ما كادت الخطوط التونسية تنهي مرحلة من مراحل الفساد التي أنهكتها مع عائلة
الطرابلسية عموما ومع بلحسن الطرابلسي خصوصا حتى وجدت نفسها بعد الثورة في مرحلة
جديدة من الفساد لا تختلف كثيرا عن مرحلة
ما قبل الثورة بل لعلها أكثر بشاعة . فهذه
الشركة ما زالت مباحة للصادر والوارد من
رجال الاعمال الفاسدين يستغلون وسائلها
ويوظفون مواردها البشرية دون حسب أو رقيب . ويعد مهدي بن غربية نائب المجلس
الوطني التأسيسي ورئيس النادي البنزرتي كبير المتربصين بهذه الشركة ، فهو رجل
الاعمال الذي لم يكتف بنهب ما في البحر من درر فلجأ إلى الجو يبحث له عن الأجنحة
التي تدر عليه الذهب دون عناء أو شقاء ..
ويحسن بنا قبل أن نتطرق إلى الطرائق التي وظفها مهدي بن غربية لنهب أموال
الخطوط التونسية أن نشير إلى أمرين اثنين :
أولا إن هذه الشركة تعيش اوضاعا كارثية فقد ارتفع حجم ديونها وبلغ 750 مليون دينار موفى سنة 2012. كما أصبح العجز فيها
هيكليا بعد أن تمت مضاعفة مواردها البشرية ب50 بالمائة وبعد أن تضاعفت مصاريف الصيانة والوسائل
والاستغلال ويعد تراجع عدد المسافرين نتيجة الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا ،
وقد عمقت الحكومة الرشيدة هذا الوضع بعد إمضائها على اتفاقية " السماء
المفتوحة" open sky. .
فهذه العوامل وغيرها جعلت مكانة الخطوط التونسية نشهد انحسارا بل تراجعا لا
سيما بعد منح الخطوط القطرية والتركية امتيازات خاصة فقد وقعت تونس مثلا مع قطر مذكرة تفاهم
ف تقضي بفتح الأجواء لتسيير عدد غير محدود من رحلات الشحن والركاب بين البلدين.
وهو ما للناقلة القطرية بالمشاركة ل بموجب
الحرية الخامسة على النقاط الوسطية ونقاط ما وراءها؟؟ ثانيا أن مهدي بن
غربية أصيل مدينة بنزرت ( من مواليد 19 جوان 1973) الذي يدعي النضال ما كان يوما مناضلا فقد تم
سجنه خلال التسعينات صدفة وخطأ وتم سجنه
في رجيم معتوق واكتسب من ذلك الوقت شرعية نضالية
هكذا استولى بن غربية على خدمات النقل الجوي : خسار شركة الخطوط التونسية
تقدر بالمليارات
استطاع مهدي بن غربية من خلال عدد
من شركاته ( 2001World Freight Service ، 2006 Platinium
Events ، 2005
LBG Consulting متخصصة
في المساعدة ومراقبة البعثات الخاصة
) أن يستولي بطرقة مشبوهة وملتوية
على خدمات النقل الجوي متسببا في خسائر مالية فادحة لشركة الخطوط التونسية .
وتتلخص
هذه العمليات المشبوهة في استغلال مهدي بن غربية لبعض موظفي شركة الخطوط التونسية
من جهة وعدم التصريح بالوزن الحقيقي للبضاعة المشحونة وهو دائما ما يصرح بعشر
البضاعة ، فلو افترضنا مثلا أن بضاعة وزنها300 كغ تم شحنها يجب أن يدفع مقابلها
ألفين و700 دينار ( باعتبار أن ثمن كغ شحن 9 دنانير ) ولكن بن غربية لا يدفع سوى
290 دينارا لأنه لا يصرح سوى ب30 كغ .
وإلى
جانب هذه العملية يستغل مهدي بن غربية موظفي الخطوط التونسية خلال عملية "
الإرسالية بالمرافقة " فهو يستغل عمال وموظفي شركة الخطوط التونسية وخاصة
عمال الخدمات الأرضية للقيام بعمليات مشبوهة مقابل بعض لفافات المال الفساد ومقابل
رشاوى وتذاكر سفر ..
هؤلاء
ورطهم مهدي بن غربية :
كثيرون هم عمال
وموظفي شركة الخطوط التونسية الذين ورطهم مهدي بن غربية في خدمات نقل جوي
مشبوهة بما أن لهم امتيازات واتفاقيات بموجبها يسمح لهم بحمل أمتعة تفوق الاوزان
المسموح بها ، كما يتم التخفيض اهم في قيمة الشحن ( تتراوح قيمة الشحن للكغ الواحد
من دينارين إلى 5 دينارات ) فمحمد وليد الأجنف مثلا وفي فترة وجيزة قام ب7
رحلات لفائدة شركة World
Freight Service ولفائدة الشركة نفسها قام فهمي التونسي ب10
رحلات وقام الصحبي سامي لبيب ب4 سفرات أما زياد الشريف وهو إطار بشركة تونس الجوية
فقد قام خلال 9 أشهر ب9 رحلات أي بمعدل رحلة كل شهر ، وقد يضطر هؤلاء إلى المكوث
أكثر من يوم وهو ما يكلف الخطوط التونسية خسائر مالية كبيرة ، فهؤلاء جميعا تمتعوا
بتذاكر سفر من وكالة أسفار بن غربية Platinium
Events مقابل القيام
بعمليات شخن مغلوطة لفائدة صاحب الوكالة .
نور الدين
الشوك : هذا ما جناه علي مهدي بن غربية
نور الدين الشوك هو أخد الذين غرر بهم مهدي بن غربية وقد
تمت إحالته على مجلس التفقدية العامة حول شحنة فاليو " chargement
Valeo TU 724 " بتاريخ 28 مارس 2013. وقد أكد التقرير تورط نور
الدين الشوك الذي ادّعى بالقرابة التي تجمعه بمهدي بن غربية في ألحاق إضرار بشركة الخطوط التونسية من خلال
تواطئه مع شركة مهدي بن غربية التي متعته بامتيازات مادية ، وخلال هذه العملية كان
المدعو سلمي عيسى متواجدا أمام المكتب 32 الخاص بتسجيل الحقائب وبيده 19 ملصقة
أعدها سلفا قبل وصول البضاعة والتي كانت عند وصولها 19كرذونة دونوا انه تزن 114 كغ ولكن لم يتم احتساب سوى 81 كغ ودفع
مقابلها 729 دينار ويعد هذا التخفيض و التسجيل قبل وصول البضاعة في الوزن عملية غير قانونية . هذا مع العلم أن
هذه البضاعة قد رافقها نور الدين الشوك بواسطة تعريفة كاملة كما ان عملية شحنها
تمت بسرعة ودجون مراقبة حتى لا تتم
مراقبتها والغريب في الامر أنه تم قبول الشحنة المتجهة نحو مدينة " أورلي
" بعد انتهاء الوقت الاقصى
للتسجيل كم تم تعطيل خروج الطائرة في
الوقت المحدد لها .
إذا عود علة بدء وما بالعهد من قدم
بالأمس بلحسن الطرابلسي واليوم مهدي بن غربية ، بالأمس الخوف من بطش ليلى يمنع كل
ملاحقة للفساد في الخطوط التونسية واليوم تدخلات على مستوى الإدارة العامة للتستر
على الموضوع وعدم إحالته على القضاء
..
والغريب أنه كلما تم الحديث عن الفساد الذي نخر هذه الشركة يتم فتح الدفاتر
القديمة ويتناسى الجميع ملفات الفساد التي ظهرت بعد الثورة ومنها ملفات مهدي بن غربية الثقيلة التي ظهرت في البر
والبحر . فمهدي بن غربية وهو شريك سابق لبلحسن الطرابلسي في مجال النقل البحري
والجوي من 2002 إلى 2011 واصل بعد سقوط
النظام البائد في المحافظة على سيطرته المطلقة على ميناء بنزرت التجاري وبسط نفوذه
بالكامل على أعمال الوساطة القمرقية والشحن البحري ومساحات التسريح الديواني وهو
ما مكنه في السنوات الثلاثة الأخيرة من جمع ثروة طائلة بطرق ملتوية اعتمادا على
التهريب الديواني والتهرب الضريبي . ويبدو أن طموحه تجاوز البر فأراد أن يحلق في
الجو عاليا ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire