vendredi 31 mars 2017

جنازة الأعْرَاب في "البحر الميّت"




أعراب البادية يحتفلون  بقمّة موت العرب.
 قمّة جديدة زائفة للعرب العاربة، تلتئم في البحر الميّت بالأردن في دورتها 28 ... يسافر رئيسنا المنتخب إلى أبناء عمومته، يحتفل وإياهم بطقوس الدّفن في جنازة جامعة الدّول العربيّة، مُفَرّقة دهماء العرب.
 يسير مولانا الباي في موكبه الفخم وحوله الخدم والحشَم والعسَس... فوق سجّاده الأحمر ليحجّ إلى بحر الأموات في غور الأردن... قرب وادي عربة.
 يدخل رؤساؤنا وملوكنا منتفخين في خيلاء الأباطرة إلى قاعة الاحتفال.. .إنهم حكّامنا العرب في زمن ما بعد الحداثة... إنّهم نخبتنا وعليتنا وسادتنا وأولياء أمورنا... تحرسهم عيون جارتنا إسرائيل.
 ماذا بقي الآن من جامعتنا العربيّة ؟... سوى رَسْم دارس... وطَلل عَاف.
 كانت جامعتنا مشروع وحدة وقوّة وكلمة سواء، تجمع ضميرا عربيّا شتاتا ضاربا في عروق التّاريخ ... بناها "جمال عبد الناصر وبورقيبة وبومدين وبن بلّة والخطّابي وصدّام والقذافي"... بنضالات جيل التّحرر الوطني... ماذا بقي فيها الآن.؟


استولى عليها عربان نجد واليمامة والحجاز... أخذها بدو الصحراء... أعرابنا بدو رحّل، حوّلهم النّفط إلى أشراف وسادة وأعيان وتجّار... ينفقون من خزائن الأموال، وسخاء الأرض، في كازينوهات شيكاغو وكباريهات لندن... يبذّرون الأموال في اللّهو والطرب والمجون.
 ثم يأتيك عرب الأعراب من سَمْت الصّحراء إلى بحرهم الميت، يدفنون ما تبقى من أحلام شعوب بائسة فقيرة كادحة... سرقوا أموالها وخيراتها وباعوها في رهانات القمار... إنهم يدفنون الوطن.
 تهشّم عراقُنا، فصار فُتاتا... وأُحرق الشام فينا، فإذا هو رَميم... وتَشظّى يمنُنا عشائر وقبائل فانكسر سدّ مأرب، وعاث اللّصوص في صحراء ليبيا.
 في البحر الميّت يجتمع الأعراب... على حدود فلسطين المحتلّة ينظرون إلى جيش إسرائيل يحرس ظهرانيهم... ويتمسّحون إليه أن يقبل لهم بنصف دولة فما من مجيب.


 أولئك الأعراب حاربوا جيش العراق في 1991 و2003.. فسقطت بغداد... وبكى كل العرب بكاء الولدان... دفعوا جماعات الإرهاب إلى أرض  الشّام سلاحا وأموالا وإعلاما لتأسيس ديمقراطية سوريا وإغاثتهم من الاستبداد.. ثم قصفوا  سدّ مأرب فإذا الطّوفان يطهّر اليمن من زيديّتهم.
لم تعد جامعة الدّول العربية إلا تحالفا سنيّا طائفيّا ضعيفا، تتزعّمه المملكة السّعودية... انه يخطط لإدامة الحرب ضد نظام بشار الأسد، واستنزاف الحوثيين في اليمن، والاصطفاف ضدّ ما تبقّى من حركات المقاومة المسلحة في مواجهة دولة إسرائيل حماس وحزب الله.


إنّه تحالف يصطف كذلك مع كل الغرب في مواجهة إيران الخميني...  ما عادت إسرائيل عدوتهم... أعرابنا أهل فطنة في السّياسة، ونظر في الكياسة... قلّبوا ودبّروا، وصوّبوا وصعّدوا، فوقعوا على أجوارهم الفرس من أحفاد كسرى وزرادشت... قالوا :" يا ويلنا هذا عدّونا."   
إسرائيل ما عادت عدوا لحمقى الأعراب... إنّها حليفتهم في التصدي لإيران الخميني.
حجّ السبسي إلى البحر الميّت... والتقط له صورا في جنازة الدّول العربيّة... وطاف بالبحر الميّت، ثم وقّع على أوراق، وعاد صفر اليدين... غير أنّه جدّد البيعة لآل سعود وأعراب الصّحراء... كانت زيارة رئيسنا حدثا تاريخيّا فارقا سيغيّر مجرى التّاريخ المعاصر.
وفي القفلة... قال منافق بن مداهن من بني كلب :" نناشدك يا فخامة الرئيس... أن تترشّح في الانتخابات المقبلة رئيسا لتونس مدى الحياة."








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire