mercredi 25 juin 2014

إذا كان الغراب دليل قوم .. مر بهم على جيف الكلاب : المرأة الرقطاء والعدالة العرجاء




ماذا عساي أقول وقد تناقلت وسائل الإعلام فاجعة  ترؤس سهام بن سدرين يوم الثلاثاء 17 جوان 2014  هيئة الحقيقة والكرامة ..هل أنبش في التاريخ لأبين كيف كانت المرأة تحب المال حبا جما و تأكل التراث أكلا لمّا وتقتات من المنح الخارجية المشبوهة ؟ أم اكتفي بالحاضر لأكشف كيف دمرت صحبة وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي جهاز الأمن وجعلت بلادنا عرضة للصادر والوارد استباحها الإرهابيون فاغتالوا من اغتالوا وذبحوا من الوريد إلى الوريد من ذبحوا...وهل أعرج على دورها المشبوه في تشكيل الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري وكيف فرضت الأستاذ رياض الفرجاني ( كان مستشارها الإعلامي في راديو كلمة ) فرضا رغم أنه مثله مثل رئيس الهيئة النوري اللجمي لا علاقة له بمجال الاتصال وربما يكون الفرجاني أحسن حالا من اللجمي.؟ أم هل نعيد أقوالها التي ناصرت فيها  رابطات حماية الثورة ودافعت فيها دفاعا مستميتا عن حركة النهضة ؟ أم هل نعيد التذكير بمأساة صحفيي  راديو " كلمة " الذين توهموا أنها مناضلة فضحوا معها بالغالي والنفيس فكان جزاؤهم جزاء سنمار؟؟  أم هل نترك هذه التساؤلات جميعا لنرصد تفاعل الإعلام النهضوي السعيد مع هذا الخبر التعيس و كيف اعتبر سهام بن سدرين سيدة تونس الاولى التي ستملأ الدنيا عدلا بعد ان ملئت جورا.؟

الخطيئة الكبرى : تدمير الداخلية و مساندة الإرهاب

لا يختلف اثنان في أن سهام بن سدرين قد ارتكبت خطيئة كبرى عندما تحالفت مع وزير الداخلية السابق سيء الذكر فرحات الراجحي و بدعوى مقاومة الفساد تم عزل 42 إطارا امنيا أكثرهم من خيرة قادة الداخلية وهي التي وسوست له بحل جهاز امن الدولة فكانت الكارثة داخليا و خارجيا .


ففي الداخل جمعيات مشبوهة بعضها يعمل في العلن كرابطات حماية الثورة التي وجدت كل السند من سهام بن سدرين و أخرى تعمل في السر و ترسل بخيرة شبابنا إلى محرقة سوريا و كان طبيعا في مثل هذا المناخ ان يعشش الإرهاب و يفرخ و إن يصبح الاغتيال عادة تونسية و القتل و الذبح من الوريد إلى الوريد ظاهرة طبيعية . أما في الخارج فقد أصبحت حدودنا مستباحة للصادر و الوارد و أصبحت أرضنا الطيبة معبر للأسلحة و للإرهابيين



سهام بن سدرين : عشق المال والنضال المأجور

كثيرا ما قّدمت سهام بن سدرين التي بلغت عقدها السادس على كونها مناضلة شرسة تصدت لنظام المخلوع وفضحت مظاهر استبداده وفساده خاصة وهي المسؤولة عن المجلس الوطني للحريات ...ولكن هذه المغالطة ما فتئت تنكشف  تدريجيا بعد أن وضعت الثورة أوزارها ، وزادت حقيقتها ظهورا وبيانا بعد معركتها الشهيرة مع الصحفيين الذين امتصت زهرة أعمارهم ثم لفظتهم بلا جزاء ولا شكور .


ولتوضيح  بعض الخفايا لا بد من الإشارة  في البداية إلى أن سهام بن سدرين كانت تجمعها علاقات طيبة ببعض وزراء بن علي وخاصة سنوات التسعينات ولم تكن مطاردة في وطنها ..ويجمع المقربون منها على أنها إمرأة تعشق المال عشقا وتسعى إليه بكل الطرق داخل الوطن وخارجه فقد عاشت بن سدرين لمدة سبع سنوات ( 2003 و2010 ) بمدينة "غراس"  النمساوية وتمتعت بمنحة مالية قارّة وإقامة شبه دائمة من قبل منظمة ألمانية . ولما ساءت العلاقة بينها وبين الصحفيين الذين اشتغلوا معها ولم تمكنهم من مستحقاتهم المالية  في راديو " كلمة " بدأت تسريبات فسادها المالي تنتشر فقد تحدثت بعض المصادر على ان بن سدرين قد لهفت مليوني دينار كانت قد منحتها بعض الجهات الممولة لمؤسستها الإعلامية .


هيئة الحقيقة والكرامة: العدالة الانتقائية الانتقامية

علمتنا التجارب أن كل الهيئات التي بعث بعيد ثورة  الكرامة قد ولدت ولادات قيصرية وماتت وهي في المهد بعد أن اهدرت مالا كثيرا . فلجنة تقصي الحقائق في الرشوة والفساد التي ترأسها المرحوم عبد الفتاح عمر  لم تعمل سوى على طمس الحقائق وإخفاء الملفات بل استغلها بعض الأعضاء للإثراء الفاحش . ولم تكن لجنة تقصي الحقائق حول جرائم قتل الشهداء التي ترأسها توفيق بودربالة أحس حالا من سابقتها فلا ملف القناصة قد فتح ولا مجرمي الثورة قد نالوا عقابهم  وبذلك ظلت كل الحقائق المتصلة بهاتين اللجنتين عائمتين غائمتين .وليس من شك في ان هيئة بن سدرين ستمنى بفشل ذريع  وذلك لأسباب عديدة .



فمنذ لحظات التنصيب الأولى هجرها خميس الشماري مدعيا أسباب واهية ولعل السبب الحقيقي يعرفه زهير مخلوف ولا يستطيع الإفصاح عنه لأنه رجل خلوق لا يريد أن يحرج المرأة التي رشحتها حركة النهضة وساندتها رابطات حماية الثورة ونحن نشك شكا قويا في ان مخلوف سيكون ثاني المنسحبين ، لأنه وإن كان نهضوي الهوى فهو يصدع بالحقيقة ولا يقبل الضيم .وقد لا ترانا في هذا المقام في حاجة إلى التأكيد على أن هيئة الحقيقة والكرامة قد خضعت في اختيار أعضائها على محاصصة حزبية بقدر ما ترانا في حاجة إلى التساؤل كيف ستتعامل بن سدرين مع صحفي راديو كلمة الذين طردتهم شر طرد بدعوى أنهم من أنصار الجبهة الشعبية لا يلتزمون بأخلاقيات العمل الصحفي ؟



وانفضوا من حولها


 لا نعتقد أن هيئة بن سدرين ستصمد طويلا  إذ لا اتفاق حولها ورفضها جاء من القريب قبل البعيد فأحد أعضاء هذه الهيئة والذي نتحفظ عن ذكر اسمه ونقدر تجربته في النضال قال لنا ذات مرة في لقاء خاطف إنه إذا تم ترشيح بن سدرين لهذه الهيئة فستكون بداية النهاية ، ويبدو أن الرجل كان محقا فما أن تم الإعلان عن تركيبة الهيئة حتى استقال خميس الشماري وحتى بدأت الاصوات الرافضة الداعية إلى مقاطعة هذه الهيئة  تنبجس من هنا وهناك  فالإعلامي الطاهر بن حسين مثلا كتب على  صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ما يلي النص :"كسجين سياسي سابق أعلن اني لن أتعامل مع هيئة الحقيقة والكرامة في حال انتخاب السيدة سهام بن سدرين رئيسة لها نظرا لعلاقاتها بروابط حماية الثورة. كما أدعو المعنيين بمقاطعة هذه الهيئة المنحازة للإخوان منذ تأسيسها." وكان قبل ذلك رفيق الكيلاني رئيس جمعية القصبة قد هدد بالدخول  في إضراب جوع اعتراضا على عضوية سهام بن سدرين في هيئة الحقيقة والكرامة ولسنا ندري ما سيفعل اليوم وقد أصبح العضو رئيسا ."


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire