vendredi 9 juin 2017

‭ ‬C I A‭ ‬في‭ ‬تونس :جواسيس‭ ‬عرب‭ ‬وأجانب(الجزء الثاني)


اختراق‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭... ‬حسابات‭ ‬بنكيّة‭ ‬بالعملة‭ ‬الصّعبة‭...‬


مصادر الأموال... الجيش القطري ؟
قامت الفرق المختصة بالبحث عن مصادر تلك الأموال وعن الجهة التي موّلت الحساب البنكي ل»سالم علي الجربوعي»... فتبين لاحقا أن مصدر تلك الأموال هو حساب بنكي مسجل باسم «القيادة العامة للقوات المسلحة القطرية» والمفتوح بالبنك القطري التونسي QNB  في تونس العاصمة.

العميد القطري «علي سالم الجربوعي»... الرجل اللغز ؟
تأكدت الفرق المختصة بوزارة الداخلية، أنها قد اكتشفت شبكة من الجواسيس القطريين والتونسيين، وقد بيّنت الأبحاث أن «علي سالم الجربوعي» يبلغ من العمر 52 عاما، وأنه يشغل خطة عميد بالجيش القطري، وهو مكلف بمهمة «ملحق عسكري بشمال افريقيا»، لدى المخابرات القطرية، ويشرف على أعمالها في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، دون ان تكون له أيّ صفة ديبلوماسية، وأن هذا الرجل الغامض والخطير كان على علاقة مباشرة بقائد أركان القوات المسلحة القطرية «حمد بن علي العطية». وقد كلف وقتها بالإشراف على مخيم اللاجئين الليبيين بمخيم الذهيبة بالجنوب التونسي.
وباقتفاء اثر «سالم الجربوعي» تبين انه على علاقات وطيدة بالسفارة الأمريكية... وانه على علاقة ايضا بلوبيات وشخصيات سياسية نافذة في تونس.

حسابات بنكية مشبوهة
في بنك الإسكان
تقدمت الأبحاث فتوصلت إلى أن الحساب الجاري للرجل القطري قد فتح في 15 جويلية 2011 باسم «سالم الجربوعي»، واكتشفت إدارة بنك الإسكان وجود معاملات مالية ضخمة في حساب ثان  لشخصية قطرية اخرى مفتوح بفرع تطاوين كذلك باسم «حمد عبد الله المري» وحساب ثالث مفتوح بذات الفرع باسم الهوية المصرفية «محمد جابر غانم الكبيسي»، وأنهما قد وكّلا «سالم الجربوعي» للسحب والإمضاء.
وبتتبع المعاملات المالية للحساب الجاري لقيادة الجيش القطري QNB بتونس: انتبه الباحثون إلى ضخّ مبلغ 500 ألف دينار إلى عسكري ينتمي إلى وزارة الدفاع التونسية دون تفصيلات تذكر.

استنطاق رئيس فرع بنك الاسكان بتطاوين
انطلقت الأبحاث حثيثة وتم استنطاق رئيس الفرع البنكي بتطاوين المدعو «حامد لطيف» رفقة مساعده، فاعترف بان القطري «سالم الجربوعي» قد تعود منذ 2011 على جلب أموال طائلة بالعملة الصعبة لتبديلها بالعملة التونسية لدى الفرع البنكي بتطاوين، ثم افتتح حسابا جاريا قابلا للتحويل في تاريخ 15/07/ 2011  وكان مرفوقا وقتها بحماية عسكرية هامة.
واعترف «حامد اللطيف» بان القطري «سالم الجربوعي» قد تعود على الإذن له بواسطة الهاتف، لصرف الأموال للعديد من الأجانب من جنسيات غربية أمريكية وبريطانية وفرنسية وايطالية دون سند بنكي، وقد اتضح وجود شخصيات عسكرية تونسية من بينها «العقيد قيس موسى» الذي كان يشرف على مخازن المساعدات العسكرية الممنوحة من قبل قطر وقتها، رفقة العسكري «توفيق غالي».

تقرير إدارة المحاسبة العمومية والاستخلاص بوزارة المالية
وتطورت الأبحاث للتحري عن أملاك المشتبه فيهم، فأفادت إدارة المحاسبة العمومية والاستخلاص التابعة لوزارة المالية، بان القطري «سالم الجربوعي» لا يتحوّز أملاكا بتونس، وان المشتبه فيهم ممن تربطهم علاقات بهذه الشبكة يعمدون إلى إخفاء أملاكهم بأسماء واجهة، وأنها قد تفطنت إلى أن العقيد بالجيش التونسي «قيس موسى» قد سجل دخول بعض العقارات في الذمة المالية لزوجته «بسمة البحري» في تلك الآونة.
وكانت الأبحاث لدى الفرقة المختصة تتقدم حثيثا في سرية تامة مما سهل الكشف عن شبكة جوسسة واسعة يشرف عليها «سالم الجربوعي»، تربطها علاقات بأحزاب سياسية ووزراء وشخصيات مجتمع مدني، حتى انه قام بتقديم منح مالية لبعض وسائل الاعلام.


جواسيس قطر في حماية الدولة
والأغرب من ذلك أن الفوج 17 مشاة ميكانيكية، الذي يشرف عليه العميد «الهادي بن علي الفرجاوي» وقتها كان يتولّى مرافقة «سالم الجربوعي» ... بما يفيد أن الوحدات العسكرية كانت قد تلقت تعليمات من القيادة بحماية الشخصية القطرية أثناء تنقلاتها في الجنوب التونسي... وقد أثار ذلك حفيظة سكان الذهيبة الذين ضجّوا من التضييقات العسكرية أثناء تنقل الشخصية القطرية الهامة.
ثم وخلال سنة 2014 تم تعيين العميد «الهادي الفرجاوي» ملحقا عسكريا بسفارة تونس بقطر ؟

قائد الأركان القطري يؤسس غرفة عمليات في الصحراء التونسية ؟
تقدمت أبحاث الفرقة الناشطة في مقاومة الجوسسة، فتفطنت إلى شراء القطري  «عبد الله حمد العطية» قائد الأركان القطري لقطعة ارض بيضاء جدباء بلا قيمة فلاحية مساحتها 40 هكتارا في صحراء تطاوين، من مالكها «زيد بن الفضيلي» بمبلغ خيالي قدره 430 ألف دينار، وكلف «زيد بن الفضيلي» بالإشراف على تشييد بناية خاصة ذات مستودعات ودهليز وغرف، مما نبه الى إمكانية  اعتزام ذي الشبهة في إحداث قاعدة خلفية للعملاء القطريين والامريكيين في صحراء تطاوين.


لوبي سياسي يتدخل... والنيابة العمومية توقف الأبحاث
وبوصول الفرقة المختصة في مقاومة الجوسسة إلى هذه النتائج الهامة، طلبت الإذن من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية تونس في تاريخ 10 جويلية 2015 في التوسع في الأبحاث، واستدعاء كل من سيكشف عنه البحث في هذه القضية الخطيرة التي تمس بالأمن القومي التونسي.
ترددت النيابة العمومية في اتخاذ قرارها... وحسب معطيات خاصة فقد تدخلت شخصية سياسية بارزة في أعلى هرم السلطة وطلبت إيقاف التتبعات حفاظا على مصالح الدولة حسب زعمه.
بعد أيام طلبت النيابة العمومية في شخص القاضي «ح .ع» إحالة ملف الأبحاث الأولية الى قاضي التحقيق المتعهد دون استكمال الأبحاث ؟ ثم  طُوي الملف بتدخل من جهات نافذة في جسم الدولة.
وكانت أرسلت الفرقة المختصة إلى والي مدنين بخصوص وجود شبهات تحوم حول نشاط جمعية «الحياة الخيرية» بجرجيس والمدعومة من جهات قطرية، وكان «لسعد الصويعي» المشرف على الجمعية قد تحصل على مبالغ مالية ضخمة من القطري «سالم الجربوعي» فاتخذ الوالي قرارا بإيقاف نشاط الجمعية باعتبارها تابعة إلى جماعات سلفية متشددة.

من يحمي هؤلاء الجواسيس؟
قطعا فان شبكات الجوسسة والاستعلام والتخابر، تنشط بقوة في تونس خصوصا بعد انهيار نظام بن علي، وان أياد سياسية عليا وخفية مورطة، تقوم دائما بتعطيل عمل الفرق المختصة في الأمن العسكري والفرق المختصة لدى وزارة الداخلية... وان نشاط الاستخبارات القطرية إنما كان يخدم مشروعا أمريكيا للسيطرة على خيرات الشعوب وإخضاعها.
وقد أفادت مصادر متطابقة بأن رجل المخابرات الفرنسية الفرنسي اليهودي «هنري برنار ليفي» كان على صلة وثيقة بالعميل القطري «سالم الجربوعي»، وانه قد التقاه مرات بتونس وأشرف معه على تزويد ثوار ليبيا بالسلاح.


سفارة قطر وشوقي طبيب والثورة نيوز
وكانت صحيفة الثورة نيوز قد نشرت هذه المعطيات في عددها 141 في تاريخ 04 سبتمبر 2015 في نطاق أعمالها الاستقصائية ملتزمة بدافع وطني شريف، من أجل حماية المصالح العليا للدولة التونسية، وتنبيه المسؤولين الغافلين.
وحيث تلقى مدير الصحيفة تهديدات مباشرة من أطراف نافذة لمنعه من نشر هذه المعلومات الخطيرة.
ثم قامت سفارة دولة قطر بتكليف المحامي «شوقي الطبيب» برفع قضية ضد الثورة نيوز، وحسب تسريبات فان المحامي شوقي الطبيب قد وعد القطريين بمحاربة جريدة الثورة نيوز وطالب بدعمه ماديا للوصول إلى خطة رئيس هيئة مكافحة الفساد، وكان له ذلك.
في المُحصّلة، فإن الثابت أن هذه الشبكة قد قامت بتحويل أموال إلى جهات مشبوهة في ليبيا أو تونس أو الجزائر، وان القطري «سالم علي الجربوعي» قد غادر البلاد التونسية خلال جويلية 2014 وفق التقرير، أين توقفت الأبحاث وأعمال المراقبة، وانه يمكن أن يكون مستمرا في نشاطه الاستخباري الى اليوم، وهذا ما يثير أسئلة هامة :
من هي اللوبيات السياسية التي تدعم شبكة الجواسيس في المجال التونسي ؟
من هي الجهات السياسية النافذة التي تدخلت لإيقاف التتبّعات الأمنية والقضائية ؟

لماذا أغلق هذا الملف الخطير؟
ملاحظةان مدير الصحيفة يعاود نشر هذا المقال مدعوما بوثائق ثابتة لا لبس فيها، مذكرا النيابة العسكرية الموقرة والنيابة العمومية بضرورة فتح بحث تحقيقي بخصوص هذه الفضيحة. وان هذا المقال دافعه الغيرة على الوطن ولا يحتمل أيّ مسّ من سمعة الجيش.
وأن صحيفة الثورة نيوز في نطاق أعمالها الاستقصائية تؤكد تمسكها بالمرسوم 115 ، وإصرارها على الدفاع عن حرية التعبير والنشر والصحافة والاعلام، والحق في إبداء الرأي المخالف وفق ما يضمنه الدستور.

  السجين محمد الحاج منصور

مقال صادر بالعدد 211 من جريدة الثورة نيوز ليوم 27جانفي 2017




2 commentaires:

  1. مَن هي الشّخصيّة السّياسيّة النّافذة الّتي أوقفتْ الأبحاث في شبكة الجوسسة؟
    شكوكي تتّجه إلى العميل الأكبر.

    RépondreSupprimer