بعدَ مؤتمر إنتخابي دُعيَ إليه ذاتَ فوضى ثورية و نكتَفي
لِوَصفِه بمَا وَرَد في تقرير جمعية عتيد التي راقَبت ،بطلبٍ من الاتحاد نفسه، فعاليات مؤتمر انتخاباتالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في ماي 2013
فخَلُصَت إلى ما يَلي في خاتِمَتِه وفي الصفحة 21:
"وبخصوص الانتخابات توصي عتيد بإعادة كل الانتخابات
المحلية والجهوية والوطنية و الرئاسية"... إذن، وسَطَ لا مُبالاة المسؤُولين
و لا اهتمام الرأي العام باشرَت قيادَةُ الإتحاد الجديدة نضالهَا من أجل مصالح
الفلاحين في الدول الشقيقة وتطوير القطاع الفلاحي في البلدان الصديقة و يُحدِثُكَ
أي فلاح إن شئتَ أو أسعَفَكَ الوقتُ عن جُهُود الإتحاد و إنجازاتِه أو لعلَكَ إن
جُلتَ في أي سوق للغلال أو الخُضر أو اللحوم البيضاء و الحمراء و الزرقاء لعنتَ
طمعَ الفلاح و المُرَبي والبَحَّار وأقسمتَ أن لا تُصَدقَ لهُم حديثًا.
بعدَ كُلِ نجاحَاتِهَا، قَرَرت القيادةُ الجديدة أن تبدَأ
العام الجديد بتَغيير جذري في سياستِهَا التَواصِلِية معَ قواعِدِهَا منَ
الفلاحِين فغَيَرَت إسمَ الجريدَة الناطقَة باسمهم منَ "الفلاح" إلى
"الرِهَان" لأنَهُ وكَمَا تعلمُونَ فالنشاطُ الفلاحي أصبَحَ حاليًا ،بسبب
الكوارث الطبيعية و جوائحِ المسؤولين، أقربَ إلى الرهان الرياضي منهُ إلى
النشاط الاقتصادي.
و لأنَ مشَاغِلَ الفلاحينَ تَشغَلُ الصفحاتَ الأولى في كُل
الجرائد و ضُيوف كُل الأستديوهات الإذاعية و التلفزية فلاحُون من جميع مناطق
الجمهورية ،قرَرَ رئيسُ الإتحاد أن يُصبِحَ صاحبَ جريدة و أن يُفسِحَ صفحات جريدته
الرهان، الفلاح سابقًا، للملفات السياسية الساخنة و الباردة و الحوارات مع إخوة و
رفاق النضال القُدامَى و الجُدُد و للمقالات القاطفَةِ من كُلِ حقلٍ وردة بعدَ
إذنِ صاحِب الحقل و مُدير التحرير طبعًا.
فجاءت عناوينُ الصفحة الأولى للعدَدين الأولين منَ
الأسبوعية الجامعة التي يُصدِرُهَا الإتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري كُلَ
ثلاثاء كما يلي:
العدد الأول ليوم 13جانفي2015 : 6 عناوين سياسية عن إستمرار
الثورة وطغاة العرب وبقاء صوت المرزوقي وعواصف الإرهاب وثورة التلاميذ و حادثة "شارلي
هيبدو" معَ 1عنوان فني مُسَيس عن ندم مطرب تونسي غني في تل أبيب و1 عنوان
رياضي عن إستعدادالمكشخةللإحتفال إلى جانب بداية إفتتاحية عن ذكرى الثورة.
العدد الثاني ليوم 20جانفي2015 : 8عناوين سياسية عن عيوب
الدستور و حراك المرزوقي وأخطاء حكومة جمعة و أجر تقاعد الرئيس و موضوعية
الإعلاميين و حوارات مع محمد عبو و نور الدين البحيري و توفيق بن بريك و 3عناوين
رياضية عن المنتخب و كرة اليد وحوار مع صابر بن فرج عن الساسة و الرياضة و عنوانان
لمقالين عن البلدية و المليارات المهدورة في الخبز و اللاعبين الأجانب إلى جانب
بداية الافتتاحية عن الاضطراباتالاجتماعية الساخنة. لكن يبدُو أن أحدَهُم تذكَرَ
أن يٌعلمَ القُراء الفلاحين أنهُ في "دورته العادية، المجلس المركزي للإتحاد
يستشرِفُ المستقبل".
إذ نكتفي بجَردٍ وصفي بسيط للصفحة الأولى من العددين
الأولين فلكي نؤكد أهمية التغيير الحاصل في السياسة التحريرية، التي تُعلنُ عن
نفسهَا في أي جريدة في عناوين الصفحة الأولى. أما التراجُع بأخبار الفلاحين و
مشاغلهم في جريدتهم إلى الصفحات الداخلية فلا يؤكدُ إلا أنَهُ بعدَ الإستحواذ على
إتحادهم يُرَادُ الإستيلاء على جَريدتهم ليَتِمَ تحويل صوتهم الإعلامي إلى بوق دعائي كمَا تَم تحويل إنخراطاتهم في
الإتحاد إلى أصوات إنتخابية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire