و كان في الحسبان أن تهب رياح الثورة على وزارة التربية إبان الثورة و
أن تساير جل القطاعات الأخرى و لو بدرجة ضئيلة و لكن كله لم يكن ... و ظلت دار
لقمان على حالها بل تعكرت الأجواء داخل الوزارة التي تحولت أصبحت سوق نخاسة بامتياز ...و اتسعت رقعة الفساد بها و
أصبح الحديث عن التربية و التعليم القويم ضربا من الأحلام يعسرها تحقيقها ...
لا ندري إلى متى سيتواصل الإهمال واللامبالاة
والتلاعب بمصير فلذات أكبادنا في المؤسسات التربوية ؟ وإلى متى ستظل التجاوزات
تنخر جدرانها ؟ وإلى أين يريد أن يصل البعض بالمنظومة التربوية التي صارت تحتاج
اليوم إلى عملية تطهير شامل والضرب بقوة على أيدي العابثين والمستهترين بكل القيم
والمبادئ من المسؤولين وأشباه المسؤولين على حد سواء ؟ كما
لا ندري لماذا لم يقع بعد مسح ألوان
الفساد ... و ظلت مظاهره و ظواهره تدمي القلوب...
كانت نتاجا لسلوكيات رخيصة
مبتذلة... نسردها و نبوبها تباعا مع التأكيد أن ما خفي كان أعظم و أنتن ..وما دفعنا إلى هذه التساؤلات في الحقيقة هو الملف الخطير الذي وصل إلى أيدينا
والذي يستوجب من المندوب الجهوي للتربية بسوسة ووزارة الإشراف فتح تحقيق سريع
وفوري في شأنه ومعاقبة المذنبين ليكونوا عبرة لمن يفكر مجرد التفكير في اقتراف ما
شابهه من أفعال تهدد مستقبل أبنائنا التلاميذ ، ودون إطالة إليكم التفاصيل كما
تحصلنا عليها :
في نهاية السنة الدراسية 2011 – 2012 قامت
إدارة معهد فرحات حشاد بمساكن بتوجيه قائمة اسمية في التلاميذ المرتقين من سنوات
الثانية ثانوي مسلك لعلوم والموجهين إلى شعبة العلوم والتقنية ، وذلك إلى معهد
عثمان الشطي بمساكن ، وقد ضمت هذه القائمة 18 تلميذا. وتولت إدارة المعهد الثاني
أخذ نسخة من هذه القائمة وإعادة الأصل إلى المعهد الأول لأنها لا تتضمن المادة
الاختيارية التي سيدرسها التلاميذ في السنة الثالثة . فما كان من إدارة معهد فرحات
حشاد إلا أن أصلحت الخطأ وأعادت إرسال القائمة التي صارت تضم 19 تلميذا أي بإضافة
تلميذ آخر مقارنة بالقائمة الأولى .
وخلال السنة الدراسية 2012 – 2013 ، طلبت إدارة
معهد عثمان الشطي ملفات التلاميذ الموجهين إليها وعددهم 19 غير أن إدارة معهد
فرحات حشاد لم توجه إليها إلا 18 ملفا وبقيت تتلكأ في إرسال ملف التلميذ المضاف إلى
القائمة الأولى المرسلة .
وخلال الثلاثية الأولى لهذه السنة تم اكتشاف موضوع
التلميذ الذي لم يقع توجيه ملفه إلى معهد عثمان الشطي والذي نجح في الارتقاء إلى
السنة الرابعة تقنية بالإسعاف حيث تبين أنه لم يكن من الناجحين خلال السنة
الدراسية 2011 – 2012 بل كان راسبا بالسنة الثانية علوم وقد قام شخص ما في معهد
فرحات حشاد بإضافة اسمه في القائمة الثانية التي وجهت إلى معهد عثمان الشطي ،
والغريب أنه في حين تطالب إدارة المعهد الأخير بملف التلميذ المعني ،تقوم إدارة
معهد فرحات حشاد بالتشطيب على اسمه خلال السنة الدراسية 2012 – 2013 بعد إعلام
وليه بكون منظوره لم يلتحق بالمعهد فهل بعد هذه المهزلة حديث آخر ؟ وبين تعنت مدير
معهد فرحات حشاد الذي يرفض تسوية الأمر كما طالبت بذلك مديرة معهد عثمان الشطي ، وبين سكوت هذه الأخيرة
على الخطأ والتجاوز لأكثر من سنة ، يطرح أكثر من سؤال حول مصير هذا التلميذ الذي
يواصل الدراسة بنجاح في معهد ويجد نفسه مطرودا من معهد آخر ومن يتحمل مسؤولية هذه
اللخبطة الإدارية ؟ ولماذا لم يتم إعلام المندوبية بالموضوع في الإبان ليتم تدارك هذا
الخطأ الإداري الفادح ؟ أم أن العزري أقوى من سيدو . موضوع للمتابعة خصوصا بعد
افتضاح الأمر الذي أراد البعض التستر عنه .
استغلال نفوذ لتقريب الأقارب:
لا ندري إلى متى يبقى البعض يستغل نفوذه
لتمتيع بعض الأقارب بامتيازات لا يستحقونها وقد خلنا أن الأمر انقضى وولى مع سقوط
نظام المخلوع لكن بان بوضوح أنه الأمر زاد استشراء بعد الثورة. فخلال الأسبوع
المغلق للامتحانات الأخيرة تمت نقلة أستاذة وهي شقيقة أحد الأطراف المتنفذة في
نقابة التعليم الثانوي بجهة سوسة من أحد معاهد ولاية قفصة إلى أحد معاهد ولاية سوسة وتحديدا إلى معهد
عريق وسط المدينة كما أرادت هذه الأطراف ممارسة ضغط رهيب من خلال التهديد بشن حملة رفض قبول تعيين أستاذ كان يقوم بعمل إداري
بالمندوبية ، بإحدى إعداديات وسط مدينة سوسة إثر قرار نقلته من طرف وزير التربية ،
وعدم قبول نقلة أستاذة من إحدى الإعداديات إلى أحد المعاهد بوسط المدينة تعويضا
لأستاذ أحيل على شرف المهنة. وقد تم في اجتماع مضيق دار بالمندوبية مساء يوم
الأربعاء 04 ديسمبر الجاري ، الرضوخ لمشيئة هذه الأطراف حفاظا على المناخ
الاجتماعي السائد والذي لا يحتمل مزيدا من التوتر ، هذه الأطراف للتذكير تدخلت
لتعيين أحد أقاربها كإطار بالمندوبية وهو الذي فشل في إدارة مدرسة إعدادية وهكذا
المحاباة أو لا تكون . وكم كنا نتمنى لو كان تدخل هذه الأطراف لخدمة مصالح القطاع
دون تمييز عوض ممارسة الضغوطات لخدمة مصالح شخصية ضيقة حسب الولاءات ودرجة القرابة
والانتماءات السياسية . ولماذا لم ترد هذه الأطراف عن البيان شديد اللهجة الذي
أصدرته نقابة القيمين والقيمين العامين بسوسة بتاريخ 6 ديسمبر الجاري والتي تتهم
فيه مديري وأساتذة بعض المؤسسات التربوية بالهرسلة والاعتداءات اللفظية
والمادية تجاه منظوريهم والتجاوزات
المهينة والاستخفاف بمكانتهم والتدخل في شؤونهم على حد تعبيرهم وإرغامهم على
مراقبة الامتحانات واستجوابهم وتهديدهم وإهانتهم والحط من كرامتهم ، أم أن لغة أو
بالأصح لعبة المصالح والصفقات السرية في الكواليس عادت لتضرب بقوة ؟ وهل سكوتها
ورفضها إصدار بلاغ مضاد اعتراف ضمني بأن ما ورد فيه من اتهامات هو صحيح ؟ وما هو
موقفها من الانشقاقات السائدة في ما بينها واتهامها بالتلاعب بمصالح المنتمين
للقطاع خدمة لأجندات معينة ؟
دخلة ودخلة مضادة في مؤسستين
تربويتين بسوسة :
مساء يومي الأربعاء والخميس 27 و28 نوفمبر
الماضي، لم تكن الأوضاع عادية في مؤسستين
تربويتين عريقتين بسوسة هما المعهد النموذجي ومعهد الطاهر صفر . ففي سابقة لم
نتعود عليها ، نفذ تلاميذ المعهد الأول
يوم الأربعاء دخلة شبيهة بدخلات الملاعب الرياضية حيث حضرت الشماريخ والأعلام واللافتات
الوشعارات وسط حيرة الأساتذة خصوصا وأن العملية متزامنة مع أسبوع الامتحانات
المفتوح والذي يسبق الأسبوع المغلق. وقد رفعت في هذه الدخلة " نبزات "
موجهة لتلاميذ المعهد الثاني الذين حال علمهم بذلك ردوا من الغد الخميس الصاع
صاعين ونفذوا بدورهم دخلة مضادة مع إغلاق المعهد . تم كل ذلك وسط تجاهل تام وصمت
محير وعدم اتخاذ أي إجراء إداري وكأن الأمر عادي بالنسبة إلى إدارة المعهدين اللتين يبدو أن المشرفين عليهما " كل واحد لاهي في نوارو " فالدروس
الخصوصية والأشعار الغنائية أهم من شؤون أبنائنا الدراسية ، وكذلك من المندوبية
ومن الوزارة فمن يوقف هذا التيار الدخيل ويعيد للمؤسسات التعليمية هيبتها؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire