jeudi 2 mars 2017

الأسبوع السياسي: يحدث الآن في تونس




كان يقف أعلى البناية يليّق جدارا مقابلا للبحر.وهناك كانت فيلات السادة وقصورهم محاذية للشاطئ وخالية من سكانها المترفين الذين لا يأتونها إلا شهرين في السنة ثم يغادرونها. ويحدث أنهم يسافرون إلى فرنسا أو أمريكا للتفسح والمتعة. فتبقى فارغة .لقد عرف بعض أولئك أثناء اعتصام الرحيل حين انتدبه الذيب (وهو كنية تطلق على ذلك الشخص الذي كان مكلفا برصد أجمل جميلات البلد وإحضارهن لزمبع أو المخلوع) ليساهم في إنجاح الاعتصام وحمايته نظرا لما عرف عنه من حيطة وعنف. قال له : كم تتقاضى في اليوم 35 دينارا. سأعطيك 50. وهكذا كان. حضر الاعتصام وعاش أياما وليالي كألف ليلة. الجعة بلا حساب. والوسكي يسكب كل ليلة حين تطرب الجماعة وتنتشي. وتذكر عددا من نساء ذلك الاعتصام، وتذكر جمالهن وغنجهن. وتذكر تلك الحسناء الذي قضى معها ليلة كأنها الحلم. وكيف أخبرته عن زوجها العنّين وووووو... وفي اليوم الموالي تجاهلته حين اعترضته وهي مع شاب ممشوق القوام جميل الوجه... كان كثيرون منهم يرطنون بلغات أجنبية، أو يتحدثون بلهجة تونسية بطيئة ورخية وكأنهم ليسوا من أهل البلد.
ودارت الأيام وجاءت انتخابات 2014 وأبلى معهم البلاء الحسن. وفاز الحزب ووعدوه بأشياء ولم يحققوها. لكن قريبه في البرلمان وعده بوظيفة لا يحلم بها. ومضت الأيام ولم يحدث شيء. فعاد يعمل في البناء وفكره مازال معلقا بتلك المرأة التي تشبه العسل حلاوة والقشطة نعومة. يتذكرها فيلتهب كبده وتكاد النار تضيء بين جوانبه ويهتف دون أن يشعر : آآ آه.
عاد يعمل وهم ينظر إلى قصور السادة. فجأة رن هاتفه الجوال. أتاه صوت قريبه نشوانا: آلو ..مبروك. لقد عينوك معتمدا في... ادخل على الأنترنيت وستجد اسمك. نقر على لأنترنات ووجد اسمه في احدى ولايات الشمال الغربي.
هذا ليس من خيالي. بل هي قصة حقيقية وقعت هذه الأيام. والسيد المعتمد هذا المرماجي عيّن معتمدا هناك.

الزيط والعيط ونقاز الحيط

قيل إن السفينة إذا كثر رياسها غرقت.هذا إذا كان الرياس حقيقيين. أما إذا كان الرياس مزيفين، أما إذا كانوا من الزيط والعيط والنقاز على الحيط، أما إذا كانوا من الصعاليك أو المطاريد أو... وقتها ستضيع السفينة في بحر الظلمات كما كانت العرب تسميه قديما. وقد قال فتى لأبيه يوما : أبي متى سنكون شرفاء فقال له: حين تغلق الثورة نيوز. لكن الثورة نيوز لم تغلق وبقيت تلاحقهم وتطاردهم وتتعقب خطواتهم وتحصي عليهم أحلامهم كما كان يفعل ضابط المخابرات في الدولة العلية لما صارت رجلا مريضا (والعهدة على إسماعيل كاداريه).
تكاثرت الأحزاب وتناسلت ثم تمزقت. وخرجت أحزاب من أرحام أحزاب. وتمردت شخصيات على تنظيماتها وكونت حويزبات. ثم حكّت رأسها وقالت إنها مستعدة لحكم البلاد. هكذا لا طاح لا دزوه. ثم يتحدثون باسم الشعب وهو لم يسمع بهم. يدعون أنهم أبناء الثورة ثم يأتون بالصادق شعبان سفاح القضاة وبسمير العبيدي خائن رفاقه وقواد المخلوع، وبسمير بو عبدالله آخر سفراء الجنرال الفار. ثم لا يخجلون. ويقولون إنهم يريدون الإصلاح. فهل يمكن الإصلاح بالأنذال والفاسدين وعديمي التجربة والمستكبرين؟
ومن سنختار : بوجمعة أو مولى الشريكة أو مولى الباتيندة أو محمد الكي أو الطاهر معدنوس أو المزروب أو المنكوب أو نجوبة...
يا أهل ترشيش، يا أهل إفريقية، يا أهل تونس أخبروني، فقد احتار دليلي.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire