القاضي
كيف يفلح قوم فعلوا هذا بقضاتهم ؟!
القاضي قريب من الله قريب من الناس كما قال رسول الله . والقاضي العادل هو أحد
السبعة الذين يظلّهم الله بظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه . والله تعالى لم يشرك أحدا في
حكمه إلا القاضي . فكيف يفلح قوم فعلوا الأفاعيل بالقاضي ؟ فعذّبوه وسجنوه وجوّعوه
وشرّدوه و جعلوه متسوّلا ذليلا بعد أن كان موسرا عزيزا .. وما ذاك في رشوة أو
جناية ارتكبها وإنّما لأنّه عادل رحيم بالضّعفاء ؟! والله إنّ هذا لنذير شؤم ونسأل
الله حسن العاقبة .
الجلاّد والضحيّة
إنّ الضحية عندما تستسلم للجلاد
فتسلّمه جسدها وروحها يعبث بهما كيف يشاء فهي في الحقيقة لا تسلّم نفسها لجلادها
وإنما تسلّم الجلاّد إلى حتفه لأنّ أنين الضحية أو أوجاعها هي لعنة تحلّ بالجلاّد
وكلّما أمعن الجلاّد في تعذيب ضحيّته كانت نهايته وشيكة . إنّ ألم الضحية هو لعنة
الجلاد .
السلطة العامة
من شروط السلطة أن تكون
عامّة . فتتعلق أعمالها بدواليب الدولة وتتجه مقرراتها للعموم و ليس لفئة مخصوصة .
فالسلطة التشريعية عندما تسنّ قانونا فإنها تلزم به جميع المواطنين في الدولة .
والسلطة السياسية عندما تصدر مرسوما أو قرارا فإنّ هذا المقرّر ينصبّ على تحقيق
الصالح العام . فحتى أوامر الانتزاع التي يصدرها رئيس الدولة لانتزاع أرض مواطن
فإنها تعتبر من مظاهر السلطة العامة رغم أنّ أحد طرفيها فرد من الأفراد ولذلك
ارتبط الانتزاع بعبارة « لفائدة المصلحة العامة « .أمّا القضاء فإنّه عندما يصدر
حكما فإنّ ذلك الحكم لا يتوجّه إلى العموم بل إلى المتخاصمين طرفي القضية وذلك
الحكم لا يلزم إلاّ طرفيه وهو ما يعرف ب» الأثر النسبي للحكم القضائي « خلافا
للأثر العام لقرارات السلطتين التشريعية والتنفيذية
هيبة
هيبة القاضي لا يصنعها التكبّر
والجبروت وإنما بالتواضع و العدل . فكلّما كان القاضي عادلا ومتواضعا حظي
بالاحترام والتوقير من الناس . لقد كانت درّة عمر بن الخطاب أشد هيبة في النفوس من
سيف الحجاج.
على نخبك يا وطن1
كأني وقد نعى الناعون حقي
تطاير من جنوبي موارج الشهب
فدرت، وقد عشي بصري
علي , كما دار اليراع باللهب
وبت في حال ولست ادري
الخير في الاقدام ام النجاة في
الهرب
فان اقدم فرب شجاعة
تورد الشجعان مورد العطب
تحاجزت عنها وعن المفازة ان
تعيرني بنات العم بالهرب
خليلي إن جزتما بدار أقضية
فسلّما على المنزل الخرب
على نخبك يا وطن 2
أساور فضة تلهو بها السراق في
بلدي , ومعصم الحر أساوره الحديد
والحقّ ما فصلت قضيته الأسود
فكيف تقضي به الثعالب والقرود
قرود ولكن الزمان سيدهم علينا
فقبح من زمان تسود فيه القرود
عبيد من الذل إذا عصوا تزجرهم
عصا , وما كلّ العبيد سود
الجلاّد
كان الجلاّد يعبث بصوري العائلية
التي استولى عليها لدى اقتحامه منزلي . هي صور لأشخاص أعزّهم كثيرا ولم تفارقني
تلك الصور في حلّي وترحالي . صورة جدّي رحمه الله .. جدّي الّذي ربّاني وكان
بمثابة أبي . صورة أمّي .. صورة أختي ( معوقة ) ... كان الجلاّد يخرج الصّور
الصورة تلو الصورة ثم يقلبها بيديه الآثمتين ويلقي بها على الأرض . وكان يسخر من
أفراد عائلتي الماثلين في الصور . حتى إنّني بكيت في ذلك اليوم وما بكيت قبل ذلك .
صدّقوني إذا قلت لكم إنّ استهزاء الجلاّد بالأحبّة كان أشد إيلاما من جميع التعذيب
المادي الذي تعرضت له على يديه في أيّام الاحتفاظ . كنت مقيّدا إلى الكرسي
بالسلاسل , ولذلك عندما حاولت النهوض لمنعه من العبث بتلك الذكريات الغالية عجزت
عن القيام وكان شرطيّ يدعى « محمّد « يلكزني بيده ويقول « ترصّ شد بلاصتك .. «.
مواطنة
اتصلت بي مواطنة وقالت لي : «
قضيتك ماهيش قضيتك وحدك .. هي قضيتي أنا زادا .. قضية كل مواطن .. قضية وطن بأسره
لأنو كل مواطن معرّض للظّلم ... « . هذه المواطنة الصالحة فهمت جوهر القضية . لقد
حدّثتني عن مظلمة قضائية شنيعة تعرّضت لها , شأنها في ذلك شأن آلاف المواطنين .
يجب إصلاح القضاء .قضاء في خدمة
المواطن .
جنون
ليش ما اتهموني ب» الجنون « إلا
بعد ما فضحت فسادهم .. شبيني قبل كنت لاباس علي .. ما وليت مختبل إلا بعد ما تكلمت
على الفساد ؟؟!!!. الجنون تهمة الأنبياء , فما من نبيّ إلاّ اتهمه الفاسدون من
قومه بالجنون لينفّروا الناس عن الإنصات له . والله بالغ أمره ولو كره الفاسدون .
مجالس جهويّة
تركيز مجالس جهوية للقضاء متفرعة
عن المجلس الأعلى للقضاء تكون مقرّاتها على مستوى محاكم الاستئناف . وهذه المجالس
الجهوية يكون فيها ممثّلون عن المواطن وعن المحامين ومكونات المجتمع المدني حتى
يظل القاضي تحت رقابة المواطن والمحامي وهو ما يضمن عدم التعسّف . هناك تجارب شبيهة
في البلدان المتقدمة وقد أفرزت نتائج باهرة .
مخمور
في ليلة العيد قبضوا على شاب مخمور
في سوق قفصة فلمّا أدخلوه إلى غرف الاحتفاظ كان هادئا مستكينا لكنّ أعوان الحراسة
صاروا يستفزّونه ويسخرون منه فردّ عليهم ردّا منكرا فلطمه أحدهم على خدّه فاستشاط
الشاب غضبا , ولا توجد في الدنيا إهانة أكبر من صفع رجل على وجهه . فهمّ الشاب
المخمور بضرب الشرطي الذي صفعه لكن زملاءه تكاتفوا على الشاب و ضربوه ضربا مبرحا
ثم قذفوا به في الgeôle وعادوا للسخرية منه . وكان أعوان
الشرطة يقولون له كلاما بذيئا يندى له الجبين . ومن قهره انخرط الموقوف في البكاء
و صار يتوعّدهم بأنّه عند خروجه سوف يذهب لإحدى التنظيمات المتطرفة ويرجع للثأر
منهم , حسب قوله , ولا حول ولا قوة إلا بالله . أين كان رؤساؤهم ؟ وأين النيابة
العمومية التي من حقها أن تقوم في أيّ وقت بزيارات تفقّدية لغرف الاحتفاظ ؟ والتفقدية
العامة للأمن الوطني لا ترضيها هذه التصرفات من أعوان يفعلون أفاعيلهم خفية وفي
غياب الرقابة .
أقوال
« الظلم مؤذن بالخراب . وفساد
القضاء يفضي الى اضمحلال الدول « ( ابن خلدون ).
تشرشل قال : « تخسر بريطانيا الحرب
ولا يهان القضاء فيها « . وفي بلدنا يتحوّل قاض إلى متسول لأنّه قاوم الفساد و
انتصر للضّعفاء !!!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire