لم تندمل الجراح بعد من الشطحات التي أتتها نقابة الصحفيين عامة و نقيبة الصحفيين خاصة حتى عمقتها بتقرير لا أخلاقي قيل انه
خصص للأخلاقيات المهنة جمعت له
النقيبة نجيبة ترسانة من الإعلاميين و طبعت منه مئات النسخ التي طار منها جزء كبير إلى الخارج في عملية
مشبوهة للتشهير بالإعلام التونسي و التوسل للمنظمات العالمية المشبوهة قصد التمويل
كجزاء وفاق على رصد الانتهاكات و كشماعة لتمكين خزينة النقابة من المال الاجنبي
مجهول المصدر ... و التقرير الأخير الصادر
عن مرصد غير شرعي شكلا و مضمونا ينعقد اللسان عن التعبير وتعجز الحروف والكلمات عن وصفه بعد أن حولته
النقيبة إلى ينبوع العطاء وشلال الخير ومعدن الأخلاق النبيلة وإيقونة الصحافة الوطنية
ورمز الطهارة والنقاء وعنوان الصدق والوفاء ومنارة ساطعة بلغت عنان السماء ...والتقرير
الأخير أثار الاشمئزاز وبعث علي القي وسبّب الطفح الجلدي والإسهال لمن يقرأ محتواه
وكأنه ليس كلمات مكتوبة بل طفح مجاري تسرب من قعر نتن مليء بمخلفات عفنة تنتابك حالة
القرف من قراءة تلك الترهات التي لا تستطيع أن تكمل قراءتها إلى الأخير بل تتوقف "لتبصق"
عليها بدون شعور...
و التقرير الأخير كان وقعه شبيها حرب البسوس التي
اندلعت حينما قتل كليب بن ربيعة التغلبي ناقة امرأة تدعى البسوس وجدها ترعى في أرضه
فقتل جساس بن مرة البكري كليبا رداً على ذلك فقام أخوه المهلهل بطلب ثأره. وهكذا استمرّت
الحرب أربعين سنة... حتى معشر الصحفيين عن
بكرة أبيهم جعلوا يقضمون أصابعهم بدل المرة ألف مرة على عدم الامتثال للحديث النبوي الشريف حينما قَالَ له رَجُلٌ
يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ
قَالَ أعقلها وَتَوَكَّلْ. و يعني أن يعقل
ناقته بحبل أو نحوه ولا يتركها طليقة. .. و قياسا
عليه فقد كانت الحسرة من عدم عقلة
الصحفيين للنقابة و للنقيبة حتى لا يتركوها تعثو في الأرض حبورا على هواها
...مما أدت بنا إلى المهالك فبعد أن عاملوها
بالمنّ عاملتهم بالأذى وهم الذين يدفعون من جيوبهم للنقابة ليسمعوا ما لا يرضيهم...
و قبل الخوض في
تفاصيل و جزئيات التقرير وما جاب عليه
من مغالطات رغم الصنصرة التي أدخلت
عليه عن طريق جمال بوريقة رئيس المرصد و
من بعده نجيبة الحمروني نقيبة الصحفيين كان لزاما
أن نسوق بعض التساؤلات عن المرصد و عن طريقة إعداد التقرير و عن رئيس
المرصد و عن دور النقيبة في هذا كلّه ... و أول الأبواب التي نطرقها تتعلق حتما بهوية المرصد و من كان وراءه و ممن يتألف من الذين
جعلناهم يترصدون خطى الصحف و اقتفاء اثر أخطاءها ليدونها فهل من جعل رئيسا للمرصد كفاءة لا يطال الطعن و
التشكيك و هل أهل المرصد نزهاء من الذين اخمدوا صوتهم الالاهي بالعسف ؟ و هل كانت للنقيبة
غاية تذكر من بعثه ؟ فالحقيقة أن أمر المرصد مجهول بلا هوية توازيا مع انعدام هوية الساهرين عليه
و الباعثين له و القائمين عليه و إن تعيين رئيس المرصد العجوز الذي أجاز لنفسه
ما يجوز كان ردا للجميل و لنضال سخي و توسلات قدمها منذ أن كان رئيس تحريريا
لصحيفة صبح الخير الصادرة عن دار الصباح
...ردا للجميل لسنوات التسعين
حينما تم رمي النقيبة الحالية والصحفية السابقة
في مرمي زوايا الإهمال
والنسيان من شارع الصحافة , فتوسل عرفها بوريقة إلى مرؤوسيها و إلى
مستشاري القصر لعودتها فأبوا إرجاعها
و لا نظن أن الكفاءة تهجّر و تطرد دون عودة ...
و بوريقة العائد من بوابة دار الصباح بعد الثورة ليملأ الدنيا ضجيجا وصراخاَ بعد أن
سد المنافذ أمامه و أحيل على التقاعد منذ إغلاق جريدته الأسبوعية " صباح
الخير" التي ما قدرت أن تعيش في السوق و قفزت عليها زميلتها الصباح الأسبوعي
و فازت عليها بالظفر بأكبر عدد من القراء و المتابعين بسبب قلة حيلة رئيس
تحريرها الذي انتدب من أجل تقصي في قضايا المحاكم ... و عودة بوريقة إلى الصباح
بعد الثورة مثيرا لغطا و لغوا في صفوف
العاملين بها و المتابعين للصحيفة الغرّاء بل تساءل العديد منّا لعقمت أرحام الصبح
حتى تجعل بوريقة مديرا تحريريا وهو الذي صمت دهرا
و لم ينطق حرفا لما تعرض رئيسه المباشر عبد الحميد القصيبي إلى مظلمة على اعتبار انه كان مشغولا بالداخلية حتى أطلقت
عليه صفة الإعلامي البوليسي و لعمري إن
التقرير الأخير للمرصد كان مطبوعا بطابع التقرير الأمني شبيها مرادفا له...
قلنا إن بوريقة لا يزيدنا شيئا و لا ينفعنا في شيء و قسما بالتين و الزيتون إننا
لا ننتظر إبداعا من فشل في تثبيت صحيفة أسبوعية و مجلة تجارية مهتمة ببيع السيارات
اسمها "الدليل" و التي أسسها
" مفيد " بائع مواد الكهرومنزلية و الأثاث و جعل لها مكتبا متعدد
الوظائف في الكوليزي و فرعا ثانيا في نهج
يوغسلافيا ..
و اختيار نجيبة له كان بمثابة الطيور التي على أشكالها
تقع ... و حتى لا نكرر ما تلوكه الألسن و
لا نخوض أكثر في التمحيص و نشر الغسيل نسأل و الإجابة لا ننتظرها لماذا لم تقم نجيبة التي تدعي الديمقراطية و تدافع بشراسة عن الحرية و
الشفافية بتقديم لو جذاذة عن تمويل التقرير و بكم باعت أخطاءنا و عوراتنا و بكم تكلف
الكتاب و كم نالت من المشروع و كم ظفر
بوريقة و ماذا عن الفتات الذي رمته للبقية
...و لماذا حجبت عنّا نجيبة دور منظمة "IMS
" في التقرير و لماذا سهرت على تمويله ؟ و من أين أتت
بالمصاري كما يقول السوري ؟ و ثم السؤال الأهمّ لماذا لم يؤشر كل أعضاء النقابة
على التقرير ؟ و مررته نجيبة للإعلام و أخرجته خفية دون إعلام أو تشاور ؟ ألا
تؤمن هذه بقوله تعالى " و أمركم شورى
" ؟ آم أن الحكاية تتجاوز ذلك خاصة و أن
مبلغ التمويل تجاوز المائة ألف
دينار دفعة واحدة ؟؟
إن التقرير الصادر عن
نقابة الصحفيين كان باكيا شاكيا كبكاء الصحفيين
يوم ترأست نقابة نقيبة لا تمت لهم بصلة بل هي مكلف بالإعلام لم تستطع بعد محاولاتها
القليلة في مجال الصحافة المكتوبة أن تدون
حرفا واحدا ... و أن التقرير كان خاليا
الوفاض يكيل الكيل بمكيالين و تلك سياسة النقيبة التي جعلتنا مصدر سخرية و ضحك من
قبل الشارع ... و التقرير كان متصدعا تصدع النقابة التي انشقت و أذنت ربها و
حقت بعدما سارت بها نجيبة إلى
الهاوية ألبستها جبة السياسة و اهتمت
بشؤون الساسة و جلساتهم و تركت أبناءها مشردين حفاة أشبه ما يكون بالمتسولين ...فلا هي دافعت
عن الإعلاميين الشبان ... و لا هي ساندت الصحفيين المشردين بل كانت لا ترد حتى على
مكالماتهم الهاتفية ... و لا هي كرمت كبار رجال الإعلام ... و لا هي بعثت مسابقة
للتشجيع ... و لم تكن لتفعل ذلك و كيف تفعل .. أليس فاقد الشيء لا يعطيه ... فحتى خالتك
"ربح" المسكينة صاحبة الكأس الشاي وقع الرمي بها خارج أسوار النقابة و
تعويضها من العائلة المالكة للنقابة ...
و دون أن نخوض أكثر ...و
نجرد ما قدم في التقرير " المأجور" ... و
نسرد فصولا من مآسي النقيبة و عضدها و عيوبها
و أبينا فعلا الترفع رأفة بها و الكل ّ يعلم سبب ترفعنا ... إلا أننا لا بد
أن نشير انه رغم تمتع الصحافة التونسية بهواء بعد هبوب رياح التغيير و تبديل الأحوال و اتساع
سماء الآمال فانه لم تعرف العروش
التهاوي و لم تسقط بعد من العلا الإعلامي رؤوس البلاوي و من لف لفهم في الانضمام
إلى قوائم الكراسي المعمرة و الأفعال المدمّرة ... كما نجزم أن العمل الصحفي اليوم تغير عمّا كان عليه بالأمس
حيث تنوعت الانتاجات لتجمع بين التوعوي، والنقدي، والتحليلي التنويري، والخبري
المعلوماتي، و الاستقصائي والإنساني الذي
يتعاطى مع الجوانب العاطفية والوجدانية ،وهو ما يعسر تقييم منتوجها من قبل جماعة عملت في بعض وسائل الإعلام في العهد السابق على
طريقة «النائحات» اللواتي يشعلن بكائيات المآتم و التي تحوّلت
بعد الثورة إلى ما يشبه ما يكون بجزار صحفي يستخدم قلمه كساطور يحاول أن ينال به من هامات
الصحف و كدح العاملين بها... فلكلِّ زمانٍ
مضى آيةٌ وآيةُ هذا الزمانِ الصُّحُف لسانُ البلادِ، ونبضُ
العباد وكهفُ الحقوق وحربُ الجنَف ...تسيرُ مسيرَ الضحى في البلاد إذا العلمُ
مزَّق فيها السَّدف...وتمشى تُعلِّمُ في أُمةٍ كثيرةِ مَنْ لا يخُطُّ الألِف !
و لئن أدارت قوى الجذب الرقاب إلى الصحف ... و
أعدت له إستراتيجية لاستمالته من أجل العودة إلى بيت الطاعة بعد أن طلقها بالثلاث
...فإننا اليوم العصا هوت من أهل الدار على قاعدة " الدق وصل للدربالة" ...
وليس لنا ما نختم سوى بترديد نزر مما قاله مظفر نوّاب
:" فيا حضرة كُتّاب
التقارير،
تشيطنتُ ولم أذكر
نظاماً رافعاً فردةَ سُباطيّ كالهاتف،
كي أشتُمهم. يا خوات
الـ!!…
قطع الخطُّ ولم أُكملْ
مراسيمَ احترامي
ربما بالفردة
الأخرى، أرادوا الاحتراما"
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire