mercredi 25 juin 2014

حينما تصبح الصورة أقوى من الرصاصة: البون شاسع بين حمل النعوش ورفعة الشعلة





على خلاف العادة والعوايد وفي عملية غير مسبوقة حتى زمن الأمن والأمان تسلح رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية  الأستاذ محرز بوصيان بشجاعته المعهودة وشد الرحال ظهر السبت الفارط 14 جوان 2014 إلى حيث عشش الإرهاب وفرّخ وبالتحديد إلى جبل الشعامبي حطّ الرحال  ... حين التحم أعضاء اللجنة الاولمبية مع جنودنا لرفع الشعلة وسط حقول الألغام  في صورة على غاية من الروعة تحمل أكثر من معنى وأكثر من رمز أراد بها بوصيان بطريقة ذكية جدا مقاومة الإرهاب الغادر في عقر داره ليس باستعمال البنادق والقنابل وإنما فقط باستعمال الصورة التي نجحت عبرها اللجنة الاولمبية خلال هذه السنة في إيصال رسالة فيها الكثير من الشجاعة وحب الوطن ...


الفريق الاولمبي طاف في قلب  الشعانبي وحوله وفي المقدمة ظهر بوصيان حاملا المشعل الذي لم يعد يعبر عن حركة رياضية فحسب وإنما كان بمثابة الشعلة التي تضيء الدرب نحو اقتلاع الإرهاب من أرضنا وتبديد الخوف من القلوب وتعويضه بالحب والإخاء... اختيار رمزي غير منتظر فاجأ كل المتتبعين خصوصا وأن جماعة اللجنة الاولمبية قرروا قضاء ليلتهم قرب جنودنا البواسل في قلب المعركة في ظروف مناخية صعبة وفي حالة طوارئ قصوى مخاطرين بحياتهم وبسلامتهم الجسدية في حركة فيها الكثير من المعاني والرسائل الموجهة منها أن كل الرياضيين يدعمون الجيش الوطني  ويشاركونه المعركة الطويلة ضد الإرهاب وأن حياة جنودنا الأبطال ليست أهون من حياتهم ... "بوصيان" مرّر رسالة لأشباه الساسة ممن تصنعوا الوطنية وحوّلوا الوطن إلى أصل تجاري يبيعونه في سوق النخاسة ...


زيارة "بوصيان" لجبل الشعامبي أعطت درسا لن ينسى في الوطنية للرؤساء والوزراء والنواب ومن لفهم.

 إذ لم يسبق منذ انطلاق الأحداث الأليمة أن خاطر أي منهم بحياته وسواها مع حياة جنودنا الكواسر الذين ضحوا ويضحون بالغالي والنفيس من أجل اجتثاث الإرهاب بجذوره واستعادة الأمن المفقود...والبون شاسع بين من يحمل النعش ومن يرفع  الشعلة والفرق واسع بين من يزرع  الإرهاب ومن ينشر الطمأنينة وتونس لن يبني مستقبلها إلا رجالات من معدن محرز بوصيان .... انتهى الدرس


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire