناطق... احتجاجات امام غالبية الوزارات .... قطع للطرق الرئيسية والثانوية والوطنية والسيارة وحتى السكك الحديدية.... الاضرابات عمت البلاد .... والأسباب ان كل الشعب غير راض عن الاداء الحكومي الذي تميز بالسلبية والسطحية.... وحسب اخر الاستطلاعات فان اكثر من نصف الذين صوتوا الى النهضة سجلوا ندمهم فما بالكم بمن لم يصوت اصلا.
عدد كبير من السادة المعتمدون والولاة اسقطوا في جهات يجهلون عنها الكثير او انهم يفتقدون الى الخبرة والحنكة والفطنة و.... او ان القيادة المركزية والمقصود هنا الحكومة قد حرمتهم من سلطة القرار لتجعل منهم مجرد واجهة مسلوبة الحكم ... حالة عجلت باستقالة البعض وهروب البعض الاخر....
عدد كبير من السادة المديرين العامين والرؤساء المديرين العامين ورؤساء مجالس الادارات خيروا الانتظار على الربوة والهروب من مسؤولية قد تحيلهم على المسائلة القضائية وبالتالي عطلوا اخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب واجلوا تأشيرها الى حين انقشاع السحب ....
عدد كبير من وزراء حكومة الجبالي اعتكفوا في مكاتبهم ورفضوا استقبال المواطنين والمتعاملين والموظفين خوفا من مواجهة موقف محرج  فالمهم بالنسبة لهم التقيد بمقررات المجالس الوزارية الضيقة والموسعة ... القطاعية والوطنية...
والنتيجة تغني عن الجواب .... حكومة مشلولة واقتصاد في انحلال وأسعار من نار.... اضافة الى افلاس عدد كبير من رجال المال والأعمال والتجار ... وغلق للمصانع والمؤسسات وطرد لآلاف العمال نتيجة غياب الحلول والعملية ...
اتجهت مصادفة منذ ايام الى مقر الحكومة بالقصبة رفقة احد الاصدقاء لقضاء بعض الامور .... وهالني ما عشته طيلة يوم كامل من التاسعة صباحا الى الرابعة مساءا.... حركة كبيرة لزوار الوزارة الاولى او رئاسة الحكومة ...هذا عامل بالخارج جاء طالبا تدخل الحكومة لدى الديوانة لتطبيق القانون في موضوع توريد سيارة... وذاك عامل حضائر جاء من جندوبة ليشتكي تاخر صرف مرتبه المتواضع منذ شهر جويلية 2011 والحال انه في خصاصة وابنه مريض ولا يمكنه انتظار اكثر من 10 اشهر دون مرتب.... والأخرى معطلة تم حرمانها من اجتياز احدى المناظرات دون وجه حق ... والآخر جاء يطالب بعمل وهو العاطل او المعطل منذ 10 سنوات رغم قفة الشهائد التي يمتلكها... والآخر جاء يشتكي تأخر صرف منحة البطالة .... والآخر موظفا حرم من الترقية باطلا و..........
احدهم اكد على انه راسل الحكومة اكثر من 100 مراسلة في ظرف 4 اشهر دون الحصول ولو على لفتة او اجابة او رد .... ويضيف بان الحكومة المؤقتة الحالية قد ابرمت عقود تزود بالآلاف من آلات "اتلاف الوثائق" لاستعمالها في التخلص من الكم الهائل من الوارد.....
والمشكلة انه ورغم تعدد وزراء ومستشاري رئاسة الحكومة وكثرة الدواوين والملحقين والمكلفين بمهام فان الزائر الى رئاسة الحكومة بالقصبة سيطرد من قبل اعوان الامن المكلفين بعد ان يعيل صبره في انتظار مسؤول حكومي مستعد لسماعه .... فجميعهم في اجتماعات لا تنتهي .... وجميعهم في جلسات مطولة ...... انفلات غير مسبوق في الشارع وغياب غير معهود لسلطة القرار الحكيم وارباك غير مشهود للإدارة....... فهل هي بداية انهيار الدولة الحديثة ? ام ان النهضة فشلت في الامتحان ?



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire