mercredi 25 juin 2014

فيصل الجدلاوي : بطل من ورق ..فعله دميم وقوله ذميم




فالمحامي النكرة الذي أفرزته الثورة من جملة ما أفرزت من مظاهر مرضية يبحث له عن عنوان مفقود ..حطّ عصا الترحال بداية في منزل أبي جعفر التكتلي فلّما لم ينصره  ولم يغنم مع جملة من غنم ، تمسح بأعتاب الشيخ راشد الغنوشي عل بركات الإخوان تغدق عليه من فيئها ما تيسر .أراد  أن ينطلق من أرض محروقة  فلما أفل نجمه قال إني لا أحب الآفلين واتخذ منابر الإعلام ليخوض معارك خاطئة كاذبة انتهت كلها إلى الخسران المبين.
إنه المحامي فيصل الجدلاوي  عضو المجلس الوطني التأسيسي  الذي يجادل في كل شيء جدالا عقيما   ويعارض كل شيء  معارضة خسيسة من أجل الاخوان . يدعي الاستقلالية  والاستقلاية منه براء بل هي بعيدة عنه بعد السماء عن الأرض وبعد النافلة عن الفرض .فهو نهضوي الهوى حدّ النخاع بل إن يدافع عن طروحاتها أكثر مما يدافع عنها نوابها. ورغم أنه نشأ وترعرع في بيئة أبية ( قفصة وما أدراك ما قفصة ) أهلها صناديد فإنه لم يرضع حليبها ولم يتطبع بأخلاق  أهلها" ومن يهن يسهل الهوان عليه " 


لا علم رفعه ولا صنعة علت به
لم يكن فيصل الجدلاوي من الطلبة النجباء ولا من المحامين النبهاء حتى يمشي مختالا فخورا . فقد ولد  صاحبنا في 4 أفريل 1960 بالمتلوي بولاية قفصة. درس بمدارس ابتدائية مختلفة بالمتلوي وزاول تعليمه الثانوي بالرديف ثم بقفصة. انتقل إلى دمشق ليعود بالباكالوريا كحال عدد من لم يسعفهم الحظ في نيل هذه الشهادة آنذاك .. منعته الظروف المادية من ذلك فالتحق بكلية الحقوق بتونس سنة 1987 ( زمن انقلاب بن علي على الحكم ) و تخرج منها سنة 1992 ( زمن زواج المخلوع من ليلى الطرابلسي ) وما أسوأ اقدار دراسته فقد ارتبطت بتاريخين أسودين ؟؟ والجدلاوي اسم خامل نكرة في عالم المحاماة قبل الثورة وبعدها فلا هو دافع في كبرى القضايا ولا هو ناضل زمن الجمر ، ولكنه كغيره من الآفاقين الوصوليين ركب موجة الثورة فترأس "الجمعية الوطنية لمساندة ضحايا الفساد " وهي من الجمعيات التي لا تكاد تذكر أبدا ولا غرابة فعظمة الفرس من عظمة الفارس. ونحن نسأل النائب الموقر أن يحدثنا عن عينة واحدة من ضحايا الفساد التي أرجعه لها حقها المسلوب..؟.قد يجيب بأنه رفع قضية ضد منذر بلحاج علي  ووزير التعليم العالي السابق لزهر بوعون على خلفية فساد مالي  ولكن لما كانت العبرة بالنتائج فنحن نسأله : أين وصلت في متابعتك لملف هذه القضية ؟ هذه على الإجمال مكونات السيرة الذاتية لرجل يعتقد أنه بطل مغوار لا يشق له غبار بينما الحقيقة أن لا يغير حرفا ولا يدير طرفا  ؟؟؟


الجدلاوي من حجر التكتل إلى حضن النهضة

عادة ما يقدم الجدلاوي نفسه على كونه نائبا مستقلا خاصة بعد استقال من كتلة التكتل والسؤال الذي يطرح لم انضم إلى هذه الكتلة ثم خرج منها ملوما مدحورا ؟
قد لا تحتاج الإجابة إلى كبير عناء فالتكتل قد فاز بعد انتخابات 23 أكتوبر بالوزارات التي تدر الذهب وكان صاحبنا يمني النفس بالملفات الدسمة التي تكون من نصيب الحاكمين وقد استنكر بعض المحامين استئثار محامي الترويكا بتلك الملفات على طريقة التجمع المنحل وكلنا يذكر الفضيحة المدوية التي فجرها  الامين العام للتكتل بإيطاليا حسام زقية عندما تحدث عن الاجتماع السري الذي عقد بمنزل ابن اخت مصطفى بن جعفر وجمع قادة التكتل وهم إلياس الفخفاخ وخليل الزاوية وخيام التركي مع خمسة رجال أعمال منهم فتحي حشيشة ونوري شعبان لابتزازهم وطلب مبالغ طائلة مقابل غلق ملفاتهم ...


ويبدو ان الجدلاوي خرج من التكتل بيد فارغة وأخرى لا شيئا فوجه وجهه نحو حركة النهضة في طريقة مفضوحة وانبرى يهاجم المعارضة ويخونها ..ففي اعتصام الرحيل لم يترك تهمة إلا والصقها بالأحزاب التي شاركت في ذلك الاعتصام وهاج ذات يوم قائلا " مع من تتحاورون ؟؟ تتفاوضون مع انقلابيين و ناس ضد الثورة ؟؟؟ و المنظمات الراعية متآمرة  و منحازة و غير محايدة"  وكان من ابطال المسرحية الهزلية التي ساءل فيها النواب الميامين وزيرة السياحة أمال كربول ولا شك أن الذاكرة إن تنسى فلن تنسي كيف كانت الوزيرة تسخر في برودة دم من مداخلته وفي المقابل كان الجدلاوي يستعرض عضلاته في مشهد كاريكاتوري لم يجن منه سوى الخزي والعار فلا كربول قد رحلت ولا لائحة اللوم قد مررت ولا خرج صاحبنا بطلا قوميا أنقذ ما تبقى من تراث العرب والمسلمين ؟


الجدلاوي يحارب طواحين الهواء

كلما نطق الجدلاوي أثار زوبعة في فنجان ، فهو مرة يعلن مموها أنه استقال من التكتل رفضا لأحادية القرار ، وهو أخرى يتباهى ويفتخر بأنه رفض منصب الأمانة العامة  لحزب الاتحاد الوطني الحرّ وهو مرة ينتقد في مرارة ظاهرة النواب الرحل الذين ينتقلون من دار إلى دار مخلفين الخزي والعار ، والغريب أنه هو بدوره قد ارتحل من دار أبي جعفر إلى دار أبي سمية " ومن دخل دار أبي سمية فهو آمن " ويغفر له من ذنبه ما تأخر وتقدم .وهو مرة يتهم القضاء بالفساد والحال انه يمارس الفساد التشريعي  كلما عرضت مسألة رفع الحصانة عن النواب . وهو غير راض عن الرباعي الراعي للحوار فلا اتحاد الشغل ارضى فضوله ولا عميد المحامين أقنعه بآدائه .


بسلاطة لسانه  آذى زملاءه  في المجلس و اوجع أصدقاءه في المهنة فهو قد شن حملة شعواء على النواب الذين أضربوا عن الطعام مطالبين بإطلاق سراح بعض المساجين واعتبر ذلك أمرا خطيرا وتمردا على القانون ..وهاجم في منبر إعلامي واحد  رئيسة نقابة القضاة روضة العبيدي ورئيسة جمعية القضاة روضة القرافي خلال المعركة الشهيرة بين المحامين والقضاة وبدلا من إصلاح ذات البين وقال الجدلاوي " القاضية روضة القرافي حرضت ضد السلطة من خلال رواق كلية حقوق الإنسان وهذه فضيحة.وأضاف  " روضة العبيدي التي هددتنا ووصفتنا بأننا ميليشيات وأننا فاسدون اقول لها " القضاء اكبر قطاع فاسد وأقول للروضتين "اكنسو قدام دارك". 


كلمات أخيرة


هكذا هو فيصل الجدلاوي حاله كحال " أبي قلمون " في كل لون يكون تكتلي نهضوي قومي ..بل إن أبا قلمون افضل منه حال فهو في خواتم تحيله يفوز ولكن الجدلاوي ما فاز يوما في عالم السياسة او في عالم المحاماة. فهو يقول ما لا يفعل ، فبعد استقالته من التكتل وارتمائه في أحضان النهضة وعد بأنه سيكّون كتلة جديدة وكأنّ الوقت ما زال يسمح داخل هذا المجلس بالنقض والإبرام معتقدا أنه سيكون البطل الذي يجمع الفرقاء ولكن كلامه ذهب جفاء لأنه لا  ينفع الناس ولا ينفع المجلس  ورحم الله امرئ عرف قدره  وفهم أن عصر البطولات ولّى وانتهى . 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire