سامي الحناشي(الاسم
الحقيقي) أو سليم بقة (الاسم الحالي) يعتبر من أشرس جواسيس إسرائيل في العالم
العربي ضل يمارس تجسسه وخيانته طيلة 30
سنة (1982-2012)٬ سامي الحناشي الطالب بمعهد الصحافة قسم فرنسية وابن عون
الاستخبارات المقبور محمد الطاهر الحناشي وقع ترشيحه بعد نجاحه الباهر في الاختبارات
البسيكولوجية المخصصة لانتداب عملاء ومتعاوني الموساد وليصبح بعد بضع سنوات ذراع
الموساد الخشبية الرئيسية المزروعة من زمن الحبيب بورقيبة إلى زمن الثورة والثوار في
بلاد المغرب العربي وبفرنسا٬انطلاقته كانت باقتراحه وترشيحه من طرف احد الإطارات السامية
السابقة بوزارة الداخلية والمعروفة بعلاقاتها المشبوهة مع الموساد والتي عملت على
انتدابه لفائدة الصهاينة لتتبع القيادات الفلسطينية وللتجسس على مختلف مصالح منظمة
التحرير الفلسطينية والتي انتقلت من بيروت إلى تونس حيث اتخذت من منطقتي برج
السدرية جنوب العاصمة وقمرت شمالها كأماكن جديدة لتمركز قياداتها وقواتها الخاصة .
وبعد أن تلقى
تكوينا سريعا في اختصاص الجوسسة بمدرسة حيفا للعملاء والمندوبين بإسرائيل أوائل
الثمانينات تمكن سامي الحناشي في فترة وجيزة لا تتجاوز الخمس سنوات من تاريخ
انتدابه من طرف الموساد من تحقيق نجاحات غير منتظرة في التأثير السلبي على مستقبل
منظمة التحرير الفلسطينية بعد سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى اثر عملتي
"مذبحة حمام الشط" و"عملية اغتيال خليل الوزير أبو جهاد" والتي أوصل من خلالها الصهاينة برقية عاجلة إلى
الفلسطينيين من أن تواجدهم بتونس على بعد آلاف الكيلومترات هو في الواقع وكأنهم
على حدود إسرائيل.
ورغم أن العميل
في الغالب لا يعرف انه أصبح عميلا في بداية تجنيده بل يكتشف ذلك بنفسه بعد انغماسه
في التجسس وتكون حينها شباك الجاسوسية قد كبلته وأطبقت عليه ولم تعد لديه أية
وسيلة للفكاك ...... حينئذ كالآلة الصماء يضطر إلى العمل دون إدراك للعواقب....
هذا كان حال اشهر عملاء الموساد العرب... العميل رقم 712 .
فقد كانت
الجاسوسية عند العميل 712 "سامي الحناشي" قد وصلت إلى درجة الصقل والاحتراف بعدما تعدت
مراحلها الابتدائية الأولى وتحولت مهنة التجسس عنده إلى أستاذية في التخفي
والتمويه والبحث عن مصادر المعلومات ووصلت درجة الثقة في معلوماته عند جهاز
الموساد لمدى شاسع من الجدية والتأكيد.
فمراكز المخابرات
الإسرائيلية بكافة فروعها شانها كشأن كافة أجهزة المخابرات الأخرى تتخذ من النظرية
القائلة بان لدى كل إنسان نقطة ضعف ... ولكل إنسان ثمن ...نقطة انطلاق للتنقيب عن
ضعاف النفوس واصطيادهم وتخضع عادة عملية الإيقاع بهم والسيطرة عليهم لخطوات معقدة
وشائكة ومن هذا المنطلق أجاد قادة الموساد استخدام هذه النظرية باتساع دون
اعتبارات للشرف والفضيلة وبما أن الطالب سامي الحناشي كان باحثا عن المال فوجد
ضالته لديهم وبما أن سامي الحناشي كان يسعى وراء نزواته وشهواته فقذفوا إليه بأجمل
العاهرات وبعد أن ضاقت به الدنيا ببلده تونس وخوفا عليه من افتضاح أمره وإمكانية تعريض حياته لخطر الانتقام الفلسطيني ٬تم
ترحيله إلى فرنسا أواخر الثمانينات بهوية مدلسة أو مضروبة وتحت اسم جديد "سليم
بقة" بمساعدة جهاز استعلامات العميل رقم 711 زين العابدين بن علي.
وبعد صولاته
وجولاته بأوروبا طيلة أكثر من عقدين ونجاحه في اختراق معارضي نظام الرئيس المخلوع
من إسلاميين ويسار وقوميين وربطه لشبكة العنكبوت بفرنسا ليصبح "حلقة استشعارية
مخابراتية رئيسية" بإمكانه مد الموساد بمعلومات على غاية من الدقة الأهمية والتأكد
تخص جل الأنظمة العربية وكافة أطياف المعارضة المقيمة بالداخل وبالخارج٬ تم
الاتفاق على إعادة زرعه من جديد بتونس خصوصا بعد سقوط نظام العميل 711 وأمام حاجة
الموساد إلى التموقع في مركز منبت ثورات الربيع العربي.
في الأول لم تكن
عملية إعادة زرع العميل رقم 712 "سليم بقة" في النسيج الأمني والإعلامي
والاجتماعي والسياسي والاقتصادي صعبة خصوصا وانه تم الترويج مسبقا لنضالاته الكرتونية
ضد ديكتاتورية الرئيس المخلوع إضافة إلى التأكيد على مساهماته القيمة كحلقة ربط في
كتابة المنشورات الفاضحة "حاكمة قرطاج" و"صديقي بن علي" وغيرها
وكلها كتب استخباراتية اعتمدت على تسريبات ميدانية قريبة من الحاكم السابق بعضها
صحيح والبعض الآخر مفبرك استعمل للإثارة والإرباك.
ومن خلال وظيفته
كصحفي يملك جريدتين اختصتا في الدعارة الاعلامية "الجراة"
و"الاوداس" وموقعه في صف معارضي المخلوع وقربه من بعض اطياف المعارضة
المهجرة توسعت علاقاته وتشعبت وتبلورت شخصيته الجديدة التي نضجت في العمالة
والخساسة والنذالة ... أصبح العميل رقم 712 خلال الأشهر الأخيرة مقصدا وملجأ لعديد
السذج والبسطاء من الذين صدقوا من انه الطريق نحو الحرية والتحرر وانه السبيل لرفع
الظلم والقهر والغبن وليتم تزويده بشتى الوثائق والملفات والصور الخاصة بأمن
البلاد وبأمان العباد.
وكانت سعادة سليم
بقة بالمهمة الجديد وفرحته بالغنيمة والثروة لا توصف تحف به من كل جانب أحلام
المغامرة والثقة في الغد.. فكيف لا يسعد ولا يرقص ولا ينتشي وقد ارتفع شانه في
المجتمع المدني وأصبح من قادة الثوار الجدد كما انتفخت أرصدته البنكية وتراكمت أمواله
وتضاعفت عقاراته في غفلة من الثوار.
لكن كان للكشف مؤخرا
عن حقيقة معدنه الرخيص وافتضاح أمر عمالته للموساد الوقع السيئ عليه وعلى مشغليه
وليدخل مرحلة الشك ومحاولة الهروب إلى الأمام والإعداد للعودة من جديد إلى فرنسا
بعد أن يكون قد هرب الأموال التي غنمها في غفلة من أبناء هذا الشعب المسكين وقبل
ان تطاله التتبعات القضائية من اجل الخيانة العظمى والتخابر مع جهاز الموساد
والتسبب في استشهاد مئات التونسيين والفلسطينين والتحيل والابتزاز.
فهل تكون سنة
2012 نهاية عميل الموساد رقم 712 .... لنرى وننتظر.


Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire