صيحة أرملة و الأيتام ... و انحراف العفو التشريعي العام ؟؟ …الإسكافي الناهب... في بلاط الأمير.. حاجب ؟؟

قد تجدنا مجبرين على  النهل من المعجم الديني  على اعتبار أن فحوى المقال  يفرض ذلك ... و قد ترددنا  في  هذا السياق خوفا من ان نحول المقال في الفساد الى خطبة عصماء قد تجد مكانها في منابر الجمعة ... و مع ذلك لا بد من التذكير لعل الذكرى  تنفع المسؤولين و الحاضنين  للناهبين ... فالمعلوم أن الشرع  الاسلامي  نهى  نهيا شديدا  على أكل  مال  اليتيم امتثالا لقوله  تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) أي إذا أكلوا مال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون في بطونهم ناراً تتأجج في بطونهم يوم القيامة.وهذه النار التي يأكلونها هي من نار جهنم. يروى أنهم يلقمون جمرات في النار تحرق أجوافهم، أو أنهم يسقون من الحميم الذي هو أشد حرارة مما يتصور، كما في قوله تعالى: (وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم)

و قد تستبد بنا   الدهشة و الغرابة  اذا ما تعلق امر اكل مال اليتامى من اشخاص يرتادون  المساجد و يتبجحون بانتمائهم الى التيار الاسلامي و تحديدا حركة النهضة ... و قد تستبد بنا الغرابة اكثر إذا علمنا  مرتكب هذا الاثم الكبير من الذين يرزحون تحت ما يسمى بالعفو التشريعي العام الذي استغله العديد  و خاصة من هم في الحكم لانتداب اقربائهم و ابنائهم في الادارات العمومية ...

 و في هذا السياق بذات كانت القصة المؤلمة لأرملة محمد مدلى  القاطنة بمدينة حمام سوسة  و التي لهفها  متسوغ محلها   المتواجد بشارع الحبيب بورقيبة عدد 112معلوم كراء كم من شهر ...

اطوار" القلبة "

تعود تفاصيل القصة الى تاريخ  1-6-1990  حيث تسوغ  خميس بن عبد الرحمان القدر  صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 02858510  و المولود في 8-3-1955 محلا  على ملك ارملة محمد مدلّى  بشارع  الحبيب بورقيبة  من مدينة حمام سوسة بثمن زهيد لا يتجاوز 45 دينار شهريا  جعل منه  محلا لتصليح الاحذية بعد ان تحصل على رخصة تجارة عددE 298466 و أطلق عليه  تسمية "احذية القدر"  ...

و شهد معلوم الكراء ارتفاعا  بطيئا وصل الى 85 دينارا  علما ان المحل يوجد في قلب مدينة حمام سوسة و في اعرق  الشوارع  و اكثرها حركية و مع  ذلك فقد عمد القدر  المتسوغ إلى التلاعب في تسديد معلوم الكراء و لم  يرس على يوم معلوم من كل شهر و ذلك لغاية في نفس يعقوب ... و قام في خطوة  تدل  على جشع وعلى لهف بعدم خلاص شهري اوت و نوفمبر من سنة 2008 و و شهر اوت من سنة 2009 و شهر فيفري و اوت من سنة 2010 و شهر جانفي  و جوان و ديسمبر من سنة 2011 و شهر جويلية من سنة 2012  و شهر فيفري و مارس من 2013  ...  و قد تعمد القدر لهف مال المسكينة احتقارا منه لها و على اعتبار ضعفها و هوانها ... بل حتى انها كانت تصد ابناءها الذكور عن مطالبة المتسوغ في مالهم تجنبا للمشاكل ... و غالبا ما توكل  الارملة مهمة المطالبة بمستحقاتها  إلى ابنتها  فتذهب ولكنها كثيرا ما تعود  بيد فارغة  و اخرى  لا شيء فيها بل تصم اذانها جحافل من الشتائم و الكلام ّ البذيء ...

العفو العام و الوالي في الاستقبال

بعد الثورة و ابان انتصاب الحكومة المشؤومة سارع القدر ّ الاسكافي الى الالتحاق بركب حركة النهضة و سجل حضوره في كل الاجتماعات و تقرب من القيادات و زعم انه من المتمتعين بالعفو العام التشريعي مستدلا على سجنه  بعض الاشهر في سنوات التسعين  علما وان سجنه حسب بعض المعلومات لم يكن  بسبب الانتماء للتيار الاسلامي ..

و على اعتبار المحاباة و الاولوية في التشغيل لأبناء الحزب تم انتدابه في بلاط امير سوستان مخلص  الجمل  يشتغل في الصباح خطة حاجب و في المساء يفتح محله لإصلاح الاحذية تحت ما يسمى بالعفو العام التشريعي  علما و أنه يبلغ من العمر 58 سنة .

و من جانبها حاولت الارملة و ابناؤها بكل السبل بل حاولت  مرارا و تكرارا  رفع التظلم  الى والي سوسة" عرف خميس القدر ّ" ( و الطيور على اشكالها  تقع ) إلا ان محاولاتها كلها باءت بالفشل  و لم تستطع مقابلته او وضع قدما حتى في مكتب سكرتيرته ... و كيف لها ان تصل مكتب الامير و هي  المنحدرة من محيط  عائلي فقير ؟؟

و الغريب في الامر ان ارملة مدلى ارتأت اخراج   الاسكافي من المحل فطالب بمبلغ قيمته 50 الف دينار مقابل السجل التجاري الذي  تحصل عليه ... الا ان الخبير قوّم السجل ب 8 ملايين ...و حتى و ان كان المبلغ  اقل من ذلك فلكم ان تسألوا من اين ستأتي به  وهي لا سند لها حتى ابنها رأفت مدلى عاطل عن العمل لا يشتغل و لا نطن  ان السلطة النهضوية  في سوسة ستنظر اليه بعين الرحمة ؟؟؟

الاكيد اننا لن نرفع نداء الاستغاثة  لإزاحة هذا المارد المتسوغ للسلطة على اعتبار انه مرتمي في احضانها  و على اعتبار انه ابن الحزب  الحاكم الذي لا يمس ... و لكن نهيب بالقضاء و استقلاليته  ... و نهيب  برجال حمام سوسة الشرفاء  و المنظمات الحقوقية و الجمعياتية  و رجال المال و الاعمال  حتى تتمكن  العائلة من جمع المال المطلوب لطرد الاسكافي من المحل ... و ازاحة الغمة عن ارملة تعاني الأمرين  من بطش الحاجب ... و لا نظن  ان رجال حمام سوسة سيبخلون عليها ... و اعتقادنا الجازم أن الايام القادمة ستأتي بالجديد ؟؟